ممانعة أميركية
صحيفة تكشف موقف واشنطن من الجهود الاخيرة لتحقيق المصالحة
كشفت مصادر مصرية، اليوم الثلاثاء، عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الجهود التي تقودها القاهرة لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح و حماس .
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مصادر على صلة بملف الوساطة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة المصري قولها إن هناك ممانعة أميركية لتحقيق المصالحة الداخلية، مضيفة "هناك رغبة أميركية في أن يظل الوضع بين الضفة و غزة بشكله الراهن"،
وأوضحت أن "الوضع الراهن، وفقا للمنظور الأميركي، يصب في مصلحة تصوره الخاص لتسوية النزاع"، في إشارة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية، المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، التي يتبناها ترامب، ويسوّقها صهره ومستشاره جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات.
وأضافت أن كل ما أثير بشأن تقدم ملف المصالحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس مجرد أحاديث للاستهلاك الإعلامي فقط، للتغطية على أمور أكثر إلحاحا خلال الفترة الراهنة، وفق الصحيفة.
واستبعدت المصادر إمكانية التوصل لأي مصالحة داخلية في الوقت الحالي في ظل مجموعة من العوامل الإقليمية، مؤكدة أن التوصل لمصالحة داخلية غير مرتبط بالأطراف الفلسطينية وحدها، لكنه يتمثل أيضا بالإرادة الإقليمية، وهو ما يصعب تحقيقه في الوقت الراهن.
وقالت المصادر إن "أبعد شيء يمكن الوصول له في ملف المصالحة الداخلية في الوقت الراهن، هو عدم وقف الالتزامات الرسمية المعنية بها السلطة حيال قطاع غزة، وعدم تصعيد الأمور بين الجانبين"، وفق الصحيفة.
وكشفت المصادر أن الوفد الأمني المصري الذي زار القطاع، بقيادة وكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع، ومسؤول ملف فلسطين في الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق، حذر قيادة حركة حماس من التداعيات الدولية لتصريحات القيادي بالحركة فتحي حماد، التي دعا فيها لقتل اليهود في كافة البقاع، وكذلك استهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج.
وبحسب المصادر فإن الجانب المصري طالب قيادة "حماس" بمعالجة تداعيات تلك التصريحات، عبر تصريحات من أعلى قيادة في الحركة للتخفيف من وطأتها،
وتبرأت حماس، أمس الاثنين، من تصريحات حماد والتي هاجم فيها اليهود في أنحاء العالم ودعا لقتلهم، وهدد باجتياز السلك الفاصل وتحميل الفلسطينيين أحزمة ناسفة.
ملف التهدئة
أما على صعيد ملف التهدئة مع الاحتلال، فقد أوضحت المصادر أن القاهرة ساقت مجموعة من الرسائل الإيجابية بالنسبة إلى "حماس"، تتضمن تعهدات من جانب الاحتلال بالمضي قدما في عدد من البنود، منها المنطقة الصناعية شرق خان يونس، والتي ستسهم في انتعاش القطاع والتخفيف من حدة البطالة.
وأضافت المصادر أن الرسائل المصرية التي حملها الوفد، تضمنت خطوات سريعة من جانب الاحتلال لتطوير حلول لأزمة الكهرباء، بالإضافة إلى بعض البنود الأخرى المتعلقة ب المنحة القطرية ، ومراكب الصيد من خلال إعادة قوارب صيد سبق أن صادرتها سلطات الاحتلال مع السماح بإدخال عدد من القوارب الجديدة وتقديم إعفاءات ضريبية متعلقة بمواد كانت محظورة بسبب الاستخدام المزدوج.