إضراب بقرية أم نميلة في النقب ومطالبات بتوفير سفريّات للطلاب
أعلنت لجنة أولياء أمور الطلاب، في قرية أم نميلة، في بيان عمّمته قبيل انتصاف ليل الإثنين، إضرابًا مفتوحًا لطلاب القرية، بدءًا من الثلاثاء، على خلفيّة حرمان الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، بسبب عدم وجود سفريّات تنقلهم إليها.
وقررت اللجنة "بناء خيمة اعتصام شمال القرية"، موضحةً أن الإضراب وخيمة الاعتصام مُستمرّان "حتى يتم التوصل لقرار بالنسبة لمتطلباتنا في شأن حقوق أبنائنا الأساسية"، ومُشيرة إلى أن القرارات جاءت "بعد جلسة مطولة ومشاورات بين أهالٍ، وأولياء أمور طلاب قرية أم نميلة وضواحيها، وبين عدد كبير من المسؤولين"، الذين لم تُسمِّهم.
وذكرت اللجنة أن قسما كبيرا من أهالي مدينة رهط "أبدوا تضامنهم مع أهالي أم نميله وتذمرهم بسبب الوضع المؤسف، وعليه أعلنوا إضرابا تضامنيا أيضا الثلاثاء بعدد من المدارس في المدينة".
وقالت اللجنة في بيان منفصل، كانت قد أصدرته الإثنين: "عاد اليوم طلاب المدارس إلى مقاعد الدراسة في جميع أنحاء البلاد كالمعتاد، حيث احتفل جميع الطلاب بهذا اليوم المميز برفقة آبائهم وأمهاتهم، إلا أن هذا الفرح استثنى المئات من الطلاب الذين لا حول ولا قوة لهم، بسبب استهتارٍ من بعض المسؤولين وعدم تحمل المسؤولية"، مُطالِبة وزارة التربية والتعليم، "بالتحقيق في هذا التقصير والتنصل من المسؤولية".
وأضافت اللجنة: "تفاجأ طلاب قرية أم نميلة وضواحيها والذين يدرسون في مدارس رهط، بعدم وجود سفريات لنقل الطلاب إلى مدارسهم بعد أن تجهزوا واستعدوا لهذا اليوم المميز، ومع تهرب المسؤولين في تقديم إجابات للأهالي والتنصل من المسؤولية، قررنا نحن (...) التوجه إلى مكاتب وزارة التربية والتعليم، للمطالبة بإيجاد حل فوري وجذري يضمن لطلابنا حقهم بالوصول إلى مقاعد الدراسة وبشكل آمن".
بدوره، قال رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف، عطية الأعسم، لموقع "عرب 48"، إن "الوضع الذي انفجر اليوم، (والمتمثّل) بعدم وصول أبناء القرى مسلوبة الاعتراف إلى مدارسهم، هو استمرار لمحاولة ’سلطة تطوير النقب’ التضييق على العرب، وتصعيب حياتهم حتى الوصول إلى سلبهم حقهم الأساسي في تلقي خدمات التربية والتعليم".
وأضاف الأعسم أن "المسؤول الأول عن خسارة أبنائنا لأيامهم الأولى في السنة الدراسية الجديدة هو مؤسسات الهدم التي تعلم جيدًا عدم ملائمة الطرق والباصات المهترئة لنقل الطلاب، ولم تقم بأي مجهود لتسهيل تحصيل هذا الحق على أهالي النقب بل منعت عنهم هذه المواصلات بشكل كامل".
وذكر أن "جزءًا من الطلاب (وصلوا) إلى المدارس بمبادرات فردية من أهالٍ وشخصيات اجتماعية نقدرها جدًا"، مُشيرا إلى أنه ليس مستغربًا من "تعنت المؤسسة ضد أهالي قرى الصمود فهم يستخدمون كل السبل لكسر إرادة أهالي القرى مسلوبة الاعتراف".
وقال رئيس اللجنة المحلية في قرية صواوين مسلوبة الاعتراف، خالد الصلعان، لـ"عرب 48": "وصل طلابنا إلى المدارس اليوم، كما تم افتتاح السنة الدراسية في مدارس أبو تلول البعيدة عنا مسافة 40 دقيقة من السفر بشكل طبيعي، ولكن ما زالت الباصات التي تنقل أبناءنا في وضع سيء جدًا، ونحن نغض الطرف عنها كي لا نقطع رزق أحد، وأما الطريق إلى المدرسة فهي جبليّة ووعرة وسيئة جدًا".
وأضاف: "قمنا بمحاولة ترميم الطريق المؤدي إلى المدارس قبل أسابيع بمبادرة أهالي القرية ولكن ’سلطة تطوير النقب’ ووحدة ’يؤآف’ قامتا بحجز الجرافة التي عملت على إصلاح الطريق وملاحقة السائق (...) لا تعطينا السلطة أية خدمات وتعاقبنا إذا حاولنا إصلاح واقعنا بأنفسنا"، مُشيرا إلى أن "هذه هي المعاناة اليومية لأهالي صواوين".
وقال عضو اللجنة المحلية في قرية، الباط المعترف بها منذ العام 2000 فقط، علي أبو صبيح، وهو ناشط جماهيري كذلك: "تم اليوم افتتاح مدرسة الباط الابتدائية بنجاح جزئي وذلك لأن طلاب القرى مسلوبة الاعتراف المحاذية للقرية، والذين يجب أن يتلقوا خدمات التربية والتعليم فيها لم يستطيعوا الوصول إليها بسبب انعدام المواصلات إلى المدارس".
وذكر أبو صبيح أن "أهالي القرى مسلوبة الاعتراف هم الشريحة الأضعف والتي تلاحقها الدولة بكل ما تملك من قوة واليوم لم يستطيعوا الحصول على التعليم وترفض الدولة تخصيص الميزانيات لمواصلاتهم".
وأضاف: "هذه جريمة بحق أبنائنا. كان يجب إنهاء هذه المسألة قبل افتتاح العام الدراسي وقبل تعرض أبنائنا لخسارة ساعات تعليمية".