حكومة نتنياهو تستغل الانتخابات لتتوسع بالاستيطان
قال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير، اليوم السبت، إن اليمين الحاكم في إسرائيل يسابق الزمن في استغلال الغطاء الاميركي لمخططاته الاستعمارية التوسعية وفترة الدعاية الانتخابية قبيل الانتخابات المزمع عقدها في 9 نيسان المقبل للحصول على أصوات الشارع الإسرائيلي وتحديدا المستوطنين.
وافاد التقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب بان ملف الاستيطان يحتل مكانة هامة في مزاد الانتخابات الإسرائيلية، من خلال المصادقة على مشاريع استيطانية وتصعيد في عمليات نهب الأرض الفلسطينية وتهويدها خاصة في القدس الشرقية ومحيطها وفي عموم المناطق المصنفة "ج" والتي تشكل غالبية مساحة الضفة.
وجاء في التقرير: كان آخر هذه المشاريع مصادقة ما تسمى "لجنة التنظيم والبناء المحلية" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، على بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية.
واشار الى ان هذا ايضا يأتي بعد الكشف عن مشاريع استيطانية اخرى في القدس المحتلة والتي تم رصد ملايين الشواكل لتنفيذها حيث تنفذ ما تسمى شركة "ترميم وتطوير حارة اليهود" مشاريع تهويدية تفوق ميزانيتها 200 مليون شيكل (نحو 55 مليون دولار)، وتتضمن هذه المشاريع "مصعد حائط البراق" و"قرية جميلة" و"متحف الحي الهوريدياني" و"فسيفساء أورشليم".
وافتتح الوزير بحكومة الاحتلال "زئيف إلكين" ورئيس بلدية الاحتلال، موشيه ليون، "شارع اليهود" في حارة اليهود، المؤدي إلى ساحة حائط البراق (الجدار الغربي للمسجد الأقصى). كما افتتحا ما يسمى "البيت المحروق"، وهو موقع تزعم الرواية الاستيطانية أنه بيت لثري يهودي عاش في فترة "الهيكل الثاني" المزعومة. وقد أجرى المستوطنون في هذا "البيت" ترميمات لتحويله إلى مزار.
ويستمر الاحتلال في تصعيد نشاطاته الاستيطانية ومشاريع التهويد في أرجاء القدس المحتلة . ففي الشيخ جراح قررت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في بلدية الاحتلال في القدس الاسبوع الماضي رفض اعتراضات سكان مبنيين في الحي على شق الطريق من شأنه أن يمهد للبدء ببناء مشروع استيطاني قدمه رجال اعمال يهود زعموا شرائهم للمبنبن قبل حوالي العقد يرتكز على اقامة مبنيين سكنيين يتكون كل منهما من ستة طوابق وفي المنطقة الصناعية قلنديا "عطروت".
ويتضمن المشروع عددا من مباني بمساحة 61 الف متر مربع ومواقف تحت الارض بمساحة 49 الف متر مربع ويتكون المشروع من ثلاثة مبان متجاورة، أما في معاليه ادوميم وميشور أدوميم فيجري العمل على تاجير 12 الف متر مربع لقاعات تجارية لثلاث شركات تسويق وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 250 مليون شيكل ويمتد على مساحة 53 دونما وتبلغ مساحة البناء فيه حوالي 90 الف متر مربع منها 38 الف متر مربع للتجارة و40 الف متر مربع لمواقف سيارات وحوالي 5 الالاف متر مربع لمطاعم.
في الوقت نفسه يواصل اركان اليمين الحاكم في اسرائيل اطلاق دعوات استفزازية لضم المناطق المصنفة (ج) وفرض القانون الإسرائيلي عليها، حيث قالت إيليت شاكيد ، وزيرة القضاء الإسرائيلية وأحد مؤسسي حزب (اليمين الجديد) إلى جانب نفتالي بينيت، إنه يجب على إسرائيل العمل قريبا للسيطرة بشكل كامل على مناطق (ج) وتطبيق السيادة الاسرائيلية عليها.
