الروزنا تستضيف الغبرا لمناقشة كتابه "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت"

استضافت مجموعة الروزنا الشبابية يوم الثلاثاء 9 نيسان/ أبريل الجاري أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا، وذلك لإطلاق كتابه "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت"، والصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2018 في الدوحة.

استهل شفيق الغبرا مداخلته ببيان الغاية الرئيسية من فكرة الكتاب، بوصفه محاولة بحثية يهدف من خلالها إلى سبر أغوار جانب مهم وغير موثّق من جوانب الشتات الفلسطيني لدى ثالث أكبر جالية فلسطينية في بلدان الشتات إلى عام 1990.

سعى الغبرا في مداخلته إلى تقديم فهم معمّق لتكتيكات البقاء والتكيّف التي استخدمها الفلسطينيون في الكويت، وذلك من خلال التركيز على دور العائلة الفلسطينية في الكويت منذ نكبة عام 1948، ومسلطًا الضوء على دور النخبة المهجرة والمرأة والفلاحين الفلسطينيين وفترة غزو العراق للكويت ودور كل ذلك في الهوية الوطنية الفلسطينية.

تعمّق الغبرا في مداخلته بالحديث عن سبب اختيار الفلسطينيين للكويت بعد النكبة، معللًا ذلك بأن العديد من النخب الفلسطينية المتعلمة وأصحاب الخبرة قصدت الكويت بصفتها البلد الأكثر انفتاحًا في منطقة الخليج في ذاك الحين، فضلًا عن كوّنها من البلدان الأكثر قومية وعروبة.

وشدد الغبرا على دور الفلسطينيين في المساهمة بنهضة الكويت وتطوره جنبًا إلى جنب مع الكويتيين. ثم استعرض الغبرا دور المرأة الفلسطينية في الكويت، مشددًا على مكانتها في تحقيق التماسك والترابط العائلي.

وانتقل الغبرا إلى القول بأن الفلسطينيين الذين وصلوا الكويت بعد النكبة، كانوا في الأصل فلاحين، ومن أجل مواجهة العقبات التي تواجههم في دولة تسير في ركب التقدم والتطور، كان عليهم تعلم وظائف أخرى غير الزراعة، الأمر الذي اقتضى منهم تغيير أساليب العمل والتفاعل مع المجتمع الكويتي ونخبه، وهذا بدوره أسهم في تطور الشتات الفلسطيني في الكويت.

تحدث الغبرا في مداخلته على إستراتيجيات التأقلم الاقتصادية والاجتماعية التي نفذها الفلسطينييون في الكويت، وذلك من خلال اختياره لفلسطينيين من مناطق جغرافية مختلفة، مشيرًا إلى دور الروابط غير الرسمية في المحافظة على التماسك والترابط الأسري للعائلات وأبناء القرى الفلسطينية، ويرى بأن لهذه الوشائج الاجتماعية دور هام في بقاء الفلسطينينيين وتعاضدهم مع بعضهم البعض.

واختتم الغبرا مداختله بالحديث عن غزو العراق للكويت، مشيرا إلى أن تأثير هذه الفترة على الفلسطينيين، ولا سيما أن الجالية الفلسطينية في معظم تشكيلاتها وأفرادها تأثروا بموقف منظمة التحرير الفلسطينية.

عقّب على المداخلة المركزية لشفيق الغبرا مجموعة من الحاضرين، حيث أشاروا إلى أهمية الكتاب بصفته وثيقة شفوية هامة تؤرخ لمرحلة الفلسطينيين في الكويت حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي، وذلك إلى جانب كشفه عن قصص ومرويات الفلسطينيين أنفسهم خلال هذه المرحلة التاريخية الهامة. وقالت مجموعة الروزنا الشبابية أن العرض لقي إقبالا واستحسانا من الجمهور الفلسطيني والعربي المتواجد في الدوحة، وأضافت بأن هذه الفعالية تأتي ضمن سلسلة لقاءات تنظمها المجموعة في إطار "جامعة الروزنا الشعبية" التي تقوم على تقديم مجموعة من المحاضرات والورشات ومناقشات الأفلام التي يقدمها أساتذة متخصصون بالدراسات الفلسطينية.

وتتركز مواضيعها حول تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية خارج فلسطين، وحكاية النكبة الفلسطينية، وطبيعة نموذج الحكم الاستعماري في فلسطين، والقانون الدولي، والإعلام، والمسرح، والسينما، والاقتصاد السياسي لفلسطين، وحركة المقاطعة الدولية. ومن الجدير بالذكر أن الروزنا هي مجموعة شبابية تطوعية مستقلة أسسها مجموعة من الناشطين والباحثين الشباب في مدينة الدوحة عام 2015، وتعمل على إثبات حضورها في المشهد الفلسطيني خارج الأرض المحتلة، وتقوم بتنظيم فعاليات فنية وفكرية تجسد من خلالها ضرورة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.