تم ارسالها لكبار المسؤولين
الكشف عن رسالة سرية من كوشنير حول رؤيته تجاه "صفقة القرن"
على ضوء التسريبات الأخيرة من تفاصيل "صفقة القرن" التي أعدتها الإدارة الأمريكية، كشف موقع "Foreign Policy" الامريكي، عن رسالة إلكترونية سرية أرسلها أحد مهندسي "صفقة القرن"، وهو مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره، الى كبار المسؤولين في الإدارة الامريكية في كانون الثاني من العام الماضي، يكشف فيها رؤيته تجاه "صفقة القرن".
وكتب كوشنير في رسالته الى مستشار الأمن القومي آنذاك ماكماستر ونائبه دينا بأول، وسفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هيلي والمبعوث جيسون غرينبلات ورئيس هيئة موظفي البيت الأبيض، جون كيلي وغيرهم من الموظفين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأمريكي، قال فيها: "لا يجوز أن يكون هدفنا ترك الأمور تسير على حالها".
واضاف كوشنير في ذات الرسالة السرية: "علينا السعي جاهدين نحو تحسين الوضع بشكل كبير. أحيانا يتعين عليك المخاطرة الاستراتيجية التي قد تكون مدمرة، من أجل تحقيق الهدف".
وفقا للتقرير، حاول كوشنير في تلك الفترة، حشد دعم إدارة البيت الأبيض لتقليص ضخم في مساعدات الأمم المتحدة المقدمة للفلسطينيين من خلال الأونروا، والخروج على تقليد على مدار سنين من الاعتراف بوضع اللاجئين الفلسطينيين و"حق العودة" التي كانت تطرح في كل مفاوضات مع إسرائيل.
وتم إرسال الرسالة السرية المذكورة يوم 11 كانون الثاني قبيل الساعة 8:00 صباحا وهي في الحقيقة تدل على دائرة المستشارين المقربين من الرئيس المطلعين على تفاصيل هذه القضية الحساسة.
وأرفق كوشنير رسالته برابط لمقال رأي نُشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" يدعو كاتبه إلى إلغاء وكالة "انروا" كما يدعو السلطة الى تولي المسؤولية على سكان قطاع غزة.
وجاء أيضًا إن كوشنير كان ينظر بأهمية كبيرة الى ضرورة ان يقرأ وزير الخارجية الامريكي آنذاك، ريكس تيلرسون، المقال المرفق نظرا لتشكيكه في فكرة تقليص ملايين الدولارات من المساعدات السنوية الامريكية لوكالة انروا.
ومن المحتمل أن تكون الأطراف التي تعمل على صياغة "صفقة القرن"، قد تقبلت موقف كوشنير في نهاية الامر.
وواصل كوشنير حث كبار المسؤولين الأمريكيين على تقليص المساعدات للانروا، فكتب يقول: "يجب توجيه جهودنا بصورة جدية نحو تعطيل نشاطات الأونروا لأنها تخلد الوضع القائم. انها تعتمد الفساد في عملها وهي لا تسهم اطلاقا في صنع السلام. انها تهددنا منذ ستة أشهر بأنها في حال لم تحصل على المال، فسوف تبدأ في إغلاق المدارس، لا شيء من كل هذا حدث بالفعل".
وذكّر المسؤولين الذين ارسل اليهم الرسالة السرية بالتصويت المخيب للآمال ضد اعتراف الولايات المتحدة بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، واقتراح هذه الدول بمن فيها دول حليفة للولايات المتحدة بأن تقدم المساعدات المالية بدلاً من الولايات المتحدة.
وذكر المتلقين بخطاب نيكي هيلي في الأمم المتحدة، الذي قالت فيه إنها والرئيس سيتذكران البلدان التي ستعارض الاعتراف الأمريكي بمدينة القدس، وسيتذكرونها عندما تطلب هذه الدول مساعدة الولايات المتحدة.