من قتل عنان؟
نفى والد الشاب عنان أبو جامع، الذي قضى خلال عملية القبض عليه في مدينة خانيونس، رواية الشرطة الفلسطينية التي قالت إن الشاب عنان توفي بعدما حاول الهروب خلال عملية القبض عليه بالقفز من تلقاء نفسه من علو، إلا أن أبو عنان يؤكد أن الشرطة تسببت بذلك.
وقال أبو عنان خلال حديثه لبرنامج "نبض البلد"، الذي يُبث على إذاعة صوت الشعب بغزة، إنه "تفاجأ في ساعة مبكرة من يوم الجمعة الأول من نوفمبر، بطرق عنيف على باب البيت، وعندما فتح الباب اقتحمت الشرطة البيت على الفور وقالت بدنا عنان".
وأضاف أن ابنه الأصغر محمد الذي ما زال في الجامعة سأل الشرطة عن إذن التفتيش فكان الجواب بـ "الضرب المباشر وعبارة نحن نفعل ما نريد"، ثم عاد محمد قال هذا "غير قانوني"، فكان الجواب مرة أخرى من الشرطة "نحن نستخدم الأونطة"، بحسب ما أفاد أبو عنان.
وأوضح أبو عنان أن الشرطة دخلت البيت وفتشت المكان بـ "طريقة طالت الأشياء الخاصة جدًا"، حتى وصولوا إلى بيت الدرج أعلى المنزل حيث كان عنان يختبئ، قائلًا بسحب تصريحاته: "بالفعل أمسك به ثلاثة من أفراد الشرطة إلا أنه قاوم، وخلال هذه العملية قاموا بإفلاته فجأة ما أدى إلى سقوطه من أعلى السطح، وإصابته بنزيف من الرأس والفم وبعض الكسور والإصابات البليغة".
وكانت الشرطة قد أصدرت بيان لتوضيح الحادثة قالت فيه: إنّ "الشاب (ع، ز) والبالغ من العمر (28 عامًا)، صدر بحقه ثلاثة أوامر ضبط من قبل النيابة، وأمر حبس من قبل المحكمة، وذلك منذ ثلاثة أشهر، على ذمة قضايا مُختلفة، إلا أنه كان يتهرّب طوال الفترة السابقة، ولم يستجب للبلاغات المتكررة من قبل الشرطة".
وقالت الشرطة في غزة: "صباح الجمعة، توجهت قوة من مكتب التنفيذ بشرطة خانيونس لمنزل المواطن المذكور لإحضاره، وأثناء انتظار القوة، حاول الهروب من الطابق الثالث في البناية التي يسكن فيها، من خلال النزول بواسطة إحدى الأشجار المُلاصقة للمنزل، ما أدى إلى سقوطه، وإصابته بجروح بالغة توفي على إثرها بعد نقله للمستشفى".
ونفى أبو عنان رواية الشرطة بأن ابنه عنان قفز من السطح من تلقاء نفسه ليهبط على شجرة عالية بجوار المنزل، وقال: "المنزل ارتفاعه 18 مترًا، وأعلى شجرة بجوارنا لا تتجاوز المتر والنصف، هم من تسببوا بمقتله".
وأشار حلال مداخلته إلى "عدم مجيء الشرطة أو النيابة إلى مكان الحادث حتى الآن، ولم يتم إجراء معاينة ولا أخذ أقوال العائلة، كما أنه لا يوجد محضر للقضية حتى الآن"، وقال: "قدمنا شكوى رسمية وتواصلنا مع النائب العام، وهناك إجراءات طويلة معقدة نقوم بإجرائها الآن".
يذكر أن عنان يبلغ من العمر 28 عامًا، وهو خريج صحافة وإعلام، وكان يمتلك مشروع للأدوات الكهربائية، بحسب ما أفاد والده.
بهذا الشأن طالبت الجبهة الشعبية الأجهزة الأمنية والنائب العام بضرورة تشكيل لجنة تحقيق في ظروف وفاة الشاب أبو جامع، لبحث أسباب وقانونية ومهنية هذه المطاردة، داعية إلى "تغليب لغة العقل والحوار وترك القانون يأخذ مجراه وصولاً للحقائق ومحاسبة المخطئين، خصوصًا وأن هكذا حوادث مفجعة قد تكررت سابقًا".
* نقلا عن بوابة "الهدف"