الاتحاد الأوروبي يؤكد إلتزامه بدعم الفلسطينيين في القدس الشرقية
أكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان، التزام الاتحاد بدعم الفلسطينيين وتشجيع نشاط المجتمع المدني في القدس الشرقية، موضحاً أن دعم الاتحاد الأوروبي السنوي ضمن برنامج القدس الشرقية وصل إلى 14.9 مليون يورو.
وخلال جولة صحفية نظمها الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، إلى ثلاث مؤسسات شريكة حظيت بدعم الاتحاد ضمن برنامج القدس الشرقية، قال عثمان لـوكالة الأنباء الرسمية:"هناك التزام طويل الأمد ومتين من قبل الاتحاد الأوروبي تجاه رؤية دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمن"، لافتاً إلى الشراكة القوية التي تربط الاتحاد الأوروبي وفلسطين.
وأضاف: "في السنوات الثلاث الأخيرة، وفّر الاتحاد الأوروبي أكثر من 300 مليون يورو سنوياً لدعم الشعب الفلسطيني في مناحي الحياة المختلفة، من تعليم وصحة وخلق فرص عمل وبرامج تمكين المرأة والشباب وغيرها".
وأوضح عثمان، أن برنامج القدس الشرقية يدعم مؤسسات محلية تعمل مع الفلسطينيين في القدس، إلى جانب دعم التعليم والصحة وتطوير القطاع الخاص.
وشملت الجولة زيارة لبرنامج مندوبات الذي يهدف إلى تعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود من خلال العمل على توحيد المجموعات المجتمعية النشطة في النوع الاجتماعي والثقافة والمستوى الاجتماعي والسياسي في مناطق مختلفة في القدس وخلق مساحات مشتركة للمشاركة المجتمعية والشبابية.
وأوضحت مديرة برنامج "مندوبات" باربرا ديمورتاس، أن البرنامج يعمل على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمشورة للنساء والأطفال عن طريق تنظيم جلسات توعية حول حقوق الأطفال والسكن، وتقديم المساعدة القانونية والتمثيل لقضايا هدم المنازل وعمليات الإخلاء والأطفال رهن الاحتجاز وانتهاكات حقوق المرأة، ورفع الوعي حول الطابع الفلسطيني لمدينة القدس على المستوى الدولي.
ويتعاون برنامج "مندوبات" مع عدة مؤسسات شريكة مثل: مركز أبحاث الأراضي، الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، اتحاد لجان المرأة، مركز بيسان للبحوث والإنماء.
وقال المنسق في مركز أبحاث الأراضي علاء سوميرة، أن المركز يقدم الدعم القانوني والهندسي للقضايا التي تصدر فيها بلدية الاحتلال أوامر هدم لمنازل الفلسطينيين بذريعة البناء بدون ترخيص، موضحاً أن المركز نجح في إلغاء عدة أوامر هدم وساهم بتثبيت الفلسطينيين في أرضهم ومدينتهم.
بدوره، قال الشاب المقدسي مجد عويس، أنه وأسرته لجأوا إلى مركز أبحاث الأراضي بعد تلقيهم أمر هدم من بلدية الاحتلال لشقتين تعودان للعائلة في حي راس العامود في سلوان، مشيراً إلى أن المركز يبذل جهود قانونية حالياً لوقف الكارثة التي يمكن أن تحل بالعائلة التي تتكون من ثمانية أفراد.
ولفت إلى أن العشرات من المباني في حي راس العامود مهددة بالهدم، دون وجود مساندة حقيقية على أرض الواقع من أي جهة، خاصة أن المرافعات والقضايا في المحاكم الإسرائيلية تأخذ عدة سنوات ويترتب عليها تكاليف باهظة، مؤكداً أن وجود مؤسسات تقدم المساعدة القانونية يشكّل مساندة لهم وتعزيزاً لصمودهم.
من جانب آخر، لفت الشاب المقدسي حسن الخطيب، عضو مجموعة شبابية في مركز بيسان للبحوث والإنماء، إلى أن المركز يسهم في تمكين الشباب المقدسي وصقل مهاراتهم وبناء شخصياتهم وتعزيز دورهم في المجتمع من خلال التدريبات والبرامج التي ينفذها، لافتاً إلى استجابة البرنامج لاحتياجات الشباب المقدسي الذي يعاني جراء الظروف السياسية والاقتصادية.
كما شملت الجولة زيارة لمؤسسة النيزك، المختصة في التعليم والإرشاد والبحث في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة وغيرها، ولقطاعات مختلفة من المجتمع.
وأكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة عارف الحسيني، أن "النيزك" تهدف إلى تطوير كفايات الشباب الفلسطيني العلمية والتكنولوجية والريادية والهندسية، وإنشاء فرص اقتصادية واجتماعية واعدة؛ من خلال المبادرة والتطوير والتصميم والتنفيذ لبرامج متخصصة توفر بيئة ملهمة ومحفزة على الإبداع والتميز.
ولفت إلى أن المؤسسة وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تعمل حالياً على إنجاز مشروع "واحة الابداع المقدسية" الذي سيتضمن مدرسة النيزك النموذجية التي تعتمد نظام البكالوريا الدولية بمساحة بناء 4400 متر مربع، والحديقة العلمية والتكنولوجية والمرصد الفلكي بمساحة 4000 متر مربع، وقاعة المؤتمرات ومطعم الطعام العضوي، والمختبرات العلمية المتقدمة وورشة التصنيع التكنولوجي، موضحاً أن المشروع سيرى النور في غضون عامين.
وتطرق إلى البرامج التي تنفذها المؤسسة في القدس ومن ضمنها برنامج "صنع في القدس"، لتسليط الضوء على إبداع الشباب المقدسي والتأكيد على هويته ولتوفير فرص نوعية لدعم واحتضان المشاريع الريادية التكنولوجية والعلمية في القدس للنهوض بالاقتصاد المقدسي.
ولفت إلى أن البرنامج الذي نفذ بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة 20 مشروعاً، حيث تم اختيار 3 مشاريع فائزة واحتضانها ودعمها لتحويلها إلى شركات ومنشآت مدّرة للدخل.
من جهته، تحدث الشاب المقدسي عارف السيد، صاحب أحد المشاريع الفائزة ببرنامج "صنع في القدس"، عن مشروعه المتمثل بدمج التكنولوجيا الحديثة في تصنيع الآلات الموسيقية الوترية، موضحاً أنه نجح في تطوير فكرة المشروع وبدأ بتصنيع الآلات الموسيقية بجودة عالية، وابتكار طرق جديدة لرفع كفاءة الآلات من ناحية تقنية.
وأضاف: "باستخدام التكنولوجيا الحديثة من رسم ثلاثي الأبعاد وقص بالليزر، نجحت في زيادة سرعة الانتاج وجودته، وأطمح حالياً للوصول إلى تسويق هذه الآلات محلياً وعالمياً في المستقبل القريب".
كما تضمنت الجولة زيارة لمؤسسة "أوكسفام"، التي أطلقت برنامج "وجود" لحماية حقوق المجتمعات المهمشة في القدس الشرقية ودعم صمودها، وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
وقالت مديرة البرنامج نداء حنيطي، "إن المشروع استجاب لاحتياجات الفلسطينيين المهمشين في القدس الشرقية، من خلال العمل على الحقوق الاجتماعية والقانونية للمرأة، والتمكين الاقتصادي لها".
وأضافت: "على الرغم من أن السياسات الإسرائيلية التمييزية لا تزال تؤثر سلباً على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للفلسطينيين، إلا أنه يمكن تعزيز مرونة المجتمعات من خلال تعاون المنظمات الشريكة والمجتمعية والمدارس والنساء والشباب الفلسطينيين في القدس الشرقية".
ولفتت إلى أن المشروع نفذ بالشراكة مع أربع مؤسسات فلسطينية هي: المركز النسائي للمساعدة القانونية والاستشارات، جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية، مركز الإرشاد الفلسطيني، وجمعية التنمية الزراعية، مشيرةً إلى أن هذه المؤسسات عملت معاً لتلبية احتياجات النساء والشباب والفئات المهمشة في البلدة القديمة وسلوان والعيساوية وصور باهر والطور.
بدورها، قالت المواطنة المقدسية نهى شرباتي، "إنها تلقت عدة دورات توعوية ضمن البرنامج في مركز الإرشاد، عادت عليها بالفائدة وتطوير المعرفة، كما انخرط ابنها في عدة دورات ومبادرات شبابية ساعدته في صقل شخصيته".
من جهته، قال الشاب المقدسي محمد رمان، "إنه التحق بدورة تدريبية ضمن البرنامج، خاصة بالخريجين الجدد، حيث تلقى تدريبات على مدار شهرين في مجالات متعددة، بالإضافة إلى تدريب عملي في إحدى المؤسسات، وبعد انتهاء البرنامج استطاع أن يجد وظيفة ثابتة كباحث ميداني في القدس".
وأكد أن الشباب المقدسي بحاجة للتوجيه والإرشاد كي ينخرطوا في المجتمع، مشدداً على أهمية التطوع لدى الخريجين الجدد لاكتساب المهارات والخبرات، وبالتالي تعزيز فرصهم في الحصول على وظيفة.