في يوم الأسير
اللوحات المطرّزة.. ولدت في السجون كأداة نضال بيد الأسرى
الخليل- رايــة:
حنظلة؛ أشهر الشخصيات الكاريكاتيرية التي رسمها الفنان الفلسطيني ناجي العلي، عاقدًا يديه خلف ظهره المُدار للقارئ والمشاهد؛ شكّل أيقونة نضالية للأسير عامر القواسمي، ليدفعه لرسم وتشكيل أو لوحة مطرّزة داخل سجون الاحتلال في تسعينيات القرن الماضي.
"حنظلة، أولى اللوحات الخرزية التي أنتجتها، فهذا الكاريكاتير أكثر رمز قريب لقلبي ومعتقداتي، لأنه يمثل الضمير الحي للعالم والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص" قال عامر القواسمي، أسير محرر عام 2011 ضمن صفقة وفاء الأحرار بعد قضائه 24 عامًا داخل السجون.
شغل عامر وقته داخل السجون بالقراءة والثقافة الوطنية والفكرية حتى أوائل التسعينيات عندما خاض الأسرى إضرابًا عامًا ونجحوا بإجبار إدارة السجون بإدخال المواد العينية. ""عندما سجنت في سجن جنيد، كان السجن بمثابة جامعة ثورية، يومي مليء بالبرامج الثقافية، لكن بعد إضراب عام 1992، نجحنا نحن الأسرى بتحقيق بعض مطالبنا، فبدأت المواد العينية تدخل إلينا من الغرة والكرتون والخرز، وكان التوجه عند الحركة الأسيرة عمل لوحات ونماذج ومجسمات توصل رسالة الأسرى لكل العالم".
أنتج القواسمي مئات اللوحات والمجسمات، وجلّها كانت للأسرى، وما استطاع الحفاظ عليه وايصاله لمنزله خلال أسره عشرات اللوحات فقط، تشارك اليوم في المعارض المختلفة الخاصة بالأسرى.
"كان أهلي يضطروا يحملوا حقائب، بعضها فيها غرة، وأخرى خرز، وكرتون ناهيك عن المواد العينية كالزيت والزعتر والملابس، فكان من يأتي لزيارتي يتعب جدا وخاصة والدتي" قال القواسمي. " لكم عملنا عمليا وصل القارات الخمس، فعرضت لوحاتنا في أكثر من دولة عربية والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها".
في عام 1974 أقر المجلس الوطني الفلسطيني يوم السابع عشر من نيسان من كل عام يومًا وطنيًا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، باعتباره يوماً لشحذ الهمم وتوحيد الجهود، ويعد محمود بكر حجازي أوّل فلسطيني يتبع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) يقع في الأسر الإسرائيلي.
لكن القواسمي يقف عند هذا التوثيق التاريخي ويقول "الأسرى موجودين من عمر الإحتلال أي من عام 48 في السجون، تحديدا في سجن شطه، وفي عام 1958 كان هناك حالة تمرد في سجن شطه وتم قتل 3 من شرطة الإحتلال واستشهد 12 أسيرًا.
وتابع القواسمي في عام 1967 كانت هناك مقاومة شعبية وزج للمقاومين في السجون.
وتوقف القواسمي عند محطة تاريخية فارقة في تاريخ الحركة الأسيرة كما وصفها "قبل السبعينات كنا منعزلين تماما عن الخارج، وفي بداية السبعينيات أول رسالة وصلت للسجون من منظمة التحرير الفلسطينية كانت بمثابة يوم فرح للأسرى الفلسطينيين لأنها أكدت أن القيادة خلف الأسرى، ومن حينها بدأ تواصل الأسرى مع من هم خارج السجون".