وجوه غريبة تربك العلماء
أثارت مجموعة من المنحوتات الغامضة ذات "الوجوه الغريبة"، التي يعود تاريخها إلى 8 آلاف عام، حيرة علماء الآثار.
وتمثل المنحوتات البشرية الغريبة، التي عُثر عليها في صربيا ونحتها الأوروبيون القدماء على ضفاف نهر الدانوب، فترة غير معروفة من التاريخ.
ونُحتت التماثيل على مدار نحو 200 عام في مستوطنة صربية مفقودة منذ زمن طويل، تعرف باسم Lepenski Vir. وسُكن الموقع لأول مرة منذ أكثر من 12 ألف عام، حيث استقطب مزيجا مكونا من ثقافتين.
وفي حديث مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قال الخبراء إن المزارعين من الشرق الأدنى هاجروا إلى جنوب شرق أوروبا، واستقروا مع الصيادين المحليين هناك.
ويشتهر الموقع بحفاظه على حياة ما قبل التاريخ بشكل ممتاز، وكذلك الجودة العالية للقطع الأثرية القديمة.
وفي الواقع، وُصفت المستوطنة ذات مرة بأنها "أول مدينة في أوروبا"، نظرا لترتيبات المعيشة المنظمة والدائمة.
وقام علماء الآثار بالتنقيب عن الكنوز في Lepenski Vir منذ أواخر الستينيات. وتشمل أعظم الاكتشافات تماثيل غامضة منحوتة من الحصى الصخرية المستديرة، الموجودة على ضفاف النهر.
وتتميز التماثيل المنحوتة بالوجوه "الغريبة" ذات الأعين المستديرة الكبيرة والأفواه الحزينة.
واقترح علماء الآثار أن هذه السمات يمكن أن تكون علامة على أن التماثيل، شكلت نوعا من التمثيل الموثق لآلهة النهر.
وقال الخبراء إن التماثيل تمثل لمحة من إحدى الثقافات "الحضرية" المبكرة في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أنه نظرا لكون Lepenski Vir تشكل مثابة بوتقة تنصهر فيها الثقافات المختلفة، من الصعب تحديد نظام معتقداتها بالضبط، أو لماذا نُحتت التماثيل في المقام الأول.