رأي الراية:
خسران السعودية .. حُمق
منذ قيام أول كيان فلسطيني على أرض فلسطين، ممثلا بالسلطة الوطنية، تمسكت المملكة العربية بالموقف السياسي الفلسطيني، ودعمته في المحافل الدولية والعربية حتى قمة القدس التي عقدت في الرياض 2018، ورغم القرار الأمريكي بنقل السفارة للقدس، استجاب الملك السعودي لطلب الرئيس أبو مازن بعقد القمة تحت عنوان القدس.
الموقف السعودي لم يكن سياسي فقط، بل تعد المملكة أكبر وأهم ممول لموازنة السلطة السنوية بنحو 360 مليون دولار سنويا، فضلا عن التمويل للاونروا بمبالغ هامة، حتى أن وزارة الأشغال التابعة لحركة حماس بغزة تُقر أن السعودية أكبر ممول لعملية اعادة الاعمار على عكس تركيا وايران والامارات.
ثبات الموقف السعودي مع الموقف الفلسطيني، والمتمثل في المبادرة العربية التي أعلن عنها الراحل الملك عبد الله في قمة بيروت عام 2002 يؤكد ان الموقف السعودي ثابت تجاه الرؤية الفلسطينية والثوابت الوطنية التي تبنتها منظمة التحرير في اعلان الاستقلال بالجزائر عام 1988.
ورغم وضوح الموقف السعودي تخرج وسائل اعلام معروفة المصدر والتمويل بمشاركة لافتة من الاعلام العبري، وتتحدث عن "علاقات سرية" و "تطبيع" بين الرياض وتل أبيب، وهو أمر بقي في دائرة التكهنات والتسريبات التي تخدم جماعة مأزومة ودول اقليمية قدمت للاحتلال الكثير وأقامت علاقة متنامية لدرجة ان قنصليتها موجودة في القدس قبل قرار الادارة الامريكية.
الزيارة الأخيرة للمنتخب السعودي الرياضي للقاء الفريق الوطني الفلسطيني تمت بدعوة فلسطينية، وجاءت من البوابة الفلسطينية واستجابة لعنوان كبير بأن زيارة السجين لا تعني الاعتراف بالسجن، زيارة رياضية أعادت الحياة لطريق مكة - القدس.
هذه الزياة تحتلف تماما عن زيارات السفير القطري الذي يمر عبر بوابة تل أبيب، ويحمل الاموال تحت اشراف ورقابة وزارة الجيش الاسرائيلي الى حركة حماس من اجل "تثبيت الهدوء" بالرشوة ضمن رؤية نتنياهو المُعلنة بالحفاظ على الانقسام وتطويره الى انفصال بالأموال القطرية واشراف حكومة الاحتلال.
شتان بين الموقف السعودي والمواقف الأخرى، حيث تملأ المشاريع السعودية مدن غزة من منازل ومدارس، فيما لم نحصل من الأخرين سوى على الشعارات والوعود والتهديد كالطبل الأجوف.
شكرا للسعودية وموقفها مع فلسطين.. شكرا يقولها كل حاج من أسر الشهداء تستضيفه المملكة بكرم وحفاوة، شكرا يجب أن يقولها كل وطني فلسطيني.