جنة مرام..!
الخليل- رايــة- طه أبو حسين
التكنولوجيا التي تغزو وتهدم البيوت كما يصفها كثير، هي ذاتها التي تبني بيوتًا كثيرة، والفيصل الوحيد بين وجهتي النظر؛ (العقل) الذي يحدد ما يريد صاحبه وما لا يريد، ومرام الوريدات، اقتبست كثير المعنى من اسمها حتى بنت مشروعها الخاص عبر نافذة اليوتيوب التي ساهمت بتعليمها وبمساعدتها لتأسيس مشروع (أشتالي).
(أشتالي) مشروع زراعة الأشتال في الماء عوضًا عن التربة، لصاحبته المهندسة الزراعية مرام يونس الوريدات، من الظاهرية جنوب محافظة الخليل"بيتي حوالي 300 متر مربع، أضع فيه حوالي 4 آلاف شتلة، أزرع في الماء وهناك خط تغذية تدخل الماء مع محاليل مغذية من طرف ويخرج من طرف آخر، فأنا أحتاج كوب ماء واحد فقط كل 10 -15 يوم".
مواسير متشابكة، مفتوحة من أعلى، في كلّ فتحة شتلة نعنع وهناك إمكانية لتكون شتلة من نوع آخر كالميرمية والزعتر وغيرها، تتغذى عبر بربيج متّصل بخزان فيه المياه المضاف إليها المحاليل المغذية، ويوجد أيضًا ما يعرف بتقنية التمديدات الخاصة بمواسير المياه (خط راجع)، بمعنى عودة المياه للخزان، وهكذا تبقى في حالة حركة عبر كلّ الأشتال وبنفس الكمية.
مرام أم لأربعة أطفال، من فصيلة الناس التي تموت دون عمل، فهي دائمة التفتيش عمّا يشغلها لتكون منتجة وفاعلة بالمجتمع " أنا أحب العمل جدًا، تعلمت من اليوتيوب كيفية الزراعة المائية، ثم تقدمت لمسابقة المشاريع الزراعية وفزت بمشروع على مستوى فلسطين".
تعمل مرام على التشتيل، وبيع الأشتال للمحال والمشاتل، اضافة لبيع منتجاتها للجيران الذين يجدون في منتجها النكهة البلدية القديمة "من يشتري النعنع يعود مرة أخرى، فيقولون أن طعم النعنع كالذي كان يزرع قديماً بينما منتج السوق يبقى وقت أطول وذلك لأنه يرش قبل يومين أو ثلاث بمواد لتبقيه كما هو بلونه الأخضر لكن هذا نعنع بلدي".
مشروع أشتالي يعتبر مصدر دخل لمرام وعائلتها، لكن الأهم ميّزاته التي ساهمت بنجاحه واستحسانه من المستهلكين"الزراعة المائية تجنّبنا الأمراض والفطريات والمشاكل الناتجة من التربة والتي لا نستطيع التعامل معها نحن ربات البيوت، خاصة النكش والحرث".
الميزات السابقة ليست هي فحسب، بل يتجاوز ذلك لما هو أهم كما تقول مرام "الزراعة المائية تغنينا عن المبيدات والأسمدة، وتوفّر علينا الجهد والمال".
"الزراعة العادية فيها الكثير من المشاكل فالتربة تحتوي على العديد من الأمراض، وبالزراعة المائية تصبح أمراض النعنع أخف، فلا يرش النعنع بأي مواد، ويبقى نظيفا، ليس فقط النعنع بل يمكنك زراعة الورقيات الأخرى وكذلك الثمريات لكن ليس في مواسير بل في أوعية مثل الدلو (السطل)" قالت مرام.
تواظب مرام على فحص أشتالها بصورة دائمة باستخدام أجهزة مخصصة لقياس نسبة الملوحة والحموضة التي من شأنها انتاج نبتة سليمة مكتملة المواد الغذائية.
"بدأت بالشاي الأخضر والميرمية والزعتر والنعنع، ومشاريعي المستقبلية انتاج الأسماك" ختمت مرام.
