الولايات المتحدة تشن هجوما إلكترونيا استهدف نظم تسليح إيرانية
نفذت الولايات المتحدة هجوما إلكترونيا استهدف نظم تسليح إيرانية الخميس الماضي، بعد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار شن ضربات جوية على مواقع إيرانية، بحسب تقارير إعلامية أمريكية.
وأدى الهجوم الإلكتروني إلى تعطيل نظم لتوجيه وإطلاق الصواريخ، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ويأتي ذلك في إطار التصعيد الأمريكي ردا على إسقاط طهران طائرة تجسس أمريكية بدون طيار قبل أيام قليلة، وفقا لنيويورك تايمز.
وحتى الآن لم يؤكد أي مصدر مستقل تعرض نظم التسليح الإيرانية لأعطال نتيجة الهجوم الإلكتروني.
وفرضت إدارة ترامب عقوبات على إيران، وصفها الرئيس الأمريكي بأنها "ضخمة".
وقال ترامب: "العقوبات ضرورية للحد من قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية"، موضحا أن الضغط الاقتصادي سوف يستمر ما لم تغير إيران مسارها الحالي.
وزادت حدة التوتر بين الجانبين بعد انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق النووي مع طهران وإعادة الإدارة الأمريكية العمل بالعقوبات على إيران، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في الجمهورية الإسلامية.
وهددت إيران الأسبوع الماضي بعد الالتزام بقيود مفروضة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران، لكنه حذر من "دمار" قد يحل بالمنطقة حال اندلاع صراع بين الجانبين.
قالت مصادر لوسائل إعلام أمريكية إن الهجوم الإلكتروني خُطط له منذ عدة أسابيع، وكان من المقرر أن ينفذ ردا على الهجوم بالألغام على ناقلتي نفط في خليج عمان.
واستهدف الهجوم نظم التسليح الخاصة بقوات الحرس الثوري الإيراني التي أسقطت طائرة أمريكية بدون طيار.
وقالت صحيفة واشنطن بوست ووكالة أنباء أسوشيتد برس إن الهجوم تسبب في تعطيل تلك النظم الإيرانية. وقال صحيفة نيويورك تايمز إن الهجوم مصمم من أجل تعطيل هذه النظم لفترة محددة.
وحذرت وزارة الداخلية الأمريكية السبت الماضي من أن إيران توجّه هجمات إلكترونية إلى الولايات المتحدة.
وقال كريستوفر كريبس، مدير وكالة الأمن الإلكتروني والبنية التحية الأمنية، إن "أنشطة إلكترونية عدائية" تستهدف قطاعات ومؤسسات حكومية أمريكية "من قبل النظام الإيراني وموالون له".
وأضاف أن الهجمات الإيرانية تستخدم برمجيات "مدمرة تمحو البيانات".
كما أن هناك محاولات من الجانب الإيراني لاستهداف نظم تسليح البحرية الأمريكية، وفقا لواشنطن بوست.
لم يعلق الرئيس الأمريكي على تقارير الهجوم الإلكتروني الأمريكي على نظم التسليح الإيرانية. وصرح ترامب الجمعة الماضية بأنه عدل عن قرار شن ضربات جوية ضد إيران، قائلا إن الضربات كانت ستؤدي إلى مقتل 150 شخصا.
وأعرب ترامب السبت الماضي عن استعداده للدخول في محادثات مع الجانب الإيراني.
وقال الرئيس الأمريكي: "إذا كانت إيران تريد أن تكون أمة مزدهرة، فلا بأس بالنسبة لي".
وأضاف: "لكنهم لن يكونوا كذلك إذا تصوروا أن بإمكانهم امتلاك أسلحة نووية خلال خمس أو ست سنوات".
ألحقت عودة العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاعات الطاقة، والشحن، والخدمات المالية أضرارا بالغة بالاستثمارات الأجنبية، كما مثلت ضربة قوية لصادرات النفط الإيراني.
وتحظر عقوبات واشنطن على الشركات الأمريكية التعامل مع إيران، علاوة على حظرها تعامل شركات أمريكية مع شركات أجنبية ومؤسسات ودول تتعامل مع إيران.
وكان هذا الحظر سببا في عجز في السلع الضرورية والمنتجات التي تعتمد على مواد خام مستوردة من الخارج مثل حفاضات الأطفال.
كما أدى انهيار قيمة الريال الإيراني إلى ارتفاع حاد في أسعار بعض السلع مثل اللحوم والبيض.
قال الحرس الثوري الإيراني إن إسقاط الطائرة بدون طيار الأمريكية كان "رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة تتضمن أن الحدود الإيرانية خط أحمر".
ويصر قادة عسكريون أمريكيون على أن الطائرة كانت في المياه الدولية فوق مضيق هرمز وقت إسقاطها.
وقال أمير علي حاجي زاده، وهو مسؤول بارز في الحرس الثوري الإيراني، إن طائرة عسكرية أمريكية على متنها 35 شخصا كانت تحلق بالقرب من الطائرة بدون طيار، موضحا: "كان بإمكاننا إسقاط هذه الطائرة أيضا، لكننا لم نفعل".