إياد سجدية.. الكاميرا الفلسطينية في مواجهة بندقية المحتل
أصر الشهيد إياد عمر سجدية (22 عاماً)، على أن يوثق بكاميرته اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين، لكن الاحتلال كعادته يصر على قتل الشهود.
في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، وحتى ساعات فجر الثلاثاء، كان 1500 جندي إسرائيلي يقتحمون المخيم، تحت وابل شديد من نيران أسلحتهم، وبإسناد مروحيات عسكرية، فما كان من سكان المخيم إلا مقاومتهم بالحجارة والزجاجات الحارقة.
لكن إياد، الطالب بكلية الإعلام، اختار مواجهة بندقية المحتل بتوثيق جرائمه بالصوت والصورة، وهو أكثر ما يخشاه جيش الاحتلال، الذي لا يشفي غليله إلا رؤية الفلسطينيين قتلى.
"كان إياد محبا للجميع، لم يسبق أن آذى أحدا، وكان يدرس في الجامعة، وبعد الظهر يعمل في محل تجاري"، بهذه الكلمات وصف الأب المكلوم، ابنه الشهيد إياد، قبل أن تغلبه الدموع. ويقول الأب "ذهب إياد لتوثيق اقتحام المخيم بكاميرته، لكن الاحتلال لم يمهله حتى يصبح صحافيا متمرساً".
وتقول والدته، والألم يعتصر قلبها: "إياد ارتقى شهيدا، كان يحب الشهداء".
أما جدة إياد، فلم تسعفها عكازاتها والأيدي التي امتدت لمساعدتها على الوصول إلى باحة البيت حيث سُجي جثمان حفيدها، فاستبدلت الصراخ ببكاء مكتوم وصوت خافت، وكأنها فتحت حديثا للتو مع حفيدها الذي طالبته "أن لا يرحل قبلها".
لم يذهب إياد إلى الجامعة أمس، لكن زملاءه ومدرسيه تدافعوا أمام بوابة غرفة صغيرة في مستشفى رام اللهالحكومي، لإلقاء نظرة الوداع على إياد الذي سُجي جثمانه في المكان.
وخلّف اقتحام المخيم إضافة إلى الشهيد سجدية، نحو 30 إصابة بالرصاص الحي، فيما أعلنت قوات الاحتلال عن إصابة نحو عشرة جنود، بإصابات إحداها خطيرة، وإحراق سيارة إسرائيلية بالكامل.
الرواية الفلسطينية المتوفرة لما جرى، تفيد بدخول سيارة مدنية إسرائيلية عند الساعة العاشرة من مساء أمس الأول إلى المخيم، حيث تمكن الشبان من اكتشاف أمر المقتحمين وقاموا برشقهم بالحجارة، فأطلق الجنود النار باتجاه الشبان، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى مقبرة المخيم، وما لبثت أن وصلت التعزيزات العسكرية الإسرائيلية.
ويقول شهود عيان لصحيفة العربي الجديد: "هرب الجنود باتجاه مقبرة المخيم، وبعد دقائق حامت الطائرات العسكرية في السماء، وتم الدفع بمئات الجنود من الحاجزالعسكري، الذي لا يبعد سوى أمتار عن مدخل المخيم، واندلعت الاشتباكات".
وقال الشهود: "لقد سمع أهل المخيم بكاء الجنود وصراخ استغاثتهم، ورغم حرصهم على غسل أثار دماء جنودهم، إلا أنها ما زالت على أرض المخيم".
المصدر: صحيفة العربي الجديد