فيديو
الاكتظاظ العمراني والمروري...أزمة تتفاقم في فلسطين
خاص راية
طه ابو حسين+ محمد مرار
حذر المهندس يوسف ربعي المحاضر في كلية الهندسة في جامعة فلسطين، من تفاقم أزمة المرور والبناء العمراني العشوائي في المدن بفعل عدم وجود تخطيط والتزام بالقوانين الموجودة.
وأضاف ربعي في حديث لراية، أن الأمل ضئيل في التحسن، نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد السكان في وقت ينحصر فيه الامتداد العمراني في مناطق "أ" و "ب"، كما ان الازدحام في مراكز المدن يزداد يوما بعد يوم.
ودعا ربعي لضرورة التوقف عن البناء خارج حدود البلديات واصفاً ذلك بالمأساة الكبيرة، نتيجة الانعكاسات المتوقعة لذلك على التخطيط للمدن في المستقبل، وعدم وجود أي تنسيق بين البلديات، مطالباً في الوقت نفسه بزيادة كوادر التفتيش لدى الجهات المختصة لمنع المزيد من المخالفات.
وبين ربعي أن عدم وجود تخطيط جيد للمدن جاء لكون البلديات محصورة على المدن الرئيسة وبعض القرى الكبيرة، ما جعل بقية المناطق مهملة في هذا المجال، كما ان الانفجار العمراني بعد عام 2000 فاجأ البلديات التي تاخرت في التعامل معه .
الإجراءات الطويلة والفترة الزمنية الطويلة التي يحتاجها انجاز المخطط الهيكلي لأي تجمع تعتبر عائقاً أمام عملية التنظيم، وللتغلب عليها دعا ربعي للجوء لما يسمى قانونياً بالتصديق المؤقت على المخطط الهيكلي بحيث تستطيع أي هيئة محلية أن تنجز مخططها بشكل سريع خلال عام وإرساله للمصادقة الفورية.
وطرح ربعي مدينة رام الله كمثال على حالة الاكتظاظ التي تعاني منها المدن الفلسطينية مشيراً إلى أنه من الصعب إحداث تغيير جوهري في تنظيمها، مضيفاً ان مجيء السلطة قلب واقع المدينة، حيث لم تكن الشوارع مخططة بشكل مسبق لاستيعاب كل ما نراه من أعداد هائلة من السيارات والمواطن، داعياً في الوقت نفسه لشق طرق خارجية على شكل حزامٍ حول المدينة للتخيف من حدة المشكلة.
وأوضح ربعي في حديثه لراية أن التغيير يحتاج ثقافة مختلفة لدى المواطنين والبلديات على حد سواء، مطالباً في الوقت نفسه بالرجوع للقانون وتنفيذه من كافة الجهات لتفادي تفاقم إضافي في أزمة المرور والعمران.
وكان قطاع السيارات في فلسطين شهد نموا واضحا وثابتا منذ سنوات، ووفقا لاحصاءات وزارة النقل والمواصلات ارتفعت أعداد السيارات المسجلة بالضفة الغربية 168 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية.
وأوضحت البيانات التي صدرت عام 2018 أن العام 2017 سجل ارتفاعا واضحا في اعداد المركبات في الضفة الغربية بلغ 32,920 مركبة فيما بلغ عدد المركبات المسجلة في العام الذي سبقه 26,379 ، بينما سُجل 19,563 مركبة خلال عام 2015 وفي عام 2014 بلغ عدد السيارات 15,973 في حين سُجل 12,283 مركبة في العام 2013.
وعلى الصعيد التوزيع الجغرافي، اظهرت البيانات أن العدد الأكبر من السيارات يتركز في محافظات رام الله، نابلس والخليل.