حواجز الاحتلال ترفع خسائر الاقتصاد وتخفض مستوى الرفاهية
اكدت طالبة الدكتوراه الايطالية في جامعة شيكاغو، كيارا فراتو، ان الصعوبات التي يتعرض لها الفلسطينيون على حواجز سلطات الاحتلال الاسرائيلي على مداخل قرى ومخيمات ومدن الضفة الغربية تتسبب في انخفاض المدخلات الخارجية للانتاج ما يؤدي الى ارتفاع معدلات خسائر الاقتصاد الفلسطيني بنسب تصل الى 12% سنويا، وانخفاض مستوى رفاهية الفلسطينيين 5% واحيانا وصل انخفاضها 12% سنويا.
واعلنت فراتو، نتائج بحثها حول الآثار التخصيصية للقيود التي تفرضها دولة الاحتلال الاسرائيلي على تنقل العمال الفلسطينيين والشركات التي يعملون بها في 440 قرية في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، في ندوة خاصة نظمتها مؤخرا جمعية الاقتصاديين الفلسطينيين حول "اثر الاغلاقات الاسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني"، في مقرها بالبيرة بمشاركة رئيس جمعية الاقتصاديين الفلسطينيين د. رسلان محمد وعدد من الاكاديميين والباحثين وخبراء الاقتصاد اضافة الى اعضاء مجلس ادارة الجمعية.
واشارت فراتو، الى انها حاولت في بحثها الاجابة عن كيف تؤثر القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على التنقل والتوزيع المكاني للسكان والمواطنين الفلسطينيين ووظائفهم داخل الضفة الغربية، اضافة الى التغييرات في البنية التحتية للتنقل لأسباب أخرى غير التكاليف المالية والاقتصادية الناجمة عن تلك القيود العسكرية الاسرائيلية المفروضة على حركة تنقل الفلسطينيين".
وقالت فراتو:"ان زيادة معدل مدة تنقل المواطن الفلسطيني الطبيعي بنسبة 10% من وقت تنقله من مكان الى آخر جراء حواجز قوات الاحتلال الاسرائيلية واغلاقها لمداخل القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية، يؤدي الى انخفاض 3 في الالف في عدد السكان في المنطقة المحاصرة في الضفة الغربية وزيادة بـ 3 في الالف بعدد الشركات".
ووجدت فراتو، ان الانخفاض في الوصول الى سوق الشركات بنسبة 1% يؤدي الى زيادة الوظائف في القرى المحاصرة والمغلقة بزيادة 1 في الالف، مبينة ان النتائج كانت كبيرة كثيرا في قطاع تجارة الجملة.
واظهرت نتائج بحث فراتو، انتقال مجموعة من السكان الفلسطينيين بنسبة 3 في الالف من مكان سكناهم في المناطق المحصارة الى باقي الضفة الغربية، في الوقت الذي تزيد فيه الوظائف داخل تلك المناطق المحاصرة بنفس النسبة 3 في الالف.
ومن بين النتائج الاخرى التي اعلنتها فراتو، كلما كان هناك مصاعب اكبر في التنقل، فان عدد الفلسطينيين الذين يتنقلون أقل، وعدد المؤسسات في اكثر المناطق تأثرا لم تجد فرق كبير في المشاركة بالقوى العاملة ونسبة التوظيف وحجم الشركة في نفس المكان.
وقالت:" كثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية يرفضون ولا يرغبون الخروج من قراهم ابان الانتفاضة الثانية، نظرا لما يتعرضون له من اذلال واهانة على حواز الاحتلال الاسرائيلي العسكرية، واستجابة لهذه المصاعب فان هناك الكثير منهم لم يخروجون من بيوتهم في قراهم، مما دفع بعضهم الى ترك اعمالهم واشغالهم، واستعاضوا عنها بفتح دكاكين صغيرة في قراهم".
