رأي الراية:
الانتخابات حق وليست هبة
تتحدث بعض القوى والفصائل عن موافقتها على الانتخابات باعتبارها انجاز كبير، يستحق الشكر والثناء، كأن الأمر هبة أو منة، في تصور سياسي خطير قائم على منطق الوصاية والتأبيد في الحكم.
في الانتخابات الرئاسية، كثيراً ما تحدث الرئيس عن عدم رغبته في الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، ودعوته كل الاطراف للاستعداد لهذا القرار، اعلان تكرر من الرئيس دون الاستجابة له من قبل المكونات السياسية، وتلقي الأمر باعتباره دعوة مفتوحة للانتخابات منذ عدة أعوام.
القيادة السياسية فتحت الباب أمام انتخابات في عام 2006، رغم ادراكها للنتائج ومعرفتها بضعف حركة فتح، وانهيار السلطة ومقارها تحت ضرب طائرات الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى لمعاقبة حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية على قرار حماية الانتفاضة، ومشاركة عناصر الأجهزة الامنية في الدفاع عن شباب الانتفاضة في غزة وجنين وصولا لمقر الرئيس الراحل في المقاطعة 2004.
كان المأمول لحظتها دخول حركة حماس والقوى الاخرى في النظام السياسي من بوابة الانتخابات واعتبار أعضاء المجلس التشريعي أعضاء في المجلس الوطني في أكبر عملية لتطوير المنظمة وتوسيعها، أمر طرح بقوة في اتفاق مكة، لكن في الجهة الاخرى كان التفكير في الحكم الاحادي واقصاء الاخرين بقوة السلاح.
قرار حل المجلس التشريعي بعد تعطل تام وعجز عن المشاركة في رفع هموم الناس وتطوير المنظومة التشريعية، جاء كفرصة لتجديد البرلمان عبر الاعلان عن الانتخابات والاستعداد لها من أهم محفل دولي "الامم المتحدة".
الآن .. أصبحت الانتخابات قرار سياسي ومطلب شعبي واجب التنفيذ باعتباره حق لكل فلسطيني تأخر تنفيذه كثيرا، بما يستحق العقاب الشعبي للجهات المُعطلة التي منعت كل أشكال الانتخابات واتخذت نهجا احاديا في الحكم والإدارة.
المطلوب ليس اجراء الانتخابات في حد ذاته.. انما تهيئة الاجواء لها، والاستعداد للتداول السلمي على السلطة، والخروج الأمن من مفاصل الحكم لصالح المنتخبين الجدد، ومساعدتهم بكل ما يجب، خاصة الصمت، وتوفير الفرصة الكاملة لكل القوى للمشاركة خاصة الشباب.
شبح المال السياسي خطير على أي ديمقراطية، خاصة عندما يكون المال من الخارج، ولحسابات إقليمة طالما تورطت في انتهاك الخصوصية الفلسطينية، وضربت المصالح الوطنية، لذلك مطلوب تحييد المال السياسي لإتاحة الفرصة لكل مواطن فلسطيني في الترشح او اختيار من يمثله بحرية وإرادة كاملة، من اجل فتح باب جديد للمستقبل واغلاق صفحة الانقسام والتفرد السوداء في تاريخ شعبنا.. والى الأبد.