متى يصبح عصير الفاكهة "الطبيعي" ضارا بالصحة؟
سيطرت صناعة العصير الطبيعي على الأسواق في مختلف أنحاء العالم في السنوات القليلة الماضية، لا سيما مع ازدياد الاهتمام بتناول الأطعمة الصحية ولجوء الكثيرين إلى الحميات الغذائية.
لكن اختصاصي التغذية فيليب كويدس، له رأي آخر عن هذه العصائر، حتى وإن كانت طبيعية، إذ يؤكد أن تناول العصير قد يكون ضارا بالصحة، وفق ما ذكر موقع "ستاندرد ميديا" البريطاني.
وقال كويدس إن تلقي الجهاز الهضمي للفاكهة على شكل عصير يضعف مع مرور الوقت وظائف الأمعاء، حتى إن إفرازاتها الهرمونية تصبح أقل فعالية عند التعامل مع المواد الصلبة من الطعام.
فضلا عن ذلك، فإن تصفية العصير من الألياف المخزنة فيه يحرم الجسم الكثير من الفوائد الغذائية، فالألياف عنصر أساسي من أجل نظام غذائي صحي، فهي تبقي الجسم في حالة شبع لفترة أطول، ولها تأثير قوي للوقاية من الأمراض.
وأوضح كويدس أن شرب الفاكهة كعصير، يجعل الإنسان يتناول أكثر من طاقته من هذه الفاكهة، مشيرا أن صنع كوب واحد من عصير البرتقال يحتاج إلى 4 حبات، وهو ما لا يمكن للإنسان تناولها في حالتها الطبيعة دفعة واحدة.
وأكد أن السعرات الحرارية في كوب من العصير من 4 برتقالات، أكبر بكثير من تلك الموجودة في حبة واحدة. كما أن تناول حبة البرتقال كما هي يمد الجسم بالألياف التي تعد أكثر قابلية للذوبان بشكل كبير.
ولأنه يمكن للجسم امتصاص العصائر بشكل أسرع من الطعام الصلب، فإنها تدفع للشعور بالجوع، وبالتالي استهلاك المزيد من السعرات الحرارية، التي قد لا تكون مفيدة للصحة.
ويحتاج التهام تفاحة مثلا إلى عملية هضمية معقدة تبدأ من الفم مع المضغ، وصولا إلى إفراز الإنزيمات الهضمية في المعدة. لكن مع العصير، يتم تجاوز هذه العملية وتقليل مدة الوجبة بشكل كبير.
وعلى الرغم من أن السكريات المشتقة من الفاكهة والخضراوات أكثر صحة، فإن كميتها قد تكون أكبر عند تناولها كعصائر، مما يعطي الفرصة لارتفاع مستويات السكر في الدم.