واكدت فراتو، ما توصلت له دراستها بعدم رغبة المواطنين الفلسطينيين في التنقل اكثر بين القرى والمدن والمخيمات في ظل القيود والمصاعب والاهانات التي يتعرضون لها عند محاولتهم عبور حواجز جنود الاحتلال الاسرائيلي العسكرية.
وقالت:" بعض الفلسطينيين يفضلون الاقامة في اماكن عملهم اينما تقع، مضطرين ترك مناطق سكناهم لصالح مواقع عملهم والحفاظ علةى قوت معيشتهم، على ان لا يتعرضوا لمثل تلك الاجراءات القاسية والحاطة بالكرامة الانسانية والمصحوبة بالاهانة الشخصية.
واستدركت قائلة:"بينما بعض الفلسطينيين الذين يرغبون البقاء في قراهم ومناطقهم المحاصرة ولا يرغبون التنقل اكثر، يبدأون العمل في نفس قراهم او منطقة سكناهم"، منوهة الى ان القيود لا تزيد عدد الوظائف بالشكل الاجمالي وانما تزيدها في المكان الذي حصل فيه الانتقال منه، منوهة الى ان انخفاض بنسبة 10% في الوصول الى سوق العمل تؤدي الى 0,14% زيادة في عدد السكان في الفئة العمرية 25 – 55 سنة.
وتقدر فراتو، التفاوت الكبير في رواتب ودخول واجور الفلسطينيين بناء على مصاعب التنقل التي يواجهونها وبخاصة العمال والموظفين.
وبناء عليه قالت:" فراتو، ان معظم الفلسطينيين بدأوا يعملون في قراهم مقابل دخل واجور اقل بكثير مما كانوا يتلقونه من قبل، ولذلك فانها قالت:" ان الفجوة في الرواتب والاجور زادت نتيجة لتأثرها بشكل كبير ومباشر للصعوبات في التنقل، وان العمال يتركون تجمعاتهم السكنية الصغيرة في القرى الاقل حظا وسعادة لصالح السكن في المدن، وان الوظائف تخرج من التجمعات الكبيرة وتخسرها المناطق التي كانت تعرف بانها الاكثر انتاجية لصالح المناطق المعروفة بانها اقل انتاجية، ولذلك هناك خسارة في الناتج القومي الاجمالي وفي نسبة الرفاهية".
وتطرقت فراتو، اثناء عرضها نتائج بحثها الى مصاعب التنقل في الطرق بين القرى والمخيمات والمدن وبين القرى فيما بينها، مؤكدة ان بعض مصاعب التنقل ادت الى تحويل الطرق الى جبلية ووعرة وتفرض على السكان الالتفاف عليها، الامر الذي ادى الى زيادة اكثر من اطالة المسافة والوقت والمصاعب.
وذكرت فراتو، انه قبل فرض هذه المصاعب من قبل جنود الاحتلال على حواجزهم العسكرية كان معدل تنقل الفلسطيني يستغرق 55 دقيقة، لكنه ارتفع الى 91 دقيقة ان رغب بالتنقل لنفس الاماكن، مؤكدة ان قرى وسط الضفة الغربية كانت الاكثر تأثرا من غيرها.
وتطرقت فراتو في دراستها الى تأثر مستويات الرفاهية للمواطنين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة في الضفة الغربية.
وتقدر فراتو، معدل خسارة الفلسطينيين في الرفاهية المبنية على صعوبات التنقل عبر حواجز الاحتلال العسكرية وما تعنية من عدم سعادة الفلسطينيين بسبب تلك الصعوبات، انخفض بنسبة 5% سنويا، لكنها اكدت انه ان تم الاخذ بالاعتبار الشركات وفوائدها التي تكون متجاورة مع بعضها البعض بالاضافة الى العوامل السلبية الخارجية الاخرى التي اثرت على مستوى المعيشة فان معدل التأثير على الرفاهية ينخفض بالمجمل الى 12%.