تقرير خاص
مهرجانات المنتجات الزراعية...حاجة تسويقية أم تقليد سنوي؟
محمد مرار-راية
في محاولة لتسويقٍ أكثر فاعلية، انتشرت في الأعوام الأخيرة ظاهرة تنظيم مهرجانات للمحاصيل الزراعية التي تشتهر بها بعض المناطق، مثل مهرجان الفقوس في ديربلوط، والصبر في نعلين، والعنب في الخليل، والباذنجان في بتير، وذلك في محاولة لإيجاد تواصلٍ مباشرٍ ما بين المزارع والمستهلك، دون أن يكون هناك طرف وسيط، أملاً في الحصول على أسعار مناسبة وتسويق كميات أكبر، فهل يتحقق ذلك فعلاً؟ أم أن هذه المهرجانات باتت تقليداً سنوياً لا أكثر؟.
تحسن الأسعار
في بلدة دير بلوط بمحافظة سلفيت نظم مهرجان الفقوس السابع، خلال شهر حزيران، وسط حضور وإقبالٍ كبير من المواطنين وبرعاية المؤسسات المحلية والرسمية.
داود عبد الله أحد القائمين على المهرجان، قال إنه أسهم بشكل كبير في الترويج لثمار الفقوس التي تنتهجها البلدة، وأن نسبة كبيرة من المواطنين من القرى والمدن وداخل الخط الأخضر، يأتون للبلدة ليشتروا من المزارعين مباشرةً، وذلك على مدار الموسم الذي يستمر لأكثر من شهر ونصف.
وتابع قائلاً في حديث لراية :" أصبحت نسبة وكمية الفقوس التي تباع في البلد قليلة، وتراجعت النسبة التي يتم إرسالها لسوق الخضار في رام الله، ما ادى للمحافظة على السعر، علماً ان سعر البيع في البلد أصبح يلبي ما يحتاجه المزارع، وعلى سبيل المثال، في الماضي كان المزارعون يبيعون كل 3 كيلو غرام من الفقوس ب 5 شواقل، أما الآن فأصبح ثمنها يصل إلى اكثر من 20 شيقلاً".
وأشار عبد الله أن التسويق الجيد للمنتج والبيع بأسعار مناسبة، دفع المزارعين لتحسين جودة الإنتاج، وزيادته، وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي.
تشجيع المزارعين على توسيع عملهم
وفي نعلين غرب رام الله، نظم مهرجان التين الشوكي (الصبر) الثاني، بدعم من برنامج إحياء الأماكن التاريخية في وزارة الحكم المحلي، وبرعاية وزارة الزراعة.
وزير الزراعة رياض العطاري قال إن المهرجان هو وسيلة لحفظ وصيانة الرواية الفلسطينية التي كتبها الاجداد والآباء، واعداً بتنفيذ مشاريع زراعية (شق طرق واستصلاح أراضي) في نعلين والقرى المجاورة، خاصة في المناطق القريبة من جدار الفصل العنصري، ونقاط التماس مع الاحتلال والمناطق المصنفة "ج".
من جانبه قال رئيس بلدية نعلين إن المهرجان كان له أثر إيجابي كبير على المزارعين حيث زادت مبيعاتهم، كما أنهم تعرفوا على منتجات جديدة يتم صناعتها من الصبر كالمربى والكريمات والعصائر والمثلجات.
وأوضح الخواجا في حديثٍ لراية أن نجاح المهرجان في تسويق ثمار الصبر سيدفع المزارعين للاهتمام بهذا المجال خاصة بعد أن اقتطع جدار الضم والتوسع العنصري مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بهذه النبتة.
المزارع محمد عميرة كان أحد المشاركين في مهرجان الصبر ورأى أن الحضور الكبير للمواطنين ووسائل الإعلام ساهم في الترويج لمنتجاته بشكل كبير.
وبين عميرة في حديثه لراية أن نجاحه في بيع محصوله بشكل جيد دفعه لأن يزرع 5 دونمات جديدة بنبتة الصبر التي بات بإمكانه بيع ثمارها بسهولة، ولا تحتاج أي تكاليف للعناية بها.