هل أسهم فيرمينو في رأب الصدع بين محمد صلاح وساديو ماني؟
انتهى الأسبوع الخامس في الدوري الإنجليزي بشكل مثالي لليفربول الذي واصل احتلال القمة بالحصول على العلامة الكاملة وهي 15 نقطة من خمس مباريات بعد فوزه على نيوكاسل بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
وعمق هذا التفوق انتكاسة منافسه الشرس حامل اللقب مانشستر سيتي إثر هزيمته من الوافد الجديد على الدوري الممتاز نورويتش سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وكانت فترة الراحة التي استمرت نحو 10 أيام بين الأسبوعين الرابع والخامس في الدوري الإنجليزي قد هيمنت عليها المشكلة التي طفت بين نجمي ليفربول المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني في مباراة الأسبوع الرابع ضد برونلي والتي فاز فيها فريقهما بثلاثة أهداف نظيفة دون رد.
فلدى استبدال ماني قرب نهاية المباراة خرج غاضبا ومعبرا بشكل علني غير معتاد منه عن استيائه لعدم تمرير النجم المصري الكرة له، في ما كان بوضع يمكنه من إحراز الهدف الرابع للفريق بسهولة.
وقد أجج هذا الموقف الحديث مجددا عن "أنانية" وتنافس صلاح وماني، اللذان احتلا معا قائمة هدافي الدوري الإنجليزي مع نجم الأرسنال أوباميانغ في الموسم الماضي، وإحجامهما عن التمرير لبعضهما، ومدى انعكاس ذلك على فريق ليفربول ككل.
وكان مدرب ليفربول الألماني يورغن كلوب قد ضحك كثيرا من هذا "النزاع" قبل مباراة نيوكاسل.
وفي مؤشر قوي على التئام "الجرح" الذي خلفته مباراة برونلي، رفع صلاح غصن الزيتون بنشره فيديو "ميمز" لطفلين صغيرين يعانقان بعضهما وقد ركب وجه صلاح وماني عليهما، وذلك قبل مباراة نيوكاسل التي أحرز فيها ماني هدفين وصلاح هدفا، بينما وقف المهاجم الثالث فيرمينو وراء هدفين من الثلاثة بعد نزوله الملعب بديلا لأوريغي عقب إصابته.
وهكذا حقق ليفربول الفوز الـ 14 على التوالي، وواصل احتلال القمة بفارق 5 نقاط كاملة عن مانشستر سيتي. وبات السؤال المطروح في أوروبا كلها هو كيف يمكن إيقاف خطورة هذا الثلاثي؟
كان صلاح أهدأ الثلاثي لدى إحرازه الهدف الثالث ضد نيوكاسل عقب تلقيه كرة رائعة بالكعب من فيرمينو، ليتجاوز فابيان شار ويضع الكرة في الشباك.
وهذا هو هدف صلاح الرابع هذا الموسم ليرتفع رصيده إلى 58 هدفا من 79 مباراة لعبها لليفربول.
إذن لم يكن موسم صلاح هادئا، ولكن هل يسحب ماني الأضواء منه؟ ففي مباراة نيوكاسل كان ماني هو مصدر التهديد الرئيسي، وكان هدفه الأول رائعا.
ومنذ بداية الموسم الماضي أحرز كل من صلاح وماني 26 هدفا، ولكن في ما يتعلق بالـ "assists" وهي التمريرات الحاسمة التي تتحول لأهداف كان صلاح الأفضل وله 10 تمريرات مقابل تمريرتين لماني.
ومن ناحية أخرى خلق ماني فرصا أكثر لصلاح وكانت 23 مقابل 17.
ولكن هناك شيئا مؤكدا بالنسبة لهما معا فكلاهما يستمتع باللعب في إنفيلد، وهو ملعب فريق ليفربول.
فماني لم يخسر قط مباراة في الدوري في إنفيلد فمن بين 35 مباراة شارك فيها أحرز هدف الفوز في 33 مرة والتعادل في مرتين.
أما صلاح ففي 41 مباراة شارك فيها في إنفيلد ساهم بشكل مباشر في 50 هدفا في الدوري حيث أحرز 36 ومرر 14 كرة حاسمة.
ولم تشهد مباراة نيوكاسل الأخيرة سوى تمريرة واحدة بينهما، ولكن من حسن الحظ وجود "وصلة" مبدعة وعبقرية بينهما هي فيرمينو.
قبل 72 ساعة من مباراة نيوكاسل كان فيرمينو، البالغ من العمر 27 عاما، يلعب في الولايات المتحدة مع فريق البرازيل ضد بيرو، وهي المباراة التي خسرها البرازيليون.
ومع طول الرحلة عبر الأطلنطي كان من المنطقي حصوله على استراحة في مباراة نيوكاسل، ولكن مع إصابة ديفوك أوريغي في الدقيقة 36 نزل فيرمينو ليحقق "الوصلة" بين زميليه.
وعلى الفور ظهرت الفعالية الهجومية لليفربول، فقد انتزع فيرمينو الكرة من كريستيان أتسو ليمررها لماني الذي أحرز من جانبه الهدف الثاني.
وبعد استراحة بين الشوطين تلاعب فيرمينو بدفاع نيوكاسل وكاد يقدم 4 أو 5 تمريرات حاسمة في المباراة قبل أن يمرر الكرة بكعبه بشكل رائع لصلاح والتي حولها هذا من جانبه لهدف.
وقال كلوب بعد المباراة:"كانت فكرتي أن أبدأ بساديو في المركز وديفوك كجناح، ولكن لم ينجح ذلك، ثم نزل بوبي وزادت فعالية صلاح وتبادلهما للكرة في منطقة جزاء الخصم، وتغيرت نتيجة المباراة."
وقد لخص مدرب نادي نيوكاسل ستيف بروس الموقف لدى سؤاله عن الخيارات الهجومية المتاحة أمامه في مواجهة ليفربول.
قال: "وجود فيرمينو، والطريقة التي يتحرك بها في الملعب هي المفتاح، إن الثلاثي الهجومي لليفربول ممتاز ممتاز، ويمكنك أن تتفهم لماذا هم أبطال أوروبا؟ ولماذا خسروا مباراة واحدة في الموسم الماضي؟".
وتابع بروس قائلا: "فريق ليفربول مبدع ورائع، وفي نهاية المباراة يدمرونك".
فيا فرق أوروبا وانجلترا.. لقد حذركم بروس.