تردد إسرائيلي في تلبية مطالب حماس
صحيفة عبرية: الأسابيع المقبلة معرضة للتفجر على جبهة غزة
ذكرت صحيفة عبرية، اليوم الاثنين، أن الأسابيع المقبلة معرضة للتفجر على جبهة غزة ، نظرا للتردد الإسرائيلي في تلبية مطالب حركة حماس فيما يتعلق بموضوع التفاهمات.
وقالت صحيفة" اسرائيل اليوم" في مقال للكاتب يوآف ليمور، إن إسرائيل وحماس أثبتتا بأنه يمكن إدارة تصعيد منضبط وعديم التفجيرات، ومن جهة أخرى ـ مشكوك في أن ينجح الطرفان في المواظبة على ذلك على مدى الزمن.
وأضافت:" إذا لم تحصل حماس على ما تطالب به فإنها ستستأنف إطلاق البالونات في أقرب وقت ممكن، بل يمكن حتى في غضون بضعة أيام، و إذا حصل هذا فسترد إسرائيل بالطريقة ذاتها: تقليص مجال الصيد وتوريد الوقود إلى غزة".
وفيما يلي المقال كاملا:
جولة أخرى انتهت في نهاية الأسبوع في الجنوب بشكل شاذ بعض الشيء: إسرائيل وحماس اثبتتا بأنه يمكن الوصول إلى تفاهمات حتى بدون هجمات، صواريخ ومصابين.
جولة قصيرة تمت بالبنج بونج، بدت للحظة وكأنها ستؤدي إلى فقدان السيطرة، حين يرد كل طرف بسرعة على أفعال الطرف الآخر. حماس ـ التي كانت محبطة من أن وتيرة التسهيلات الإنسانية غير مرضية ـ بدأت تسمح بتنقيط البالونات؛ أما إسرائيل، رداً على ذلك، فقد قلصت مجال الصيد، فإذا بحماس ترد فوراً بتوسيع إطلاق البالونات، ما أدى إلى تقليص آخر في مجال الصيد، أدى إلى مزيد من الارتفاع في عدد إطلاق البالونات، الذي أدى إلى وقف توريد السولار والوقود إلى القطاع، فأدى إلى مزيد من البالونات.
الذين أوقفوا هذه الدائرة هم المصريون وممثلو الأمم المتحدة. ففي يوم الخميس توجهوا إلى إسرائيل وحماس وطلبوا وقف نار متبادلاً. ودار بين الطرفين جدال من يوقف النار أولاً، في نهاية الأمر تقرر العمل بالتوازي.
وبناء على ذلك سمحت إسرائيل بتوسيع متجدد بمجال الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً (رغم عدم وجود صيد في يوم الجمعة)، واستأنفت أيضاً نقل السولار والوقود ـ بشكل جزئي أول أمس، ومن يوم أمس بشكل كامل.
ردت حماس بما يتناسب مع ذلك. يوم الجمعة أطلق 14 بالوناً حارقاً على إسرائيل (انخفاض معين بعد أكثر من 100 بالون من بداية الأسبوع الماضي.
ولكن أمس انخفض العدد إلى الصفر. وهكذا أثبتت حماس ما ادعوه في إسرائيل كل الوقت: بأنها تتحكم بمستوى اللهيب، بكل معنى الكلمة، وأن الإطلاقات لا تتم من قبل عصبة مبادرين بل بتوجيه أو على الأقل بغض نظر من جانبها.
غير أن المتفائلين الذين لا صلاح لهم وحدهم سيصدقون بأن الواقع تغير في نهاية الأسبوع من الأساس. صحيح أن تهدئة تحققت، ولكن بدون تفاهمات أوسع فإن النار سرعان ما ستستأنف.
هذا الأسبوع سيعود إلى المنطقة الوفد المصري (الذي سيقوم بجولة مكوكية بين القدسوغزة) في محاولة لدفع خطوات أوسع إلى الأمام.
أما حماس، التي كانت محبطة في الأسبوع الماضي من أنهم لم يأبهوا لها في مؤتمر البحرين، وإن كانت عرضت في الأسبوع الماضي مطالب جديدة، ولا سيما في كل ما يتعلق بتوزيع آخر لأموال المساعدة القطرية التي تنقل إليها كل شهر ـ ولكن مشكوك أن تكون عائقاً حقيقياً في وجه التقدم المحتمل.
يخيل أن العائق الأساس، في هذه اللحظة على الأقل، كفيل أن يكون في الطرف الإسرائيلي. في غزة دوماً ما يكفي من المفجرات التي يمكنها إشعال الأمر، ولكن حملة الانتخابات كفيلة بأن تلزم حكومة إسرائيل لتصبح أكثر صقرية في تعاملها مع القطاع. رئيس الوزراء نتنياهو (بتأييد كاسح من جهاز الأمن) يواصل الإيمان بسياسة معتدلة تفضل محاولات التهدئة على التصعيد، ولكن قد يستصعب المواظبة على ذلك على مدى الزمن في وضعية يكون فيها خصومه من اليسار ـ من بني غانتس وغابي اشكنازي، الذي قال أمس إنه "لا يجب الرد على النار بحقائب الأموال النقدية"، وحتى إيهود باراك ويئير غولان ـ يطالبون باتخاذ سياسة أكثر حزماً بكثير.
في وضع الأمور هذا ستكون الأسابيع القادمة في الجنوب قابلة للتفجر. من جهة، كما أسلفنا، أثبتت إسرائيل وحماس بأنه يمكن إدارة تصعيد منضبط وعديم التفجيرات، من جهة أخرى ـ مشكوك في أن ينجح الطرفان في المواظبة على ذلك على مدى الزمن. إذا لم تحصل حماس على ما تطالب به فإنها ستستأنف البالونات في أقرب وقت ممكن، بل يمكن حتى في غضون بضعة أيام. إذا حصل هذا فسترد إسرائيل بالطريقة ذاتها: تقليص مجال الصيد وتوريد الوقود إلى غزة.
من هناك، سيكون التدهور قصيراً. ليس مؤكداً مستقبلاً بأن مجرد كلمات ستوقف ذلك بلا صواريخ، وعليه فتقدير الوضع الحقيقي يبقى مثلما كان في بداية السنة: الصيف في جبة الجنوب سيكون متوتراً جداً، مع ارتفاعات وهبوطات في مستوى العنف، وستكون مطلوبة مناورات مركبة، غير قليل من التنازلات ونفس طويل من الطرفين لاجتيازه دون تصعيد واسع.