تخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى داخل سجون الاحتلال
تحت رعاية الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، احتفلت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وبإشراف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم الاثنين بتخريج الفوج الأول من برنامج تعليم الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.
وجاء هذا الاحتفال، الذي أقيم في فرع نابلس التعليمي، ضمن فعاليات الجامعة لتخريج الفوج الثاني والعشرين (فوج الإرادة والصمود) إذ خرجت الجامعة (62) أسيراً على أن يتم تخريج (31) أسيراً آخر في فرع الخليل الأربعاء المقبل.
وشارك في الاحتفال، الذي افتتح بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم وعزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، ورجل الأعمال منيب المصري، ونائب محافظ محافظة نابلس عنان الأتيرة، ورئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس عدنان سمارة وأعضاء من مجلس الأمناء، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، ونائبه للشؤون الأكاديمية أ. د. سمير النجدي، ونائب الرئيس للشؤون الإدارية أ. د. مروان درويش، ونائب الرئيس للشؤون المالية د. عصام خليل، ومساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة أ. د. محمد شاهين، ومدير فرع نابلس أ. د. يوسف ذياب عواد، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وحشد من الفعاليات الوطنية وأهالي الأسرى الخريجين.
ونقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس تحيات الرئيس محمود عباس ومباركته للأسرى وأهاليهم، لافتاً إلى أن إسرائيل تحرم الأسرى من كثير من حقوقهم وفي مقدمتها التعليم.
وأضاف" لكن الأسرى حولوا بنضالهم التراكمي المحنة إلى منحة، وعملوا على تخطي المعيقات، محققين العديد من الإنجازات وصولاً إلى الالتحاق بالجامعات الفلسطينية لنيل شهادة البكالوريوس".
وأعلن عن توقيع اتفاقية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة شؤون الأسرى وجامعة القدس المفتوحة تلبي احتياجات الأسرى ومطالبهم لتمكينهم من تسجيل ساعات دراسية أكثر خلال الفصل الدراسي الواحد.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر في كلمة له إن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة الكل الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذا الاحتفال يقام تحت شرف من تحدى الظلمة وحقد السجان وامتلك الإرادة والعزيمة لإكمال مسيرة النضال بالعلم.
وأضاف "الأسرى درسوا بأقل الإمكانيات ولم تحل قضبان الاحتلال أن يكملوا تعليمهم"، متمنياً الفرج القريب عنهم.
ولفت إلى أن "القدس المفتوحة" لم تبخل على أسرانا يوماً بل كانت سباقة لفتح بوابة المستقبل أمامهم"، مشدداً على أن الأسرى أشعلوا ثورة علمية وثقافية من خلال إكمال تعليمهم وتحويل المعتقلات إلى أكاديميات للعلم والتعليم.
وأضاف "نعيش هذا الفرح رغم الاحتلال، ورغم أن هذه الفرحة منقوصة فالاحتلال ما دام جاثماً على صدورنا".
ولفت إلى أن (1026) أسيراً داخل سجون الاحتلال ملتحقون حالياً ببرامج تعليمية لإكمال شهادتهم الجامعية الأولى من أصل نحو (5700) أسير يقبعون في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن جامعة القدس المفتوحة في مقدمة الجامعات التي يلتحق بها الأسرى إذ أن هناك (906) أسرى يلتحقون بها حالياً لإكمال تعليمهم. ونوه إلى أن (497) أسيراً وأسيرة سيتقدمون قريباً لامتحان الثانوية العامة، متمنياً لهم النجاح.
وتحدثت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة عن دور الأسرى ونضالهم، مشيدة بصبر الأسرى وثباتهم على المبادئ الوطنية.
ولفتت إلى أن إضراب الأسرى وتحديهم للسجان تقاطع مع رسالة "القدس المفتوحة" فأنتجت هذا البرنامج الذي يفخر به كل فلسطيني.
وشكرت جامعة القدس المفتوحة التي سعت بكل طاقاتها وكوادرها لخدمة الأسرى وتمكينهم من إكمال تعليمهم، مهنئة الأسرى وأهاليهم على هذا العرس الفلسطيني، مخاطبة الأهالي "ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون".
