هل توجد سياحة في الخليل العتيقة؟

الخليل- رايــة-طه أبو حسين

هل توجد سياحة في الخليل العتيقة؟ حول هذا التساؤل تباينت ردود الجهات ذات العلاقة، فمنها من وصف الحالة بالمزدهرة ومنها من وصفها بالميتة موتًا سريريًا.

عماد حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل يقول " عكفت لجنة إعمار الخليل في الآونة الأخيرة على تنشيط الحركة السياحية والتجارية في البلدة القديمة، وقامت بإنشاء مسار سياحي يشمل الزوايا والتكايا ومعاصر الزيتون والسمسم، والحمامات التركية، وقامت بانشاء مصنع الزجاج وصولًا للحرم الابراهيمي الشريف".

وذكر حمدان أن السياح في ازدياد متصاعد "يوميا هناك أكثر من عشر باصات تتنقل بالبلدة القديمة، رغم أننا بحاجة لمزيد من الاعلام والأدلاء السياحيين ومكاتب السياحة من أجل ارشادهم لهذه المواقع واطلاعهم عليهم".

حول ذلك يؤكد ربيع زاهدة أحد تجار البلدة على ارتفاع نسبة السياح، معترضًا " يمر السياح كلهم من طريق لجنة الإعمار فقط، وتواصلنا مع المحافظ والبلدية والسياحة ولجنة الإعمار حول طريق السياح لا تسمح لهم بوصول السوق، لأنهم مباشرة ينزلون في ساحة اللجنة الملاصقة للحرم ويدخلون للمسجد ثم يغادرون".

واختصر زاهدة حديثه "اذا بقي الوضع كذلك ولم يتم عمل جولات للسياح في السوق، في أمل أن نغلق محالنا التجارية".

مؤسسات الخليل الرسمية والأهلية والخاصة تنفذ نشاطات مختلفة، منها عقد مؤتمر الترويج السياحي في البلدة القديمة الذي حمل هدف تنشيط الحياة والحركة الإقتصادية كما صرّح القائمون في اللقاءات الإعلامية.

وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، قالت أن محافظة الخليل من أهم المحافظات السياحية في فلسطين "قبل عدة سنوات وعدنا بزيادة عدد السياح، وبذلنا جهودًا كبيرة، والآن نجد أعدادًا كبيرة تزور البلدة القديمة في الخليل".

وتابعت معايعة "اليوم في هذا المؤتمر نريد تطوير عملنا من أجل جذب السياح بشكل أكبر حتى تصبح محافظة الخليل محافظة سياحية بامتياز".

واعتقد محافظ الخليل جبرين البكري أن مؤسسات الخليل بالاتجاه الصحيح في اطار مزيد من العمل بالمناطق المستهدفة من الاحتلال ومستوطنيه "المنطقة تشهد حالة من الازدهار والحركة اليومية، وهناك زيادة بنسبة 100% عن العام الماضي، فالاحصائيات تشير لذلك، وأتمنى أن يصل العدد في نهاية العام لمليون زائر، وكل ذلك يأتي لتنشيط السياحة في المحافظة وخاصة البلدة".

بدوره قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة "البلدة القديمة قلب وروح الخليل، وهي منبع حضارتنا، ومؤسسات الخليل تعمل بشراكة تامة باختلاق فعاليات يومية حتى نعيد الحياة في البلدة، والمؤتمر لبنة من لبنات تشجيع ارتياد البلدة ورفع منسوب السياحة وتحسين الوضع الاقتصادي بالبلدة".

من جهته عقّب عضو إقليم وسط الخليل في حركة فتح مهند الجعبري "حتى الآن لا نرى سياحة حقيقية داخل البلدة ولا اهتمام سياحي حقيقي، ونتمنى من كل الجهات والمسؤولين تحمل مسؤولياتهم اتجاه البلدة القديمة وأن يكون في البلدة واقع سياحي حقيقي يحترم".

وطالب الجعبري الحكومة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها اتجاه البلدة القديمة"قبل هذا المؤتمر بساعة لا يوجد عمل حقيقي داخل البلدة القديمة للسياحة، ننظر بعد مؤتمر الرويج السياحي في البلدة القديمة بالاتجاه الصحيح وتصويب البوصلة للسياحة والاقتصاد في البلدة".

مؤسسات وفعاليات الخليل مع تجارها وسكانها ومواطنيها يجتمعون في طريق واحد والرامي لانعاش البلدة العتيقة والسياحة فيها، غير أن الجهود تتبعثر عند مفترق المصلحة والتنافس بركوب الموجة أو الجدية والاستمرارية وأسباب أخرى كما يفسرها البعض.