"ابني استشهد في بطني"
فاطمة الخليلية تنشد الحياة والموت ينشدها
الخليل- رايــة: طه أبو حسين-
"ابني استشهد في بطني"؛ بهذه الجملة تنفست فاطمة قنيبي وجعها الذي لا ينفكّ عنها، يدقّ مساميره في قلبها مع كلّ دقّة عقارب ساعة، غير أن الوجع لم ينتهِ، وإنما تجاوز خطّ الأمان بوجود مستوطنة "أبراهام أفينو" التي تقابل منزلها ولا يفصل بينهما إلا بضعة أمتار وحياة على موعد مع الموت المتكرر.
"عام 2011 عندما كنت أشرب مع جارتي قهوة، أطلق جيش الاحتلال قنبلة علينا، هربت جارتي وأنا كنت في شهري التاسع لم أقم من مكاني فانفجرت القنبلة وشعرت بلحظتها أن طفلي مات" قالت فاطمة قنيبي من سكان حارة القزازين في الخليل العتيقة.
بينما كان بنيّ عيني فاطمة يحترق ألمًا، لمعت دمعتها، فتنهدت "الجنين في بطن أمه مكتوب عليه شهيد ليس كذب، لا طير سالم منهم، ولا آدمي ولا أي أحد سالم منهم، فهؤلاء أعداء لا نتوقع منهم إلا كل خوف وعذاب".
فاطمة قنيبي تسكن في سوق القزازين قرب الحرم الإبراهيمي، مقابل مستوطنة (أبراهام أفينو)، تعيش حياة صعبة "حياة عذاب، لا راحة نفسية في بيتي نهائيًا، فلا راحة بالنوم، بالليل نتخوف من اقتحام جيش الاحتلال واعتداءات المستوطنين، وفي كل الأوقات نراهم بوجهنا".
فاطمة لها بنت واحدة وثلاثة من الذكور، وأربعتهم أطفال "إن استيقظ أطفالي بالليل، لا يذهبوا لقضاء الحاجة إلا برفقتي من شدة الخوف". وقالت "الاعتداءات بشكل مستمر، حتى عندما يحاول أطفالي وضع الطعام والماء للحمام على سطح المنزل يعتدي المستوطنين عليهم، بالحجارة والسب والغلط وبعدها يأتي الجنود ويتهمونا نحن بأننا من افتعلنا المشاكل. هم دائما بصف المستوطنين".
الإعتداء لا يقتصر على الضرب والشتم أو حتى تعكير حياتهم "اعتقلوا زوجي مرتين، وابني عامر "15 عاما" مرتين، وأنس "10 أعوام" مرة واحدة".
"كنت أخاف سابقا، لكن اليوم (تمسحت) لم أعد أخاف، لكني أخاف على أولادي، فبالليل أقلها عشر مرات أستيقظ لأتفقدهم وأتفقد منزلي من اعتداء المستوطنين.وإذا فكرت بالذهاب لأي مشوار لا آخذ راحتي لأني أبقى أفكر بأولادي" قالت فاطمة.