وفي لقاء ضم حشدا من الصحفيين الاجانب ومسؤولين اسرائيليين من سلطة الطبيعة والآثار والجيش وتحت عنوان (الرؤية والمستقبل) وضمن جولات تنظمها هيئات ومؤسسات اسرائيلية للتحريض على السلطة والفلسطينيين وفق اجندة اليمين المتطرف لشخصيات وإعلاميين اجانب كشفت هذه المؤسسات عن جوانب مختلفة من خطة تصفية الوجود الفلسطيني في منطقة غور الاردن وبادية القدس وفق خطة للحكومة الاسرائيلية تعود لعام 2015 والتي تم اجراء تعديلات عليها من قبل مجلس التجمعات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية (يشع) واستهل اللقاء بالحديث من قبل المستوطنين عن اهمية غور الاردن الامنية وضرورة بقاء هذه المنطقة الحساسة بعمق 15-20 كم من الحدود الاردنية تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي . والمثير في اللقاء ان قسما من المستوطنين هم افراد وعناصر في القوات المختارة في جيش الاحتلال تم تخصيص اراض شاسعة من منطقة الغور لصالحهم وفق برنامج ومساعدات وبتشجيع ىمن قيادات الجيش وخاصة الاراضي الواقعة على جانب نهر الاردن.
في الوقت نفسه تواصل سلطات الاحتلال سياسة التطهير العرقي الصامت في مدينة القدس مثلما تواصل هجومها لتهجير وترحيل المواطنين من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة بالقوة، وإحلال أعداد كبيرة من اليهود مكانهم من خلال المشاريع الاستيطانية الجاري تنفيذها في الحي، حيث اقتلعت قوات الاحتلال عائلة حاتم بدوي أبو عصب من منزلها المطل على قبة الصخرة في القدس القديمة، لصالح احدى الجمعيات الاستيطانية.
وفي محافظة قلقيلية باشرت جرافات الاحتلال عمليات تجريف واسعة تستهدف مئات الدونمات من أراضي قريتي سنيريا ومسحة بمحافظة قلقيلية.
وتأتي عمليات التجريف تطبيقا لقرارات وزير داخلية الاحتلال المتضمن بتوحيد المستوطنات الأربعة المقامة في تلك المنطقة وهي مستوطنات "عيتس افرايم، وشعاريه تكفا، والقنا، واورانيت"، ضمن مشروع يهدف لجلب آلاف المستوطنين عبر إقامة المزيد من الوحدات السكنية والمرافق العامة والسياحية".
وفي سياق آخر أوضح معهد العلوم التطبيقية ( أريج ) أنه تم الكشف في موقع وزارة الحرب الاسرائيلية عن مجموعة من الملفات السرية التي تحتوي في مضمونها على قوانين واوامر عنصرية اسرائيلية ذات علاقة بمناطق نفوذ المستوطنات الاسرائيلية في الضفة المحتلة. جيش الاحتلال تعمد ان يخفي هذه الملفات (الاوامر والقوانين العسكرية) عن اصحاب الاراضي الفلسطينية كونهم المتضرر الاول من الموضوع حتى لا يتسنى لهم الاعتراض عليها في المحاكم الاسرائيلية وهكذا تمكنت اسرائيل من توسيع نفوذ سيطرتها على المستوطنات الاسرائيلية.
وفي الانتهاكات الاسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الارض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير:
وفي محافظة القدس: أخطرت سلطات الاحتلال بهدم منازل في الضواحي المجاورة لمخيم شعفاط بحجة البناء دون ترخيص، حيث داهمت طواقم من الضريبة التابعة لبلدية الاحتلال، متاجر في المخيم ودققت بأوراقها ودفاترها الثبوتية، كما اقتحمت ما تسمى دائرة الإجراء في بلدية الاحتلال، منزل المواطنة المقدسية الهام صيام، في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وأبلغوا المواطنة صيام بضرورة دفع مبلغ قيمته 45 الف شيقل للمستوطنين، كبدل أتعاب محامين خلال عشرة أيام، وإلا سيتم الحجز على ممتلكات المنزل.
فيما هدمت آليات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، منزلين في حي بيت حنينا شمال القدس، في منطقة الأشقرية للمواطن تيسير المحتسب ونجله شادي بعد إخلائهما من قاطنيهما، وعددهم عشرة أفراد معظمهم من الأطفال، كما وافقت اللجنة المركزية للتخطيط والبناء، التابعة للاحتلال في القدس، على خطة قدمتها ما تسمى بسلطة تطوير القدس لبناء منشأة عسكرية تحت الأرض تضم كلية عسكرية للجيش الاسرائيلي في منطقة عين كارم المهجّرة شمال غرب القدس.
