هل الانتخابات المنتظرة "طربوش" لانقسام قائم؟
غزة – راية: عامر أبو شباب
ترقب مشوب بعدم الثقة يحيط بمسار الانتخابات شعبيا وفصائليا، ورغم التصريحات الايجابية، تبقى المخاوف قائمة وحاضرة بقوة.
وعبر الكاتب طلال عوكل عن خشيته أن تكون الانتخابات مجرد "طربوش شرعي فوق جسم مفكك ومنقسم نتيجة الواقع القائم على الأرض"، متسائلا: لو فازت حماس في الضفة كيف ستحكم هناك؟، ونفس الأمر بالنسبة لفتح في غزة؟
ورأى عوكل في حديث مع "رايـــــــة" أن الانتخابات ليس الطريق لإنهاء الانقسام، لأنها لن تُنهي السلطات القائمة على الأرض في الضفة وغزة، معتبرا أن حسبة الانتخابات صعبة جدا، في ظل أسئلة كبيرة وصعبة، لذلك من المبكر اعطاء جواب حاسم بانتظار المرسوم الرئاسي الذي يحدد طبيعة الانتخابات وهل ستكون شاملة كما تطالب الفصائل.
وأوضح أن المواقف الايجابية الحالية أولية ومبدئية من الانتخابات، قد تتحول الى العكس، بعد اتضاح مسار الانتخابات، واذا اقتصر الأمر على انتخابات تشريعية فقط، بتحول سلبي في موقف الفصائل، لأن الفارق الزمني بين الانتخابات التشريعية والرئاسية سيحدد مواقف الفصائل النهائية منها، في ظل موقف دولي داعم للانتخابات تاركا للفلسطينيين تحديد مسارها.
وعقب أسامة القواسمي عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، والمتحدث الرسمي باسمها على مواقف حركة حماس في حضور وفد لجنة الانتخابات المركزية بالقول: "نحن لم نستمع اليوم لهذه اللحظة إلى موقف واضح من قبل حركة حماس، لكن من المبكر الحكم"، الى حين عودة د. حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات من غزة.
وتابع القواسمي "لا نريد أن نستمع إلى أحاديث مثل الذي جرى في البلديات منذ عامين (..) سمعنا تصريحات لها علاقة باستعدادهم وموافقتهم على الانتخابات وبعد ذلك بدأت التدخلات من قبل أجهزة حماس في غزة وقضائها الأمر الذي أدى إلى إلغائها". على حد تعبيره.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية أكد جاهزية حركته لخوض الانتخابات الفلسطينية العامة واحترام نتائجها في حال توفرت كل شروط النزاهة والشفافية.
وأضاف هنية خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع قيادة "حماس" والفصائل في غزة مع وفد لجنة الانتخابات المركزية برئاسة حنا ناصر، أن هذا اللقاء يكتسب أهمية خاصة من حيث الرسالة والتوقيت ومن حيث المآلات والنتائج"، متابعاً "متمسكون بإجراء انتخابات شاملة (رئاسية، تشريعية، مجلس وطني) وأيضا مستمكون بتحقيق الوحدة الفلسطينية".
ورأى المحلل السياسي شاكر شبات أن موضوع الانتخابات بات قضية استقطاب، لأن أي فصيل لا يقبل بالانتخابات سيتحمل مسؤولية عدم تجديد الشرعيات ويعني أنه متمسك باستمرار الانقسام.
وأضاف شبات عبر "رايـــــة" أن المحك في الجدية ونجاح الانتخابات، هو مدى الاشتراطات التي توضع لإجراء لانتخابات، في ضوء مواقف متباينة بين فتح وحماس، حيث تطالب السلطة بانتخابات رئاسية وتشريعية دون انتخابات مجلس وطني، فيما تطالب حماس وعدد من الفصائل تطالب بانتخابات متزامنة شاملة على المستويات الثلاثة.
وتابع: اذا كانت النوايا صادقة يمكن الاتفاق في منتصف الطريق على قضايا خلافية، من خلال اجراء انتخابات تشريعية مشروطة بانتخابات رئاسية خلال فترة زمنية محددة، لذلك الموافقات المعلنة حاليا لا تعد مؤشر على جدية الأطراف لاجراء الانتخابات عمليا.
وفي ختام لقاءه مع قيادة حركة حماس والفصائل بغزة، أعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، الاتفاق على عدد من البنود المتعلقة بالانتخابات والموقف الوطني مضيفا أن اللجنة لديها شعور كبير بالاقتراب من إجراء الانتخابات.
يعود وفد لجنة الانتخابات المركزية، الثلاثاء، الى رام الله حاملا موقف الفصائل الى الرئيس محمود عباس، لتحديد الاجراءات والمواعيد مع ادراك الجميع أن الشيطان يكمن في ادق التفاصيل خاصة مسألة تنظيم والاشراف على الانتخابات بغزة ودور الأمن والقضاء.