معجم تأثيلي للألفاظ الأعجمية في اللهجة الفلسطينية
صدر حديثاً عن "مركز أبحاث الموروث الشفوي الفلسطيني" في جامعة بيت لحم "معجم تأثيلي للألفاظ الأعجمية في اللهجة الفلسطينية"، لأستاذ اللغات السامية في جامعة بيت لحم د. معين هلّون، وشارك في إعداده: أ. نادية بني شمسه و د. إبراهيم أبو هشهش.
ويوفر الكتاب، الذي تمت طباعته بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان، ويقع في 900 صفحة، مصدراً مهماً للقارئ للاطلاع على صورة شاملة لعملية تأثير الحضارات المختلفة على اللغة المحكية في فلسطين، وقام بجمع كم كبير جداً من الألفاظ الدخيلة على اللهجة المحلية، وردّها إلى أصولها من اللغات الأكادية، والإسبانية، والألمانية، والإنكليزية، والإيطالية، والبهلوية، والبرتغالية، والييدش، والسريانية، والعبرية، والسنسكريتية، والعثمانية، والفارسية، والفرنسية، واللاتينية، والفرنكية، والهندية، واليونانية.
ولا يتوقف المعجم عند تصنيف المفردات الدخيلة على العربية المحكية في فلسطين، بل يتعداه إلى البحث بعلاقات اللغات المتداخلة، وعلم الصوتيات، والنطق، ومقارنة اللسان العربي والأعجمي في الألفاظ، واستبدالها، فنحتَ من اللغة مصطلحاتٍ تشير إلى عمليات التحول والاستعارة بين اللغات، مثل: اللغة الواسطة، والفرسنة، والعثمنة، لوصف وتتبّع نقل وتغيير المفردات وتطويعها بين اللغة العربية وغيرها.
كما يطرح المعجم حقيقة أن هذه العمليات من التحول والاستعارة اللغوية، لا تقتصر على اللغة المحكية في فلسطين، بل إنّها تنطبق على اللهجات المحكية في الخليج والشام ومصر، تلك المجتمعات العربية التي وقعت تحت السيطرة العثمانية لقرون عدة، واحتكّت بحضارات العالم القديم والحديث، فيورد المؤلف أن دخول المفردات إلى اللهجة المحكية في فلسطين ليس علامة ضعف، بل تعبير عن توجه عام في فلسطين يميل إلى التعرف على الثقافات المختلفة.
يتميّز المعجم بما يتّسم به من شمولٍ في التناول، وسعةٍ في المادة المُعجميّة، وصرامةٍ في المنهج.
وقال أبو هشهش في وصفه "إنّه أول معجمٍ أخذ على عاتقه توثيق اللهجة الفلسطينيّة بما تتضمن من جوانب فيلولوجيّة وتاريخيّة مقارنة، تستند إلى معرفةٍ واسعةٍ باللغات الإنسانيّة التي تفاعلت معها اللهجة العربيّة الفلسطينيّة".
أما هلون، فيبين في تفسيره "إن لكل مفردة أصلها واللغة الوسيطة التي انتقلت إلى المحكية الفلسطينية من خلالها، إذ وصَلنا الكثيرُ من المفردات الإيطالية واليونانية من خلال العثمانية".
ويورد المعجم ملخصاً باللغة الإنكليزية، ويترك مؤلف المعجم الباب مفتوحاً لإضافة ألفاظ يطرحها القُرّاء.