وفي محافظة رام الله: جرفت قوات الاحتلال، أراضي في منطقة "الرجمان" على المدخل الشرقي لقرية دير نظام، شمال مدينة رام الله، تعود ملكيتها للمواطنين أحمد التميمي، وعبد الحميد التميمي، وأحمد صالح الخطيب.حيث يسعى الاحتلال إلى توسيع مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي قريتي دير نظام والنبي صالح.
وتمكن مواطنون من عشيرة الكعابنة من إفشال عملية سرقة نفذها مستوطنون، واستهدفت معدات تعود لعائلات بدوية، شرق رام الله على ايدي مجموعة من المستوطنين تسللت إلى بركسات تعود الى تجمعات عشيرة الكعابنة، وسرقوا "بركسا كاملا" عبر تفكيكه ووضعه في مركبة احضروها خصيصا لعملية السرقة. ورشق مستوطنون، مركبات فلسطينية بالحجارة، على طريق قرية بيتللو، غرب رام الله وقد تضررت المركبات إثر رشقها بالحجارة، دون وقوع إصابات.
وأعطب مستوطنون وصلوا من البؤر الاستيطانية المنتشرة بمحيط الجانية "زيت رعنان" إطارات عدد من المركبات وخطّوا شعارات عنصرية في قريتي الجانية ورأس كركر غرب رام الله، حيث أعطبوا اطارات 10 مركبات، تعود لمواطنين من عائلتي نصار وأبو فخيدة.
وفي محافظة الخليل: سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي وطواقم في الإدارة المدنية الإسرائيلية، إخطارات لهدم منازل وحظيرة اغنام ومحمية طبيعية وحديقة ألعاب للأطفال شرق يطا جنوب الخليل.
وفي محافظة بيت لحم: اصيب المواطن عبد الله حسين غزال من سكان قرية كيسان البدوية الواقعة اقصى شرق محافظة بيت لحم بجراح ورضوض في انحاء مختلفة من جسده جراء تعرضه للضرب والطعن على ايدي مجموعة من المستوطنين من مستوطنة "معالي عاموس" المقامة على اراضي المواطنين في تلك المنطقة، وجرى نقله الى مستوصف طبي في بلدة تقوع، فيما لاذ المستوطنون بالفرار.
وفي محافظة نابلس: هاجم مستوطنون من جديد مدرسة عوريف الثانوية جنوب نابلس بالحجارة للمرة الثانية خلال اسبوع ، وذلك عقب انتهاء دوام الطلبة فيها، وذلك تحت حماية جيش الاحتلال، الذي اطلق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. كما هاجموا المنازل القريبة من المدرسة، وفي قرية بورين شرعت جرافات الإحتلال بتجريف أراضي ملكية خاصة لصالح توسيع مستوطنة “جيفعات رونين” كما احتشد عشرات المستوطنين، قرب المدخل الجنوبي لقرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس و انتشروا في منطقة "جبل الرأس" ومنطقة "سريا" جنوب القرية.
وفي محافظة جنين: اعتدى مستوطنون على المواطن عبد الكريم ربايعة من بلدة ميثلون، اثناء تواجده بالقرب من مستوطنة "حومش" المخلاة شمال غرب نابلس، حيث، سطو على المواطن ربايعة الذي كان يبيع الخضار على مقربة من مدخل مستوطنة حومش، واعتدوا عليه بالضرب، قبل أن يتمكن من الافلات منهم الى مكان آمن، وسرقوا صناديق الخضار التي كان يعرضها ربايعة، ولاذوا بالفرار.
وفي الأغوار: سرق مستوطنون عددا من رؤؤس الماشية ودهسوا أخرى في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية للمواطن أحمد ابو محسن، كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي سبع منشآت تعود لأحد المواطنين في منطقة الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس؛ بحجة عدم الترخيص ما بين سكنية وحظائر حيوانات، ووحدات صحية، كما دمرت خزانات مياه بلاستيكية، تعود للمواطن جهاد بني عودة وفاطمة بني عودة، وطردت العائلة بأكملها عقب الشروع بعملية الهدم.
وواصل جنود جيش الاحتلال ملاحقة رعاة الأغنام خلال رعيهم مواشيهم في منطقة العوجا بالأغوار الوسطى في ظل تواجد متضامنين مع هؤلاء الرعاة.ويطارد جنود الاحتلال ومعهم المستوطنون بشكل دوري رعاة الأغنام الفلسطينيين من المراعي المفتوحة بالأغوار.