على ابواب رمضان.. المواطنون يتخوفون من إرتفاع الأسعار ولا يثقون بالتجار

رايــة- حسين ابو عواد-

لا يختلف شهر رمضان هذه السنة عن باقي الاعوام الماضية وخصوصا حيال الاسعار وتخوف المواطنين من ارتفاعها ولكن الجديد تزامنه مع الازمة المالية التي تعاني منها السلطة حيث تعجز منذ 3 اشهر عن دفع رواتب الموظفين كامله لرفضها استلام اموال المقاصة منقوصة بعد خصم الاحتلال مخصصات الشهداء والاسرى.

ايام قليلة وينطلق الشهر الفضيل لتنقلب معه حسابات المواطنين وتعود من جديد دوامة الاسعار والمنتجات والرقابة والقرارات حول الاسعار الاسترشادية لبعض السلع وتعلو معها الاصوات المطالبة بضرورة ضبط السوق.

المواطنون وخلال تجول مراسل راية في سوق الخضار بالبيرة اكدوا أن أسعار أهم السلع تشهد ارتفاعا في شهر رمضان، ليعاني المواطن بذلك الأمرّين في توفيرها ودفع أثمانها في ظل زيادة أثمان كافة مستلزمات الحياة اليومية.

"كل شي غالي ما في اشي رخيص الرز، الغاز والخضرة والسكر والدجاج كله في العالي والله حرام" هذا ما قالته مواطنة كانت تتجول بين "بسطات الخضار" بحثا عن السعر الذي يتماشى مع قدرتها الشرائية.

مواطن آخر يشكو عادة ارتفاع أسعار بعض المواد التموينية الضرورية في الأسواق مبديا خشيته من ارتفاعها اكثر مع حلول شهر الصيام في ظل تدني الدخولات والظروف الاقتصادية الصعبة.

ويضيف: الاسعار مرتفعة قبل رمضان والمطلوب من جهات الاختصاص مراقبة السوق وملاحقة المخالفين.

احد التجار في سوق الخضار المركزي في البيرة اشار الى ان ارتفاع الاسعار في رمضان امر طبيعي جراء زيادة الطلب من قبل المستهلك على البضائع مرجحا انخفاضها بعد اسبوع من بداية الشهر الفضيل.

مواطنون آخرون اعتبروا ان غياب الرقابة من قبل الجهات ذات الاختصاص على الأسعار وتهافت المستهلكين على السلع أسس لجشع التجار وساهم في ارتفاع بعضها نتيجة لزيادة الطلب عليها.

الدجاج في العلالي

ليست الخضروات وحدها التي شهدت ارتفاعا في الاسعار فالدجاج ايضا ومنذ نحو شهر يشهد ارتفاعا غير مسبوق حيث وصل سعر كيلو الدجاج في محلات البيع بالضفة الى 18 شيكلا قبل ان ينخفض اليوم الى 14.

وفي هذا السياق يعزون اصحاب محال بيع الدجاج هذا الارتفاع إلى ارتفاع السعر من المصدر، فلو كانت أسعار الدجاج أقل من المصدر سيكون بيعها للمواطن بسعر أقل مع حفاظ التاجر على هامش ربح مقبول.

الاقتصاد تطمئن المواطنين

وزارة الاقتصاد الوطني من جانبها طمأنة المواطنين بان الاسعار لن تشهد ارتفاعا خلال الشهر الفضيل مشيرة الى ان السلع الاساسية متوفرة في السوق وتتماشى مع طلب المستهلك خلال شهر رمضان.

ودعا المتحدث باسم وزارة الاقتصاد الوطني عزمي عبد الرحمن المستهلك الى ترشيد استهلاكه وعدم التهافت على شراء كميات كبيرة من المواد التموينية وخاصة في الاسبوع الاول من شهر رمضان.

واوعز المتحدث باسم وزارة الاقتصاد الوطني عزمي عبد الرحمن ان الارتفاع الحالي في بعض السلع قبل رمضان يعود لظروف مرتبطة بالعرض والطلب جراء تبدل المواسم.

وفيما يتعلق بتحديد قائمة الاسعار الاسترشادية بين عبد الرحمن لـ"رايـة" بان القائمة جاهزة وسيتم الاعلان عنها خلال مؤتمر صحفي لوزير الاقتصاد قبل بداية الشهر الفضيل داعيا التجار الى الالتزام بها.

وقال عبد الرحمن إن اي تاجر لم يلتزم بقائمة الاسعار سيعرض نفسه للعقوبات الواردة في قانون حماية المستهلك لعام 2005 وتعديلاته لعام 2014.

دعوات لإجراءات تخفيفية

ائتلاف جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني دعا بدوره الى ضرورة توحيد الجهد لتقاسم الأعباء الاقتصادية والمالية خلال شهر رمضان بين الكل الفلسطيني من خلال نموذج التكافل الاجتماعي وتقاسم الأعباء، وعبر مبادرة يقودها صندوق الاستثمار يطلق خلالها أسواق في كل محافظة تقدم السلع بأسعار مخفضة ومنطقية خصوصا اللحوم الحمراء والخضروات من المزارع الى المستهلك مباشرة ومنتجات الجمعيات التعاونية.