أطفال يغرقون خارج الماء.. وأخصائية تحذر: هكذا ننقذ أطفالنا من الموت
لا يقتصر الخطر الذي يحيق بالأطفال في البحر أو المسابح الخاصة على الغرق العادي المعروف، إذ إن هناك نوعاً آخر منه لا يقل خطورة عنه في تهديد على حياة الناس وخاصة الأطفال، وهو الغرق الجاف، الذي يصل الإهمال والتأخر في اكتشاف أعراضه إلى وفاة الطفل بشكل مفاجئ، لاسيما خلال النوم.
الأعراض
وحول أعراض الغرق الجاف ومخاطره، سلطت أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديكلينك أبوظبي الدكتورة زينب الجباس، الضوء عليها، مشيرة إلى أن الغرق الجاف هو تعرض الطفل لشرب كميات كبيرة من المياه بكثرة أثناء السباحة في البحر أو في المسبح، أو حتى في حوض الاستحمام المنزلي، حيث تترك بعض الأمهات أطفالهن ليلعبوا في الحوض بينما يقمن بإنجاز أعمالهن المنزلية.
وأشارت إلى أن الأطفال خلال تواجدهم في البحر أو المسبح قد يشربون المياه بسبب عدم قدرتهم على السباحة بشكل طبيعي، لتدخل المياه إلى رئة الطفل الصغيرة ثم تنتقل إلى الحويصلات الهوائية، ومن ثم تمتلئ الحويصلات مما يمنع عملية نقل الأكسجين بشكل طبيعي في الرئتين، ليصاب بعدها الطفل بعدة أعراض للغرق الجاف، من أبرزها صعوبة التنفس بسبب تعرض الحنجرة إلى تشنجات عند مقاومتها دخول الماء، ويبدأ ذلك بعد ساعتين تقريباً من خروج الطفل من الماء، مبينة أنه من الأعراض أيضاً تغير لون شفتي الطفل للون الأزرق، والسعال المستمر، والإصابة بالإرهاق الشديد، وإحساس بآلام في الصدر، وفقدان الوعي بسبب نقص الأكسجين عن الدماغ، وطلب النوم بشكل مستمر".
وأضافت الدكتورة زينب الجباس أن "أعراض الغرق الجاف قد تستمر من ساعتين إلى 24 ساعة"، لافتة إلى أن هذا النوع أطلق عليه الغرق الجاف لأن الطفل لا يغرق في البحر أو حوض السباحة، بل يخرج منهما بسلام، وتبدأ بعدها الأعراض بالظهور حيث تكون الحويصلات الهوائية قد امتلأت بالماء".
مسؤولية الأهل
وأشارت إلى أن الكشف عن الموضوع ليس بالأمر الصعب، إذ إنه يمكن لأي طبيب الكشف على الحويصلات الهوائية، أو عمل صورة للصدر، مشددة على أن المسؤولية تقع على كاهل الأهل بالدرجة الأولى من حيث ضرورة التنبه لما يحصل لأبنائهم بعد خروجهم من الماء وانتهاء السباحة.
وذكرت أنه يمكن للأهل اكتشاف الأعراض من خلال ملاحظة ما يتعرض له أطفالهم بعد خروجهم من الماء من صعوبة التنفس، والسعال، وظهور فقاعات هوائية على أطراف شفتي الطفل، بالإضافة إلى رغبتهم الشديدة بالنوم بعد السباحة.
وبينت أنه كذلك عند شرب الطفل كميات كبيرة من المياه فإنها تستقر في معدته، ليصاب بعدها بنزلة معوية، واستفراغ، وإسهال وقد تمتد إلى أيام، ويجب علاجها بشكل عاجل لتجنيب الطفل آلام الإعياء التي ستظهر عليه بسببها.
مراقبة الأطفال
وشددت أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديكلينك أبوظبي على أهمية عدم الاستهانة بهذه الأعراض، وضرورة اصطحاب الأهل أطفالهم والتوجه بهم لأقرب مستشفى، مؤكدة على أهمية تحمل الأهل لمسؤوليتهم، ومراقبة أبنائهم أثناء السباحة، وعدم الانشغال عنهم أو إرسالهم بمفردهم إلى حصص السباحة، والحرص على تعليم الطفل السباحة من عمر مبكر.
الإجراءات الطبية
ولفتت إلى أنه في حال ملاحظة أعراض الغرق الجاف على الطفل يجب نقله إلى المستشفى على وجه السرعة، حيث يعمل الأطباء بداية على التأكد من أن مجرى التنفس طبيعي ولا يوجد فيه مشكلة، إلى جانب التأكد من عدم وجود نقص في الأكسجين، أو أن الطفل يعاني من دوخة أو أن حركة الجسم غير منتظمة، والعمل على متابعة مجرى التنفس، ومستوى الوعي والتأكد من عدم وجود تقيؤ مفاجئ عند الطفل".
وأوضحت أنه في بعض الحالات يمكن أن يتم منع الطفل من الأكل والشرب لمدة 4 إلى 6 ساعات، وأنه إذا حصل انخفاض في مستوى الأكسجين قد يضطر الأطباء إلى وضع الطفل على جهاز التنفس.
وحذرت الدكتورة زينب الجباس كل أم تلاحظ تغيراً في مستوى الوعي عند طفلها، والقيام بحركات لا إرادية وغير معتاد عليها، أو حصول ازرقاق على الشفتين والأطراف، بضرورة نقله إلى أقرب قسم طوارئ.
الوعي
وأضافت أنه بسبب انتشار وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي، ارتفع مستوى وعي الأهل بمعظم الامراض وسبل الوقاية منها والتعامل معها، لافتة إلى أن هناك إقبال متزايد على عيادات الأطفال مؤخراً خلال هذه الفترة من قبل الأهالي في حال ظهور أي علامة من علامات المرض على أبنائهم بعد السباحة، للاطمئنان على صحتهم، والتأكد ما إذا كانوا قد أصيبوا بالغرق الجاف أم لا، إلى جانب الاستفسار عن سبل الوقاية والتزود بالنصائح الطبية لذلك.
نصائح
ووجهت الدكتورة الجباس عدة نصائح للأهالي لتجنب الغرق الجاف، منها: نصائح لتجنب الغرق الجاف، منها: اختيار المسبح المناسب لعمر الطفل، إذ يفضل أن يسبح الطفل في المسبح الذي يستطيع الوقوف فيه في حالة عدم مقدرته على السباحة، وأن يكون معه أحد الوالدين، فلا يترك الطفل الصغير في الماء وحده، إضافة إلى تدريب الطفل على السباحة ليتعلم الطريقة الصحيحة لممارسة السباحة فلا يتعرض لمخاطر الغرق.
ومن النصائح التي وجهتها للأهالي كذلك، مراقبة الطفل أثناء تواجده بالماء حتى وإن كان ماهراً في ممارسة السباحة، مؤكدة على أنه يجب ألا ينصرف نظر الأب أو الأم عن الطفل ما يساعد على إنقاذه في حالة وقوع أي خطر، فضلاً عن متابعة تنفس الطفل بعد السباحة للتأكد من أن حالته طبيعية، وأنه غير مصاب بأي آلام أو صعوبة في التنفس.