أشلاء على السياج.. ماذا بعد؟
غزة – راية: عامر أبو شباب
ترتفع حدة التهديدات الإسرائيلية من قادة سياسيين وعسكريين وأمنين في الحكومة والمعارضة بضرورة شن عدوان على قطاع غزة بعد عدة هجمات مسلحة نفذها شبان من القطاع ضد مواقع ودوريات الاحتلال على السياج الفاصل شرق وشمال غزة مما ادى الى استشهاد 9 مقاومين.
ارتفاع عدد الهجمات الفلسطينية على الحدود جاء بسبب حالة الغضب التي أصابت المواطنين في القطاع جراء استمرار الحصار وعدم تنفيذ الاحتلال للتفاهمات بالإضافة الى جرائم الاحتلال في الضفة والقدس وقطاع غزة وفق الكاتب مصطفى الصواف.
انفجارات وانتخابات
ورأى الصواف في حديث مع "رايـــة" أن استمرار هذا الواقع ولد حالة من الانفجار كما حدث في جنوب وشمال قطاع غزة بما يعطي دلائل ان القطاع مقبل على انفجار في وجهة الاحتلال.
ولنزع أسباب الانفجار، يؤكد الصواف أنه يجب التزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه مع الفصائل الفلسطينية لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخشى أن تنفيذ التفاهمات سيؤدي الى خسارته بالفوز في الانتخابات لذلك يماطل ويساوم.
وكشف الصواف ان الفصائل بغزة وجهت تحذير للاحتلال عبر الوسطاء الذين وصفهم "بالضعفاء" من أن استمرار الاحتلال في هذه المماطلة سيؤدي الى الانفجار ويجر الوضع الى مواجهة واسعة لن تقتصر على قطاع غزة بل تشمل الاقليم كله.
مخاوف الانزلاق
في قراءة أخرى للتطورات يرى المحلل السياسي نظير مجلي، أن هدف التصعيد دفع الامور باتجاه التهدئة مع الحفاظ على سقف معين لا يؤدي الى تدهور شامل لأن الطرفين في غزة وتل أبيب غير معنيين بالمواجهة.
ويوضح مجلي عبر "راية" أن الاوضاع في اسرائيل ليست ملائمة لحرب بسبب التحضير لإجراء الانتخابات، كما أن حركة حماس تدرك أن كسر القوالب من شأنه أن يؤدي الى وضع طوارئ في اسرائيل وتأجيل الانتخابات الاسرائيلية.
ورغم محاولات الحفاظ على الهدوء، يقول مجلي أن الفصائل بغزة غاضبة من عدم التزام الاحتلال بمبادئ التهدئة بالشكل اللازم وعدم تطبيق الاتفاق بنفس الوتيرة التي تم الاتفاق عليها، منوها الى أهمية الدور المصري في تخفيف التوتر قبل الانزلاق الى حرب واسعة لا تسمح بها الحسابات الداخلية لكل طرف.
يشار الى أن الهجمات الحدودية بدأت في الاول من الشهر الجاري بعملية الشاب هاني أبو صلاح (20 عاما( مما ادى الى اصابة ضابط وجنديين بجراح وصفت بالطفيفة، تلاه هجوم أخر في العاشر من الشهر الجاري قبل يوم عيد الأضحى شارك فيه 4 شبان هم الشهداء عبد الله حمايدة (21 عاما)، وعبد الله العمري (19 عاما)، وعبد الله المصري، وأحمد عديني (20 عاما).
وفجر يوم العيد في الحادي عشر من الشهر الحالي، قام الشهيد مروان ناصر (26 عاماً) بتنفيذ عملية ضد جنود الاحتلال شمال القطاع، أما الهجوم الرابع في 18 الشهر الجاري أدى الى استشهاد ثلاثة مقاومين وجريح رابع وصفت حالته بالخطيرة هم: محمد ترامسي (26 عاما)، ومحمود الولايده (24 عاما) ومحمد أبو ناموس (27 عاما)، في المقابل اكتفت قوات الاحتلال بقتل الشهداء وقصف محدود لأبراج المراقبة الحدودية لحركة حماس وقواتها الأمنية.
يذكر أن مسيرات العودة وكسر الحصار المتواصلة منذ يوم الأرض في 30 آذار العام المنصرم أدت الى استشهاد أكثر من 305 شهداء وجرح ما يزيد عن 30 ألف بينهم مئات الحالات التي تحتاج الى رعاية طبية متواصلة وإجراء عمليات أخرى.