تخوف عالمي من شروع فيسبوك باطلاق عملة رقمية

أعرب مشرعون أميركيون عن شكوكهم إزاء خطط شركة فيسبوك لإطلاق عملة رقمية تحمل اسم "ليبرا"، وانضموا إلى مجموعة من المسؤولين في الولايات المتحدة وخارجها الذين أكدوا رفضهم هذه العملة الجديدة، معربين عن شكوكهم في قدرة فيسبوك على حماية أموال المواطنين.

مشبهين فيسبوك بطفل يحمل أعواد ثقاب ويحرق المنزل، منتقدين انتهاك الشركة أكثر من مرة لخصوصية العملاء.

وجاءت التصريحات خلال جلسة استماع أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء الماضي مع ديفد ماركوس الذي يترأس مشروع ليبرا بالنيابة عن فيسبوك.

وتعهد ماركوس بمعالجة المخاوف إزاء "ليبرا"، مؤكدا أن فيسبوك ستأخذ الوقت اللازم لكي نقوم بذلك بطريقة صحيح.

وجاءت جلسة مجلس الشيوخ قبل اجتماع لوزراء مالية الدول السبع الكبرى تستضيفه فرنسا اليوم الأربعاء، ويتضمن جدول أعماله مناقشة مشروع "ليبرا"، وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير إنه "لا يمكن أن نسمح لشركات تخدم مصالح خاصة بحيازة وسائل سيادة نقدية، يجب أن نتصرف".

وتعهد وزير الخزانة الأميركي ستيف منوشين في وقت سابق بفرض أعلى المتطلبات الرقابية والتنظيمية على العملات الرقمية، معبرا عن مخاوف "جادة" من أن يساء التعامل مع العملة من قبل غاسلي الأموال وداعمي الإرهاب ماليا.

كما أعرب رئيس البنك المركزي الأميركي جيرمو بول ومحافظ بنك إنجلترا مارك كارني عن معارضتهما ل"ليبرا".

وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق عملة فيسبوك الرقمية المقترحة "ليبرا" وعملات مشفرة أخرى، وطالب بأن تسعى الشركات إلى ميثاق مصرفي، وأن تخضع نفسها للقواعد التنظيمية الأميركية والعالمية إذا كانت ترغب في أن "تصبح بنكا".

من جانبه، طالب وزير المالية الألماني أولاف شولتس الهيئات التنظيمية بضمان أن العملات الرقمية -مثل ليبرا- لا تهدد الاستقرار المالي وخصوصية المستهلكين، وقال إن "إصدار عملة يجب ألا يكون بيد شركة خاصة، لأنه عنصر أساسي لسيادة الدولة"، وتعهد بالعمل مع حلفاء بلاده لضمان الاستقرار المالي وحماية المستهلكين وسد أي ثغرات قد تسمح بغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وقالت فيسبوك الشهر الماضي إنها ستطلق عملتها المشفرة العالمية في 2020، وستشكل برفقة 28 شريكا -بينهم ماستركارد وباي بال هولدنغز وأوبر تكنولوجيز- اتحاد ليبرا لإدارة العملة الجديدة. ولا توجد بنوك في الوقت الراهن ضمن المجموعة.

وأكدت فيسبوك أنه لن يتم تطبيق عملة ليبرا إلا عقب موافقة السلطات الرقابية، لتبديد أي مخاوف تجاه العملة قبل إطلاقها.