الشوا: غزة تفقد شبابها بين القتل والبطالة ومتاهات اللجوء
غزة – راية: عامر أبو شباب
قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا ان المنظمات الاهلية تواجه تحديات جسيمة بفعل الاحتلال وتراجع التمويل والانقسام السياسي والمؤسساتي.
وأضاف الشوا في حديث مع "رايـــة" ان الاجراءات من قبل وزارتي الداخلية في غزة ورام الله تعطل عمل مؤسسات المجتمع المدني عبر قيود متعددة في البنوك وعمليات التسجيل و المراقبة والمصادقة على مجالس الإدارة والتحويلات المالية.
وعبر الشوا عن أسفه للزج بمؤسسات المجتمع المدني في أتون الصراع السياسي الذي يدفع ثمنه المواطن، رغم أن هذه المؤسسات تعتبر الحلقة الأخيرة في حماية النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وكشف الشوا عن تحريضٌ إسرائيلي واضح على شعبنا وعلى منظمات المجتمع المدني، عبر ما يسمى وزارة الشؤون الاستراتيجية والراصد الإسرائيلي للتأثير على توجهات الممولين ما أدى إلى عجز كبير في عمل المنظمات الأهلية وقلَّص حجم خدماتها للمواطنين.
وحذر من نتائج الانقسام السياسي المؤسف وتنصل الجهات الرسمية في غزة والضفة وعدم قدرتها على تقديم الخدمة للمواطنين الفلسطينيين في الصحة والتعليم ولذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة والزراعة.
ونوه الشوا أن قطاع غزة يعيش أسوأ الظروف على مدار تاريخه، من خلال حلقات جديدة من الكارثة تمس حياة المواطن مباشرة، مثل البطالة والفقر وانعدام الأمن الغذائي بمعدلات غير مسبوقة. مما أدى الى تزايد أعداد الفقراء والمهمّشين وضعف القدرة على تلبية احتياجاتهم يوما بعد يوم.
وأشار إلى أن الحصار الاسرائيلي المشدد يمنع نحو 40% من المرضى من العلاج بسبب المعابر، فضلا عن منع إدخال مواد الإنتاج والبناء ومنع التصدير، حيث تنتظر ألاف الوحدات السكنية التمويل ومواد البناء، معتبرا أن تدخل المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال ضعيف جدا وتسود حالة من الصمت وعدم مساءلة الاحتلال.
وأشار الى تعرض التمويل الإنساني الدولي إلى عجز العام الماضي55% مقارنة بمناطق نزاعات وكوارث أخرى، يضاف إلى ذلك تقليص الدعم الأمريكي للأونروا التي تقدِّم خدماتٍ رئيسية لنحو 70% من سكان غزة باعتبارهم لاجئين.
وأكد أن الاحتلال يدفع الفلسطينيين إلى العيش يوما بيوم، وعدم القدرة على التنبؤ، والأمور قد تنقلب رأسا على عقب في أي لحظة، في ظل أزمة مُزمنة بسبب الاحتلال والحصار، مشددا على أن نهاية الحصار تعني قدرة غزة على تجاوز أزماتها بقدرات أبنائها.
وقال الشوا بحزن شديد: "فقدنا الكثير من الشباب بفعل القتل والإصابات على يد الاحتلال، وهجرة عشرات آلاف الشباب من الكفاءات إلى الخارج، بحثا عن حاضر ومستقبل لأبنائهم، وأصبح الهروب لمن استطاع إليه سبيلا للذهاب إلى متاهات اللجوء".
وطالب الشوا بتعزيز صمود المواطن الفلسطيني عبر وضع آليات حقيقية لإنهاء الانقسام السياسي وحماية الحريات ومنظومة حقوق الإنسان، وتوفير البيئة الاقتصادية والاجتماعية لبقاء المواطن على أرضه في ظل استهداف الاحتلال الواضح له في غزة والضفة والقدس .