شركة تجسس إسرائيلية تخترق مئات ملايين هواتف أندرويد
حذّرت شركة "جوجل"، اليوم، السبت، من ثغرة جديدة موجودة في مئات ملايين الهواتف الذكيّة التي تعمل بنظام "أندرويد"، قد تستغلها شركة NSO الإسرائيليّة للتجسّس، بحسب ما نقل موقع "فوربس"، الأميركي.
ووفق الموقع، فإنّ الأجهزة تشمل جهازي "بيكسل" 1 و2، الذين تنتجهما الشركة، وهواتف "هواوي" P20، "شيومي رد مي" 5A، "نوت" 5، "شيومي" A1، وهواتف "سامسونغ" S7 وS8 وS9.
ولم تكشف "جوجل" عن سبب عدم معالجة الاختراق حتى الآن، رغم أن مصدرها انكشف منذ العام 2017، ولا عن سبب ربطها بمجموعة NSO.
ونقل موقع "فوربس" عن باحثة الأمن في "جوجل"، مادي ستون، أنّ الثغرة قد تساعد في تعقب أهداف تبحث عنها شركة NSO للتعقب، وأنّ هذه الثغرة مكّنت قراصنة الشركة الإسرائيليّة من الوصول إلى معلومات عميقة أكثر في صلب نظام "أندرويد".
ويتيح هذا الوصول للقراصنة "فعل كل ما يرغبون به" في الجهاز الذكي والوصول إلى معظم المعلومات الموجودة فيه، بحسب ستون.
وتعرف شركة NSO الإسرائيليّة بسيطرتها على الهواتف من بعد، وتعرّضت لانتقادات واسعة إثر بيعها برنامج "بيغاسوس" لدول مثل السعوديّة والإمارات والمكسيك.
ويعمل برنامج "بيغاسوس" من خلال إرسال رسالة نصية إلى هاتف خليوي، حول موضوع يثير اهتمام المتلقي ويطلب منه فتح الرابط المرفق. بمجرد فتح الرابط يبدأ البرنامج بالعمل دون توقف. وهذا البرنامج الذي طورته NSO، ومقرها في مدينة هرتسيليا، هو "برنامج التجسس الأكثر تسللا لحياة الناس في العالم"، حسبما وصفته مجلة "فوربس"، سابقًا.
ويمكّن "بيغاسوس" مستخدميه من استغلال كم هائل من المعلومات بواسطة الهاتف الخليوي المستهدف: رصد موقعه، التنصت عليه، تسجيل المحادثات الجارية قربه، تصوير المحيطين به، قراءة وكتابة رسائل نصية وبريد الكتروني، إنزال تطبيقات والتوغل إلى التطبيقات الموجودة في الهاتف، الاستيلاء على الصور والأفلام والملاحظات في رزنامة الهاتف ووجهات الاتصال. وكل هذا بسرية مطلقة ومن دون أن يعرف ويشعر الشخص المستهدف بما يجري في هاتفه.
ويعتقد على نطاق واسع أنّ السعوديّة والإمارات استخدمتا "بيغاسوس" لتعقّب أثر معارضين، أبرزهما الصحافي البارز، جمال خاشقجي، الذي بجريمة شنعة في قنصلية بلاده بإسطنبول، العام الماضي، وكذلك المعارض الإماراتي أحمد منصور.
وتأسست شركة NSO في العام 2010، وقال أحد المؤسسين الثلاثة، عمري لافي، في وصف منتجات شركته، "نحن أشباح. ونحن شفافون بشكل كامل من أجل هذا الهدف، ولا نترك أثرا". لكن بعد ذلك بسنوات تم الكشف عن "أثرٍ" تركه هذا "الشبح" وراءه في أنحاء العالم كله. وبالإمكان القول إنها ليست جريمة هذه الشركة أو غيرها في هذا المجال، التي يسعى مؤسسوها إلى تحقيق أرباح مالية كبيرة، بل أن نشر هذه البرامج التجسسية التي تنتهك حرية وحرمة الأفراد، ملايين الافراد، هي جريمة ترتكبها دولة إسرائيل في أنحاء العالم كله.
والعام الماضي، توجهت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إلى وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلية بطلب إلغاء ترخيص التصدير الأمني للشركة السيبرانية "NSO"، وذلك بسبب سلسلة انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ثبت أنه استخدم خلالها برنامج التجسس الخاص بالشركة.
وبحسب أمنستي فإن "مجموعة NSO قد خرجت عن السيطرة".
عرب 48