خاص
وجه الحياة المشرقة.. عامل النظافة "عمر"
الخليل- رايــة- طه أبو حسين
دلوان كبيران، على عربة حديدية بعجلتين اثنتين، يجرّها عامل النظافة عمر شويكي صباح كلّ يوم حتى انتصاف الشمس بطن السماء بجهد وحب كبيرين، معززة بمكنسة يكنس بها الشارع والرصيف، ويلجأ لمجراده ذو العصا الطويلة الذي يعرف باللهجة الخليلية "كريك" حتى يعينه على نقل النفايات في الدلو المخصص.
الحكاية تبدأ فجر كلّ يوم يحياه عمر شويكي من منطقة حدب الفوار جنوب الخليل، يستيقظ عند الرابعة فجرًا ويتناول وجبة فطوره قبل أن يكون على الشارع حتى يستقل سيارة تقلّه باب الزاوية وسط مدينة الخليل، ليباشر عمله الساعة السادسة صباحًا.
قبل خمس سنوات، إنخرط عمر "40عاما" في صفوف قسم الصحة وتحديدًا دائرة النظافة التابع لبلدية الخليل "كنت مزارعا ولم أحب هذه المهنة، ورغبت بالتقدم لوظيفة البلدية، وكانت رغبتي من البداية أن أعمل عامل نفايات".
"بالصيف أخرج مبكرًا لعملي حتى أنهيه قبل أن تشتد حرارة الشمس، بعدها أرتاح في ظل شجرة، لكن وقت الضغط أضطر للعمل، خوفًا من التقصير في واجبي، وفي الشتاء الحال أصعب، لكن أنا مرتاح في عملي" قال عمر الذي يتحمل لسعة البرد وحرّ الشمس.
في رصد واقع عمر، عامل النظافة، فصل الشتاء، يقول أنه يتجهّز عبر إرتداء (المشمع) وهو عبارة عن (جاكيت وبنطال) لتفادي المطر، لكن استئنافًا أصاب لسانه " اللبس جيد، لكن مش زي ما بدي ، لا يحميني جيدًا من المطر، ناهيك عن العمل تحت المطر بهدلة ببهدلة".
تعاون المواطنين مع عمر وعمال النظافة يسير بصورة جيدة، لكن بعض السلوك يستفزه "أكنس الشارع ويكون نظيف، أرجع إليه أجد متسخًا، يا عمي في بني آدم يتعب، كنسنا الشارع وأصبح نظيف لماذا ترمون النفايات على الأرض؟".
العمل حياة، وعمر يحبّ عمله على نحوٍ غريب، وعفويته تسرد أكثر مما يمكن وصفه " صحيح هي زبالة، لكن أنا حر فيها،أنا أعمل ثم أرتاح بعد ما أنهي ما عليّ، حتى أرضي الله ونفسي، حتى الناس تنبسط مني".
هناك نواقص يحتاجها عمر، بعضها متعلق بفصل الشتاء، وبعضها بالحياة وحولها تساءل إن كانت البلدية ستوفرها أم لا" الأصل أن تحضر البلدية لنا (أبرهولات) بدل (المشمعات) حتى ندفء بها في الشتاء،وموضوع الدرجات وزيادة المعاش".
عمر أحد العمال الذين تقع على عاتقهم مسؤولية نظافة مركز المدينة "باب الزاوية"، وهي المنطقة التجارية التي تحتاج لعمل مستمر كون مخلفات المحال التجارية كثيرة، وكلما إمتلئت عربته بالنفايات يفرّغها في أقرب (حاوية) ليبدأ كرّة جمع النفايات.