رفض حمساوي ومماطلة إسرائيلية
رفض المنحة القطرية بين تحسين "الضمانات" ووقف "الفضيحة"
راية
أعلنت حركة حماس رفضها استلام المنحة القطرية الثالثة التي تأخرت نحو 20 يوما عن موعدها جراء المماطلة الاسرائيلية بذرائع أمنية، رغم مساعي السفير القطري محمد العمادي الأخيرة ذهابا وايابا بين غزة وتل أبيب.
رفض حركة حماس – وفق بيان الحركة- جاء ردًا على سلوك الاحتلال وممارسته دور الابتزاز، ومحاولات التملص من التفاهمات التي رعتها مصر والأمم المتحدة وقطر.
موقع صعب
ورأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن أمر المنحة القطرية تطور الى مستوى يصل الى الفضيحة حول مساعدة قطرية تقرر فيها الحكومة الاسرائيلية وتتلاعب بها في سياق عدم تنفيذ تفاهمات تخفيف الحصار غير المباشرة بين حماس واسرائيل.
وقال عوكل لـ "رايــــــة" أن مسألة المنحة وضعت حماس في موقع صعب خاصة أمام شركاءها من الفصائل والقوى الاخرى في مسيرات العودة وكسر الحصار، بعدما بدى الأمر كاستثمار من قبل حماس للآخرين لأهداف خاصة بحماس لان الحصار لم يكسر والعودة لم تتحقق.
واعتبر عوكل ان رفض حماس للمنحة قرار منطقي، والذهاب نحو اعادة الأمر الى بدايته حتى تلتزم حكومة الاحتلال بالتفاهمات السابقة او أعادة صياغتها بضمانات أفضل من قبل الأطراف الوسيطة أو الذهاب نحو تصعيد عسكري محسوب، خاصة أن المنحة القطرية لا تحل أزمة حماس ولا تؤثر على كسر الحصار.
شروط جديدة
من جانبه توقع الباحث السياسي محمد حجازي أن الدفعة الثالثة من المنحة القطرية رافقها شروط اسرائيلية جديدة مثل اشتراط وقف الفعاليات الحدودية بشكل كامل، مما دفع حماس الى رفض المنحة القطرية بالشروط الجديدة.
ونوه حجازي في حديث مع "رايـــة" إلى أن الشارع الفلسطيني راقب طريقة ادخال المنحة القطرية بامتعاض ونقد شديدين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي واهتزاز صورة حماس حتى أمام عناصرها في معادلة المال مقابل الهدوء، أي مقايضة دماء الشهداء بتأمين جزء من رواتب موظفي حكومة حركة حماس.
وشدد الكاتب حجازي أن مجمل مشهد دخول المنحة القطرية عبر إسرائيل في المرتين السابقتين مس وجدان كل فلسطيني ومس النضال الوطني الفلسطيني في مقايضة مرفوضة.
حسابات انتخابية
في اتجاه أخر ذهب المحلل السياسي من الداخل نظير مجلي الذي رأى خلال حديث مع "رايـــة" أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أراد تسجيل موقف انتخابي لصالحه من خلال رفضه ادخال المنحة وتسريب ذلك لوسائل الاعلام والمجتمع الاسرائيلي وتمرير المنحة عبر قرار المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" لاسيما بتوصيات من الأجهزة الأمنية والعسكرية.
يذكر ان اللجنة القطرية لإعمار غزة برئاسة العمادي عقدت اتفاق مع الأمم المتحدة يقضي بصرف المنحة القطرية بقيمة 20 مليون دولار كمساعدات الى قرابة 100 ألف عائلة فقيرة بغزة تحت اشراف الأمم والمتحدة.
يشار الى أن حركة حماس دفعت نصف رواتب موظفيها من عائدات الجباية الداخلية، بالتزامن مع عودة التصعيد اليومي على حدود القطاع الشرقية، ومشاركة رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية في مسيرات الجمعة الماضية.