الخارجية: ندرس تقديم شكوى ضد فريدمان لدى الجنائية الدولية
تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات تصريحات ومواقف المستوطن فريدمان التي اعتبر فيها أن من حق اسرائيل ضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وتعتبرها امتدادا لسياسة الادارة الامريكية المنحازة بشكل كامل للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية.
وتتساءل الوزارة:" باي منطق يعتقد فريدمان أن من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية لها، لكن ليس كل الضفة؟ على ماذا اعتمد المستوطن فريدمان في قناعته تلك؟ على القانون الدولي الذي يمنع ضم الأرض بالقوة أم على واقع الحال المفروض من قبل سلطات الاحتلال؟ وهنا نستغرب كيف مرر مراسل صحيفة النيويورك تايمز هذا الكلام الخطير دون أية علامة استفهام او استفسار او تعمق في فهم مضامين مثل تلك الاجابة. أن ما يلفت النظر في كلام المستوطن فريدمان أنه حريص على تحسين نوعية حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، من خلال توفير أموال عربية وغير عربية لدعم المشاريع المشتركة للغرفة التجارية الفلسطينية الإسرائيلية الاستيطانية المشتركة التي اهتم فريدمان شخصيا في تأسيسها لتكون عنوان التعايش تحت الاحتلال، في الوقت الذي جاهد من أجل قطع كامل المساعدات الأمريكية عن الشعب الفلسطيني ومؤسساته الخدماتية وبناه التحتية من مستشفيات وطرق، الخ.. فكيف يلتقي قاطع المساعدات المباشرة مع من يطالب بتوفير الدعم المالي للتنمية الاقتصادية بمفهوم استيطاني كولونيالي؟ ومن هو لينتقد ملف حقوق الإنسان في فلسطين، بينما يشجع المستوطنين ودولتهم على الاعتداء على املاك الشعب الفلسطيني والتعدي على حرياته الأساسية من تعليم وحرية عبادة وحركة وعمل وتنقل، الخ... هذا الشخص الجاهل في العمل السياسي والمغيب عن حكم التاريخ والجغرافيا، والمنتمي لدولة المستوطنات ولا يرى غيرها، لن يصدر عنه او منه ما ينم عن المنطق او العدالة او القانون إلا ما يعارضها ويخالفها ما دامت تخدم دولة الاحتلال التي يجهد لحمايتها والدفاع عنها بكل ما يملك من منطق القوة، قوة اللامنطق. فنراه يفتري تارة ويفتي تارة أخرى أن الدولة الفلسطينية أن نشأت فستكون دولة فاشلة، دون أن يفسر حكمه الازلي لهذا القول.
وتؤكد الوزارة أن هناك نوعان من الأشخاص الذين لا يحتاجون لتفسير ما يقولون، الغبي والمدعي، فأي منهما المستوطن فريدمان في ما يقوله بخصوص الدولة الفاشلة؟ كنا نتظر منه أن يفسر ذلك أو يعطينا معاني الدولة الفاشلة بمفهومه المتعالي والعنصري. فهذا الكلام يسقط في حكم التعبير العنصري، ويقصد أن الشعب الفلسطيني لم يصل لمرحلة القدرة على حكم نفسه بنفسه ويحتاج إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي ليحقق لنفسه الاستقرار الاقتصادي والحياة الكريمة. اما تحديد عرض صفقة العصر فيعتمد كما قال اذا ما كانت جيدة لإسرائيل، وللمنطقة، ودون أن يأت على ذكر الفلسطينيين، وكأنها لا تعنيهم بشيء. هذه الرؤية العنصرية الفوقية وفي تجاهل كامل لكل ما هو فلسطيني، تثير الاشمئزاز والتقزز من أفكاره الكولونيالية الفوقية برؤية عنصرية خالصة.
خلاصة القول تؤكد الوزارة أن حديث المستوطن فريدمان يفضح حقيقته، ويفضح حقيقة أفكاره وأفكار أقرانه من عصبة المستوطنين بلباس أمريكي رسمي. سندرس في الخارجية أن كان كلامه العنصري يرتقي لدرجة تقديم شكوى ضده لدى المحكمة الجنائية الدولية لما يرتكبه من تصريحات وأفعال ومحاولات لفرض رؤيته العنصرية، وهو ما يدلل على خطورته على السلم والأمن في المنطقة، وتعريضه الشعب الفلسطيني لعديد المخاطر والمؤامرات.