طالب من "القدس المفتوحة" يبتكر جهازاً لـ"التحكم عن بُعد"
ابتكر طالب من جامعة القدس المفتوحة، في مشروع تخرجه من الجامعة، جهازاً للتحكم عن بعد، حيث استطاع الخريج هاني خميس محمد نصير (37 عاماً) المتخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفرع القدس المفتوحة في شمال قطاع غزة، عبر اختراعه المتمثل في التحكم بتشغيل الأجهزة الكهربائية وإيقافها، وهو ما يعرف بـ "البيت الذكي"، عبر تطبيق هاتف متصل بالإنترنت، ومن أي مكان يتواجد فيه، إضافة إلى استخدام الأوامر الصوتية المتوفرة.
واستوحى هاني فكرته من أحد أفلام الخيال التي كان أحد ذوي الإعاقات الحركية فيها يتحكم بأجزاء البيت بأوامر صوتية لجميع الأجهزة كي تعمل، وبعد الاطلاع على كثير من المصادر العلمية من كتب ومجلات علمية ومؤتمرات دولية تم تجميع المحتوى النظري وبلورة المشروع ليقوم الطالب هاني نصير بعمل النموذج الأولي من المشروع.
تفاصيل فكرة المشروع تقوم فكرة المشروع على التحكم بجميع الأجهزة الكهربائية في المنزل بطريقتين: الأولى من خلال تطبيق صممه الطالب وبرمجه، وذلك عبر واجهة مستخدم بأسماء جميع الأجهزة التي يريد التحكم فيها باستخدام الإنترنت.
أما الطريقة الثانية فمن خلال إعطاء أوامر صوتية، وذلك باستخدام مساعد "غوغل" الذي برمجه الطالب مع جهازه الذي قام بتصميمه وتطبيقه على النموذج الأولي، وبذلك تمكن الطالب هاني من تقديم مساعدة كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة، مثل الكفيفين وذوي الإعاقات الحركية، ليمكنهم من التحكم في البيت ومرافقه وأجهزته بإعطاء الأوامر الصوتية.
ويستخدم هاني "غوغل أسستن" لتميز مشروعه الذي يعطي ذوي الإعاقات الحركية والبصرية فرصة للحديث مع الموبايل، حيث تحول شركة "غوغل" الصوت إلى أوامر برمجية لتوصيل الرسالة أو إعطاء الأمر من خلال الحديث فقط. ويستطيع النظام التحكم في أجهزة التكييف والتلفزيون وجميع الأجهزة المتصلة به في البيت الواحد، وهو ينتظر الآن حصوله على براءة الاختراع، حيث يتمنى هاني أن تكون تلك بداية لوصول مشروعه إلى العالمية، رغم أنه لا يعلم كيف سيتعاطى العالم مع شاب تكنولوجي مقيم ومحاصر في غزة.
وقال الطالب هاني إن الفكرة لاقت رواجاً كبيراً لدى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية والدولية. وكان هاني من الطلبة المثابرين والمجتهدين، حيث قام بتوثيق المشروع بطريقة علمية عالمية أضفت لهذا المشروع رونقاً رائعاً لجعله من مشاريع التخرج المميزة الذي حصل على أعلى علامة تمنح لمشروع تخرج في الجامعة.
يقوم الطالب هاني الآن، بمساعدة المشرف الأكاديمي، بترجمة المشروع لنشره في المجلات العلمية العالمية ليحاول شق طريقه إلى العالمية، ويقوم أيضاً بالتطوير الدائم على المشروع ووضع إضافات أكثر عليه لجعله فريداً من نوعه ويطمح إلى أن يصل يوماً ما إلى للتحكم في مدينة كاملة لتسمى المدينة الذكية.
نجاح رغم المعيقات لم تقف الظروف الاقتصادية الصعبة التي مر بها هاني عائقاً أمام إبداعه، فيداه التي عملت في أعمال شاقة لقاء حياة كريمة لأسرته، هي ذاتها التي أبدعت في مشروع تخرجه بعد أن أنهى دراسته بتقدير "ممتاز" في تخصص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة. ويقول: "تعثرت كثيراً في بداية حياتي، وسافرت إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكنني لم أتمكن"، معللاً ذلك بالظروف الاقتصادية التي تعيشها أسرته. وبعد عودته فكّر في الدراسة والالتحاق بجامعة القدس المفتوحة، متحملاً مع أسرته ووالديه عناء الدراسة وتكاليفها، لاسيما أنه يعيشُ في بيت العائلة داخل غرفة مع زوجته وأبنائه. ويضيف هاني: "أجبرتني الظروف الاقتصادية على تحمل الذهاب إلى الجامعة سيراً على الأقدام، في سبيل توفير لقمة العيش لأسرتي، لكن اجتهادي وحرص والدتي على تهيئة الظروف الملائمة لي، شكّلت دافعاً لي نحو الاستمرار، متابعاً: "تلقيت الدعم من جامعة القدس المفتوحة بعد عودتي من ألمانيا وتمكنت من إكمال دراستي".