من جهته، لفت رئيس مجلس أمناء الجامعة م. عدنان سمارة إلى أن "القدس المفتوحة" تتميز عمن سواها بأن العلاقة بين إدارة الجامعة وطلبتها تكاملية، قائلاً إن الجامعة حققت اليوم واحداً من أهم أهدافها بتمكين الأسرى من إكمال تعليمهم.
وأشار م. سمارة إلى أن الجامعة وصلت إلى مرحلة متقدمة من التعليم المدمج الذي يغزو العالم والذي سيصبح النظام السائد على المستوى التربوي، منوهاً بأن الجامعة لديها حاليا أربعة مراكز بحثية متخصصة، وهي تسعى إلى إقامة مركز بحثي آخر عن القدس عاصمة فلسطين الأبدية، بالإضافة إلى السعي لفتح تخصصات حديثة في الدراسات العليا.
وأكد م. سمارة أن جامعة القدس المفتوحة مصرة على أن تكون شريكاً في الثورة الصناعية الرابعة، ومواكبة مختلف التطورات التربوية والتكنولوجية، مشيراً إلى أن الإرادة والتصميم هما مفتاح النجاح والتفوق.
وبارك للأسرى الخريجين وأهاليهم، متمنياً الافراج القريب عن أسرانا من سجون الاحتلال للمساهمة في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وتحدث رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو قائلا" نحتفل اليوم احتفالاً خاصاً نتيجة ثمرة زرعت على أيدي القادة العظماء الذين أسسوا هذه الجامعة"، مشيراً إلى أن الجامعة حرصت منذ نشأتها على ايصال الأسرى إلى مرحلة التعليم العالي وبذلت جهوداً متواصلة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة شؤون الأسرى لإطلاق برنامج يعنى بتعليم الأسرى في سجون الاحتلال الذي أثمر اليوم عن تخريج أول كوكبة خريجين منه.
وتطرق إلى قصة الأسير المحرر فخري البرغوثي وابنه الأسير شادي ا الذي كان رضيعا ً حينما اعتقل والده قبل سنوات طويلة لكنه أصبح اليوم شاباً وها هو يتخرج من جامعة القدس المفتوحة ضمن برنامج تعليم الأسرى، وهذه قصة في رواية شعبنا الإنسانية التي يفتقد إليها الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف" ما يجري اليوم في القدس وأكنافها دليل على أن الاحتلال لا بّد أن يقاوم بكل الوسائل"، لافتاً إلى أن تشريد (100) أسرة من بيوتها يدل على كل عناوين العنصرية التي تمارس بحق شعبنا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وسجل الشكر لشعبنا وللقيادة الفلسطينية لدعم الجامعة ومسيرتها، وصولاً إلى ما تحققه اليوم من تقدم في المجالات كافة، منوهاً إلى انتشار الجامعة في (18) فرعاً دراسياً في الضفة وغزة، بالإضافة إلى مركزين متنقلين بهدف ايصال العلم إلى كل بيت فلسطيني.
واستعرض أ. د. عمرو تاريخ القدس، موضحاً أن المسلمين والمسيحيين يرتبطون بها ارتباطاً عقدياً بينما علاقة اليهود بها مجرد علاقة احتلال حربي.
وحيا الأسير المحرر عبد السلام شكري في كلمة الأسرى الخريجين الأسرى كافة الذين لم يحل سجن المحتل وجدرانه وزنازينه بينهم وبين إرادتهم وأمانيهم فامتشقوا العلم سلاحاً إلى جانب البندقية والإرادة.
وقال: "بالأمس القريب كنت معهم خلف القضبان أخوض معارك الإرادة والتحدي، واليوم أعلن باسمهم أمامكم: إن تخرجنا وحصولنا على الشهادة الجامعية ومن هذا الصرح الوطني، جامعة الشهداء والأسرى، جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، جامعة القدس المفتوحة، هو انتصار لنا على الموت والجدران معا"، مؤكداً وقوف الأسرى إلى جانب القيادة الفلسطينية على رأسها سيادة الرئيس محمود عباس في وجه المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية العادلة.
وتخلل الحفل فقرة فنية أحياها الفنان الشعبي مفيد الحنتولي، وتولى عرافته أ. إياد اشتية مساعد عميد شؤون الطلبة، وفي نهايته تلا أ. د. جمال إبراهيم عميد التسجيل والقبول والامتحانات أسماء الأسرى الخريجين.