رأي الراية:
المطلوب من أشتية في القاهرة
مهمة جدا زيارة رئيس الوزراء د. محمد أشية للعاصمة المصرية مع وفد وزاري كبير، يحمل ملفات متعددة، سياسية واقتصادية وانسانية مهمة لكل الفلسطينيين خاصة سكان المحافظات الجنوبية في قطاع غزة.
الملف الأهم هو تحريك حقيقي لملف المصالحة الذي ترعاه مصر بقرار من جامعة الدول العربية، لانهاء الانقسام عبر تنفيذ الاتفاقيات الموقعة في القاهرة، أو الذهاب لانتخابات تعيد رسم الخارطة السياسية وتستعيد غزة للمشروع الوطني في مواجهة التحديات الخطيرة.
الملف الأخر يتمثل في وضع ترتيبات تساهم في تعزيز الانفكاك من سطوة الاقتصاد الاسرائيلي، فالكثير من السلع تمر من اسرائيل لغزة وأهمها الكمية الاكبر من الطاقة والكهرباء بما يحقق المصالح المشتركة لفلسطين ومصر، فالسلع المصرية من كهرباء وغاز وغيرها ضرورية لأكثر من مليوني مواطن في غزة يعتمدون على معبر اسرائيلي تجاري وحيد كان له الدور الاكبر في احكام الحصار.
يذكر ان الاحتلال الذي دمر غزة في ثلاثة حروب هو المستفيد من مواد اعادة الاعمار والبناء بمئات ملايين الدولارات وبشروط امنية مجحفة، أموال ستعزز نهضة واعمار سيناء وتحريك مصانعها.
التعاون والشراكة الاقتصادية بين الحكومتين سيعزز مورد مقاصة ضرائب جديد للسلطة الوطنية لكي تزيد من نفقاتها في قطاع غزة وتساهم في التنمية بعد القضاء على ظاهرة الأنفاق غير الشرعية.
ملف التحويلات الطبية لمرضى غزة الى المشافي المصرية ذات المواصفات الطبية العالمية يساهم في انعتاق مرضى غزة من سيف القهر الاسرائيلي على معبر بيت حانون ايرز، والذي تفيد احصائيات حقوقية أن الاحتلال يمنع 40% من المرضى من تلقي علاجهم في الضفة والقدس وهو شكل اخر للتخلص من نفقات المشافي الاسرائيلية.
ومن المهم للمواطنين في القطاع تحسين الحركة على معبر رفح بزيادة الأعداد وتخفيف الشروط عبر تنفيذ اتفاق 2005 أو تعديله بما يسمح بحرية وسهولة تنقل المواطنين الفلسطينين الى مصر أو عبر مطاراتها للعالم من طلبة ومرضى وتجار وأصحاب مصالح، ووضع معايير أمنية محددة بعيد عن القوائم السوداء التي تضم عشرات الألف، وتسهيل عودة المسافرين لغزة بدلا من قضاء أيام في طريق لا تستغرق الا أقل من عشر ساعات مع التفهم الكامل للأوضاع الأمنية في سيناء.
الجميع يأمل ان تكون العلاقة بين الحكومتين بحجم التاريخ المشترك ونهر الدم المصري على أرض فلسطين في مواجهة الاحتلال، علاقة تليق بمصر أم الدنيا وفلسطين قبلة الأحرار.