خطر الحرب يحوم في الأفق
الأمم المتحدة تحذر من خطورة اقتطاع اسرائيل لأموال المقاصة
حذر منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من خطورة اقتطاع سلطات الاحتلال الاسرائيلي جزء من أموال الضرائب الفلسطينية.
وقال ملادينوف خلال كلمة له في جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، إن احتجاز اسرائيل حوالي 140 مليون دولار من الاموال الفلسطينية "تطور خطير يهدد الاستقرار المالي للسلطة وأمن الفلسطينيين والإسرائيليين"، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حذر من اتخاذ قرارات احادية.
كما أشار إلى أن توقيف المساعدات الامريكية الأمنية للفلسطينيين "قد يؤثر على الجهود الرامية لتقريب وجهات النظر"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تعمل بكل كد لصون الآفاق وإمكانية حل الدولتين؛ "لكن هذا يتقوض بسبب الأوضاع في الميدان".
وأعاد ملادينوف التحذير من اندلاع حرب جديدة، قائلا: "خطر الحرب يحوم في الأفق، وإن أردنا أن يعود الفلسطينيون والإسرائيليون لحل الصراع بشكل سلمي، فهم بحاجة إلى الريادة التي تؤمن بأن السلام ممكن من خلال المفاوضات، ومجتمع دولي ملتزم بدعم كلا الطرفين في الاتفاقيات على أساس قرارات الأمم المتحدة أو الاتفاقيات الثنائية، ويفهم أن الطرف الأضعف هو الشعب الفلسطيني الذي هو بحاجة لدعم أكثر من أي وقت مضى".
وأكد ملادينوف أن الأمم المتحدة تواصل العمل مع كل الأطراف، لتوفير الامن والرفاهية للمدنيين في الخليل وباقي المناطق الفلسطينية، داعيا القادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الالتزام بالقرارات الأممية التي كُرست منذ نحو ربع قرن.
وعن تصاعد مسيرات العودة، قال: "ليس هناك مبرر للعنف والإرهاب، لكن الأحداث العنيفة والمظاهرات قرب سياج غزة، تتواصل، حيث (قتل) ثلاثة أطفال بالذخيرة الحية الإسرائيلية يوم 8 فبراير، ما يرفع عدد الأطفال الذين لقوا حتفهم خلال المسيرات منذ مارس الماضي إلى 40".
وشدد ملادينوف على أنه يجب ألا يعرض الأطفال لهذا الضرر ويجب حمايتهم من القوة المميتة.
وتابع: "إن إطلاق قذائف الهاون والطائرات والبالونات الحارقة من غزة يجب أن يكف"، داعيا حركة حماس إلى أن "تضمن بقاء الاحتجاج سلميا وان تحول دون أي استفزاز قرب السياج". وفق تعبيره.
واعتبر ملادينوف أن مواصلة حماس الهيمنة على غزة والقسوة والقيود الاسرائيلية والاجراءات التقييدية على السلطة الفلسطينية "قد تؤدي بالأوضاع للانفجار"، مضيفا: "تواصل التعزيزات العسكرية قد يؤدي إلى دفع الطرفين للحرب".
وفي سياق منفصل، تحدث ملادينوف عن جهود الأمم المتحدة لتنفيذ حزمة التدخلات الاقتصادية والانسانية العاجلة في غزة والتي دعت لها لجنة الاتصال في اجتماعها، مبينا أن "قطر منحت 20 مليون دولار لتعزيز عمل برنامج الامم المتحدة الانمائي والأونروا ومبادرة النقد مقابل العمل".
وكشف أن ذلك سيخلق حوالي 10 آلاف فرصة عمل مؤقتة في غزة، لافتا إلى أن البنك الدولي بادر لتقديم برنامج مماثل "يفترض أن يوفر 5 آلاف فرصة عمل مؤقتة في القطاع".