تقرير خاص
انهارت "دولة الخلافة".. هل انكشف سر داعش؟
خاص - راية: سامح أبو دية
قبل خمس سنوات ظهر تنظيم "داعش"، وبات حديث الإعلام والساسة، وطُرحت أسئلة عديدة حوله دون اجابات واضحة.
والآن، وبالرغم من سقوط ما سميت "دولة الخلافة" وانهيارها في سوريا والعراق، فإن هذه الأسئلة لم تجد إجابات أيضاً، ما يجعل العديد من أسرار هذا التنظيم غامضة ولم تتكشف بعد على الأقل للرأي العام. ولم يُعرف مصير زعيمه أبو بكر البغدادي، أو حتى مكان تواجده.
الخبير العسكري العراقي اللواء المتقاعد ماجد القيسي، قال لبرنامج "حوار الخميس" المشترك بين رايــــة وDW، إنه بالرغم من انهيار "دولة الخلافة" وتكشّف العديد من أسرار تنظيم داعش إلا أن هناك الغازا حوله لم تفك حتى الآن.
التجنيد ومصادر التمويل
وأشار القيسي إلى أن أحد أسباب عدم فك تلك الألغاز لهذا التنظيم لاسيما حول التمويل وارتباطاته الاستخباراتية؛ يكمن في قتل 42 من قيادات الصف الأول بالتنظيم، فيما لا يزال زعيم داعش ابو بكر البغدادي، مطارداً.
وأضاف: "تسعى المؤسسات والدوائر الاستخبارية والمخابراتية لمعرفة التجنيد ومصادر التمويل المتبقية لشبكات التواصل الاجتماعي، وكيف يعمل التنظيم"، مذكرا أن داعش دائما ما يتكيف مع الظروف.
وتابع: "في أغسطس عام 2018 أعاد التنظيم هيكليته بعد أن مُني بهزائم كثيرة لتتلاءم هذه الهيكلية مع استراتيجيته المقبلة؛ بعد خسارته لوجوده العسكري أو أراضي التمكين التي كان يحتلها".
التحوّل لتنظيم سري
وشدد القيسي على أن داعش تحوّل الآن إلى "تنظيم سرّي"، وهذا يعني أن الاستراتيجية يجب أن تتبدل، مضيفا: "هذا التنظيم لديه القدرة على التكيف والبقاء".
واعتبر اللواء المتقاعد أن مقتل 42 قياديا من تنظيم "داعش" أدى إلى دفن السر الخاص بداعش، مشيرا الى أنهم كانوا "كنزاً من المعلومات". ولكن اللواء القيسي يستدرك، قائلاً: "ليس من الصعوبة اذا تمكنت المخابرات او الاستخبارات من القاء القبض على بعض قيادات الصف الأول المتواجدة حاليا".
وأكد القيسي أن القيادات المتواجدة حاليا هم "قادة ميدانيون" يقودون ما تبقى من هذا التنظيم، وأضاف: "من 82 – 89 قائد ميداني عسكري مهم؛ قُتلوا أيضا في الحرب طيلة الخمس سنوات الماضية، وخسر الكثير من مراكز ثقله".
تفكك وانشقاقات داخلية
ويشير اللواء العراقي المتقاعد ماجد القيسي إلى أن تنظيم "داعش" بدأ يتفكك من الداخل وهناك حديث عن انشقاقات داخله وعدم مبايعة زعيمه، الأمر الذي اعتبره القيسي "علامة على أن التنظيم يُقتل تماما. فهناك محاولات جرت لاغتيال أبو بكر البغدادي في مناطق الباغوز قبل أشهر، الا أن حراسه الشخصيين تمكنوا من حمايته".
بدوره، تحدث الصحافي المتابع لملف قوات سوريا الديمقراطية مصطفى عبدي، عن مصير تنظيم داعش، معتبرا أن هذا الملف هو أحد أعقد الملفات التي يتم الآن نقاشها بعد القضاء على سيطرة التنظيم جغرافيا.
معركة الباغوز
وأوضح عبدي في حديثه لـ "حوار الخميس" المشترك بين راية و DW ، أن الكثير من كبار قيادات داعش العسكرية والسياسية تعرضوا للقتل منذ ظهور التنظيم قبل 5 سنوات، ولكن الغموض يكتنف زعيمه البغدادي والفريق المرافق له.
وأشار الى أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، اعتقلت أعدادا كبيرة جدا من عناصر وقيادات "داعش" في معركة الباغوز وحدها، حيث سلم الكثير منهم أنفسهم لتلك القوات الشريكة للتحالف الدولي، بالإضافة الى المدنيين.
وبيّن عبدي أن الكل يشارك في التحقيق واستجواب قيادات داعش الذين تم اعتقالهم أو الذين سلموا أنفسهم، مبيناً أن الاستجوابات أمر استخباراتي عسكري بالدرجة الأولى ولا يتم الافصاح عنها للرأي العام.
وأضاف: "يمكن على الأقل حين نتابع اللقاءات الصحفية والتسريبات التي تصدر عن البعض أثناء استجواب قيادات داعش؛ نشاهد اعترافاتهم. وكيف قاموا بالاغتيالات وغيرها من الاعمال".
أسرار لا يتم تسريبها
وفي ضوء ذلك، قال عبدي "إننا قد ننتظر لأيام أو أسابيع أو أشهر أخرى، حتى يتسنى لنا الحصول على المزيد من المعلومات، بعد استجواب هؤلاء الذين تم اعتقالهم مؤخرا".
وختم الصحافي عبدي حديثه، بالتأكيد على أن هناك معلومات فيما يتعلق بتنظيم "داعش" ولكن لا يتم تسريبها أو الاعلان عنها، وتؤخذ مخابراتيا وبجدية، حتى تدخل في الخطط العسكرية، منوها الى أن السؤال الأساسي يبقى: أين هو أبو بكر البغدادي؟
تجدر الإشارة الى أن صحفية شاركت في تغطية معركة تحرير الموصل من داعش، أفادت لـ "راية أن السؤال عن قيادة داعش كان حاضرا في ذهنها أيضاً، موضحة أنها رأت بأم عينيها طائرات هيلوكوبتر هربت قيادات كبيرة لداعش من الموصل حينما اشتد الخناق عليها، وقبل اقتحامها من القوات العراقية.
لكن لم يتسنى لـ "راية" تأكيد النبأ من مصادر أخرى.