سيناريوهات وطن
هل ستضم اسرائيل الضفة وتُحول الشعب لسكان؟
خاص- راية: عامر أبو شباب
قال الباحث في الشأن الاسرائيلي رازي نابلسي أن اسرائيل تعيش حالة استثمار ونشوة ووضع ذهبي في ظل ظروف اقليمية ودولية ممتازة لصالحها، وتعمل من أجل حصاد نتائج كل الوقائع السياسية والاستعمارية التي بنتها على مدار أخر عقدين.
وطرح الكاتب نابلسي خلال ندوة نظمها مركز مسارات حضرها مراسل "رايـــــة" تصور حول تفكير اسرائيل في ضم الضفة وشرعنة ممارستها الاستعمارية والاستيطانية، والسعي لتحويل منظمة التحرير من مشروع وطني الى حكم ذاتي دون أي بعد كحركة تحرر وطني لها ارث نضالي، تحمل شرعية فلسطينية مرجعيتها الثورة.

واعتبر أن الضوء الأحمر الخطير للقيادة والشعب الفلسطيني يتمثل في اتباع الاحتلال سياسات متعددة لكل تجمع فلسطيني بشكل منفصل في غزة والضفة والداخل والقدس، على اعتبار انها تتعامل مع حالات فلسطينية لدرجة تصل الى التعامل مع حماس غزة بطريقة مختلفة عن حماس الضفة، في سياسات ستؤدي الى نتائج مختلفة لكل تجمع فلسطيني مستقبلا.
وشدد الباحث في الشأن الاسرائيلي أن اسرائيل عملت على طرح ضم الضفة منذ خمس سنوات عبر تحضيرات سياسية واعلامية وتجهيز الرأي العام، وخلق حالة اجماع اسرائيلي على الضم، استغلالا للحالة الفلسطينية المفتتة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، فيما الموقف الرسمي الفلسطيني بقي في اطار الرفض فقط لمخططات وسياسات الضم.

ونوه الى وجود رفض دولي واسع لفكرة ضم الضفة لدولة الاحتلال، وكذلك أصوات اسرائيلية أمنية تخشى من تفجير الاوضاع في الضفة، منوها الى أن الحالة الاقليمية منقسمة ومستعدة من أجل التحالف مع اسرائيل ضد ايران.
وأشار نابلسي الى أن اسرائيل تتعامل مع حالات عربية متعددة في السياسات، والسيناريوهات المستقبلية وتحاول نقل علاقتها مع الدول العربية من السرية الى العلن.
اسرائيل بلا يسار
واوضح الباحث الفلسطيني ان اسرائيل لم تعد تنقسم بين يسار ويمين في التعامل مع الفلسطينيين، بل تنقسم تحت سقف اليمين، مع اجماع على يمينية المواقف وانكار حقوقهم باعتبارهم سكان لهم حقوق اقتصادية وبعض التسهيلات، دون حق تقرير المصير السياسي، فيما تبقى الخلافات بين الأحزاب الاسرائيلية حول ادارة الشأن الداخلي الاسرائيلي فقط.
وعن سيناريوهات الانتخابات الاسرائيلية، طرح نابلس ثلاثة سيناريوهات أولها فوز الليكود وتحالفه وتمرير قوانين الحصانة لنتنياهو، الأمر الذي يعني أن على الفلسطينيين الاختيار بين قبول صفقة القرن والضم بالتفاهم مع اسرائيل ضمن اتفاق ترعاه الولايات المتحدة الامريكية، وفي حال الرفض سيتم الضم دون مواقفة الفلسطينيين مع دعاية واسعة انهم رفضوا السلام.
اما السيناريو الثاني فهو فوز حكومة وحدة وطنية بدون نتنياهو بالتحالف بين الليكود وحزب أبيض أزرق، لتشكيل حكومة أكثر تطرف وتكالب على وراثة نتنياهو من خلال التحريض على الوجود الفلسطيني، والاحتمال الثالث في حال فاز حزب أبيض أزرق تكون حكومة يمين وسط قد تدفع لموقف فلسطيني خطير يدعو لعودة المفاوضات واعطاء فرصة للحكومة الاسرائيلية الجديدة.
سيناريو غزة
وعن التعامل الاسرائيلي مع قطاع غزة، قال نابلسي أنه بعد 12 عام من خنق غزة لإيجاد تسعى اسرائيل لتفاهمات هدوء مقابل هدوء من خلال تحويل قضية غزة الى قضية انسانية وليست سياسية.
وأضاف أنه بعد سنوات الافقار والضغط تطرح حلول اقتصادية، استجابة الى مطالب انسانية من خلال تحسين ظروف السجن الكبير، خاصة في ظل مفاوضات احادية لا تشارك فيها قوى منظمة التحرير لجعلها مفاوضات ذات سقف فلسطيني تخدم القضية الفلسطينية ككل.
الداخل المحتل
حذر نابلس من التغييرات القانونية الاسرائيلية لصالح اليهودية وتضييق الهامش الديمقراطي للعرب، في ظل مخاطر سياسية ووجودية تمس هويتهم الفلسطينية من خلال مقايضات بسيطة تمنحهم تحسينات حياتية، لتحويلهم من جماعة سياسية الى جماعة اجتماعية.
وفي الختام اعتبر نابلسي أن الوضع الفلسطيني أقرب للانهيار الا في حالة انهاء الانقسام وبناء نظام سياسي موحد، أو على الأقل اقامة تحالفات ميدانية على قضايا محددة.
وأكد على اهمية عقد لقاءات وورشات حوار فلسطينية موسعة، للإجابة على سؤال كيفية استعادة الحالة الوطنية الفلسطينية مقابل محاولات الطمس الاسرائيلية للوجود الفلسطيني، ومساعي تحويل الشعب الفلسطيني من صاحب هوية وقومية الى سكان.
وجاءت قراءة نابلسي خلال المؤتمر السنوي الثامن بعنوان: القضية الفلسطينية .. مسارات المستقبل واستراتيجيات التغيير، الذي ينظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية - مسارات، المنعقد في رام الله وغزة.

