"راية" ترصد: أزمة قلنديا أمام محاولة جديدة بعد 10 سنوات من الوعود

خاص- راية

ليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها أزمة طريق رام الله القدس قرب حاجز قلنديا، وبقيت محل جدل وسخط شعبي ونقاش حكومي لإيجاد الحلول، لأكثر من 10 سنوات يمتد عمر الأزمة التي تستعصي على الحل.

ورصدت "غرفة أخبار رايـــة"  إعلان جهات حكومية وأخرى تنظيمية على مدار السنوات عن حلول للأزمة إلا أن الفشل كان دوما سيد الموقف.

مسافة تكاد لا تتعدى 300 متر تستغرق من المواطنين قرابة الساعتين في المركبة يوميًا لتخطي واحدة من أشد أزمات المرور في الضفة وأكثرها إيلامًا للمواطنين الساعين للوصول إلى رام الله من الجنوب والقدس للالتحاق بمصالحهم وأعمالهم.

التساؤل المطروح: هل تنجح الحلول الجديدة للأزمة، التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرًا؟، الإجابة بنعم، هي محل تشكيك من قبل المواطنين بالرجوع إلى سلسلة الحلول المعلنة سابقا والتي لم تصل للتنفيذ.

بالرجوع إلى السنوات الماضية برزت كلمتان، "المخططات جاهزة"، في الحديث عن وضع الحلول للأزمة، لكن في الواقع لم ير الفلسطينيون أي من هذه المخططات.

محاولة 2015

في شهر تموز من عام 2015 أعلن الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمرور محمد حمدان إن وزارة النقل والمواصلات بدأت بعملية توسيع لطريق حاجز قلنديا بداية من مخبز الرحمن حتى مفرق الشهيد.

أوضح حمدان حينها أن التوسعة ستشمل إنشاء مسلكين للمتجه نحو الجنوب وآخرين للمتجه نحو القدس بينهما فاصل اسمنتي، بالإضافة إلى تصغير دوار الفواكه بحيث يستوعب سيارتين داخل الدوار، و"رمبة" لفصل الدوار إذا حدث أزمة عليه للداخل إلى رام الله.

"المخططات جاهزة وسيتم الاجتماع تمهيدا لبدء اجراءات العمل"، الذي سيستغرق من 75-90 يوما، قال حمدان في ذلك الوقت، لكن مرت 4 سنوات والأزمة تشتد أكثر فأكثر. 

قبل 5 سنوات

وفي أيلول من عام 2014 حديث آخر ومخططات أخرى لحل أزمة قلنديا، إذ كشف الرئيس التنفيذي للمجلس الاعلى للمرور محمد جرادات حينها تفاصيل خطة اعدت لتوسعة شارع قلنديا شمال القدس "في الاتجاهين" من شأنها أن تحد من الازمة المرورية الخانقة بنسبة 80%، وفقًا للوعود حينها.

الخطة كانت تنطوي على عدة بنود من بينها، وضع جزيرة "حواجز خراسانية" بين مسارات الطريق الرئيسي، والعمل على توسيع الدوار الواقع في منتصف الطريق ليتسع لثلاث سيارات، وغيرها من المخططات.

وعود 2010

ومن ضمن الحلول القديمة التي اندثرت مع مرور السنوات حديث وزارة المواصلات في عام 2010 عن تواجد الشرطة الفلسطينية على الطريق لتسهيل حركة المرور.

كما أعلنت الحكومة عن خطة حملت مقترحات جديدة لحل الأزمة، وأحد أبرز بنودها إعادة فتح طريق المطار، وهو نفس المقترح الذي كشفت عنه وزارة المواصلات عام 2015 يتمثل بإحياء طريق مطار قلنديا القديم "طريق القدس الرئيسية".

وأعلنت وزارة المواصلات في حينها أن طاقم من المجلس الاعلى للمرور ووزارة الاشغال يتكون من 11 مهندسا اطلعوا على الطريق الحالي ووضعوا خطة لإعادة تأهيله بشكل جيد.

مخططات 2019 وهاجس الفشل

وفي ظل تصاعد الأزمة التي يشهدها الطريق يوميًا، أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، الثلاثاء، عن اعتماد حكومة تسيير الأعمال، مخطط إعادة ترميم شارع المطار القريب من محيط حاجز قلنديا- كفر عقب، المحاذي لجدار الفصل العنصري، أمام الداخلين الى القدس عبر حاجز قلنديا مباشرة، بهدف تخفيف الأزمة.

وقال الحساينة، في تصريح صحفي، إن الوزارة تعمل على الاسراع للتخفيف من أزمة قلنديا، من خلال وضع استراتيجية للبحث مع الشؤون المدنية للتواصل مع الجانب الاسرائيلي.

وشرحت مهندسة الاشغال شذى علاونة، التصور من خلال تأهيل شارع المطار لتخفيف أزمة قلنديا الى 45%، وسيتراوح عرض الشارع من 5 الى 12 مترا، وسيكون هناك مسربين، ويتضمن عبارات وقنوات تصريف صحي.

يترقب المواطنون حل جذري للازمة في ظل فشل المخططات السابقة وعدم تحقيق الوعود الكثيرة بنهاية ازمة حاجز قلنديا.