58 ألف أضحية على مائدة العيد في الخليل
الخليل_ رايــة: طه أبو حسين
في واد السمن، جنوب مدينة الخليل، هناك مساحة تضج بغناء ثغاء الأغنام، التي تنشد الطعام والماء مرّة، والضجر في أخرى، يجتمع فيها المزارعون حتى يبيعوا ويشتروا المواشي، لا سيّما أن عيد الأضحى الذي تذبح به الأضاحي تقربًا لله بات على مسافة أيام من دخول حيّز تطبيق السنة المحمدية.
المزارع محمود البدوي يقول أن الأضاحي أرخص من السنة الماضية تقريبًا، لكن نسبة المبيعات خفيفة جدًا. بينما قال المزارع يوسف الهرش أن "الأسعار جيدة للجميع، لكن لا يوجد طلب قوي بسبب غياب الرواتب، فنسبة المبيعات متراجعة عن العام الماضي، لكن الوضع محيّر وغير مناسب مطلقا".
أسعار الأضاحي تختلف حسب الوزن والنوع، غير أنها متقاربة إلى حدٍ ما، وكلّ تاجر على قدر شطارته كما يقال، وفي تفصيل الأسعار يقول المزارع حمدان أبو سنينة "تتراوح الأسعار بين 350 دينارًا أردنيًا حتى 600 دينارًا، وسعر الكيلو يتراوح بين 5.50 حتى 6.50 دينارًا لكل كيلو".
منذ عام 2016 وضع المزارع المختص بالثروة الحيوانية صعب كما يقول أبو سنينة "لا توجد مرابح بسبب الأمراض التي تظهر بالأغنام، وبسبب الاستيراد الكبير، واللحام (الجزار) أصبح يعتمد على المستورد أكثر، وبعضهم يبيعه على أنه بلدي، وهذا استغفال للمواطن وضرر على المزارع".
أما المزارع علي الشيخ يرى أن الثروة الحيوانية تعاني من عدة مشاكل أبرزها "غياب الدعم الحكومي للثروة الحيوانية، والخراف المستوردة التي تؤثر على سعر الخروف البلدي، اضافة لغياب الرقابة على الأعلاف والفحوصات البيطرية، ناهيك عن سعر العلف المرتفع مقابل سعر الخروف".
مديرية الزراعة في الخليل، ترى أن الأزمة المالية التي تعيشها الحكومة الفلسطينية قد تؤثر على كمية بيع الأضاحي واقبال الناس عليها، مشيرة بأن الأضاحي متوفرة بالسوق الخليلية وبكميات مناسبة سواء من الأغنام (خراف وجديان) أو العجول أو حتى الجمال.
مدير وزارة الزراعة في الخليل أسامة جرار يقول أن حاجة محافظة الخليل من الخراف حوالي (45 ألف خروف) متوفر أكثر من (50 ألف)، بينما تحتاج المحافظة من الجديان (10 آلاف جدي) متوفر أكثر من (15 ألف).
وتابع جرار أن الخليل تحتاج من العجول (3 آلاف عجل) متوفر حوالي (5 آلاف)، بالاضافة لتوفر حوالي (100 جمل) في المحافظة.
السوق الفلسطينية في تناقض واضح هذه المرّة، فأسعار الأضاحي جيّدة للمستهلك مقارنة مع الأعوام الماضية، بينما نسبة المبيعات يتوقع أن تكون أدنى بشكل ملحوظ عن الموسم المنصرم بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها الحكومة والتي أثرت بشكل واضح على الشعب بكافة قطاعاته.