كيف تكون مهذباً ورجلا ً "جنتلمان" بمعنى الكلمة؟
نقلا عن موقع دويتشة فيلة DW- أن يكون الرجل مهذباً وقوياً هو أقرب تعريب لوصف "جنتلمان". الوصف لا يتعلق بسلوك الرجل مع أسرته فحسب، بل مع الجميع، وبالخصوص مع النساء. الشعوب تتباين مقاربتها لهذا الوصف، لكنّ الرأي الفيصل في النهاية يبقى للآخرين.
الرجل الشهم، يكون ودوداً مع الأطفال، كيّساً خلوقاً مع كبار السن نساء ورجالاً على السواء، هُماما في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وسبّاقاً لنجدتهم ومساعدتهم عند الحاجة. لكنّ هذا كله قد تقوم به المرأة أيضا، فهل نسميها "جنتل ومان" أم أنّ الحديث يدور حول شيء آخر؟
موسوعة ويكي هاو حددت صفات "جنتلمان" بأنه يجب أن يكون شديد الثقة بنفسه، ناضجاً في تصرفاته، ورقيقاً مجاملاً مع النساء والرجال. وتبدو هذه القيم موروثة من عصور الفروسية والشهامة (الشيمة) العربية التي يرى كثيرون أنّها عصور انقضت، لكنّ إدماج هذه الصفات مع متطلبات عصر العولمة سيخرج بنموذج لرجل بمعنى الكلمة بنكهة عصرية.
فالرجل في عصرنا الحاضر، لا يخرج بدون هاتفه المحمول، وإذا كان متأنقاً فلن يخرج دون ساعة معصمه الثمينة، وهذا قد يحسبه البعض من متطلبات الرجولة، لكنّه في الحقيقة من متطلبات الأناقة وهي ليست بالضرورة مرتبطة بمعنى "جنتلمان". وعلى كل حال، يمكن تحديد بعض العناصر العامة المشتركة التي تصنع من الرجل، رجلاً بمعنى "جنتلمان"، وبعضها يرتبط بالمظهر:
*الحفاظ على النظافة الشخصية، ويعني ذلك أسنان بيضاء، إزالة رائحة عرق الجسم بإزالة أسبابها، عطر خجول غير قوي، قوام رشيق يناسب المظهر العام. وهنا قد تختلف الشعوب، فلدى البعض يمثل الكرش مظهر رفاهية وغنى، فيما تتطلب أناقة الجنتلمان جسداً رشيقاً بدون تكورات مبالغ فيها.
*لباس الرجل المهذب يجب أن يلائم ملامحه الخاصة، ولا علاقة له بخطوط الموضة، فإذا كان جسمه يميل إلى الامتلاء، فإنّ السترات القصيرة لن تناسبه، وإذا كانت أصابع قدمه غليظة، فإن الأحذية المدببة ستسبب له آلاماً وقروحا أثناء السير.
*تقليديا يُطالب "الجنتلمان" بالتخلص من شعر الوجه غير المرغوب فيه، شعر أعلى الذقن، شعر الأذن، شعر الأنف وغيرها. لكن كلّ هذا بات غير متفقٍ عليه، فخطوط الموضة الرجالية تحبّذ إطلاق شعر الذقن بما يعرف بـ"لحية الأيام الثلاثة"، والتي طوّرها الشباب خاصة إلى لحى كثة غير مشذبة.
*في العصر الرقمي، يملك الجميع حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحسابات على تطبيقات الاتصالات، ومن المحبذ أن يحافظ الرجل المحترم على صورة بروفايل تجتمع فيها المواصفات التقليدية التي تناسبه، وتكون ثابتة فيها جميعا.
*المصافحة مظهر رجولة وأناقة أكيد. وسواء التقى الإنسان بمدير المستقبل، أو بخطيب شقيقته، أو بنائبة في البرلمان، فإنّ عليه أن يحكم المصافحة بقوة معقولة، فالإحكام يدل على الاهتمام، وعليه أن ينظر في عين من يصافحه، أما عند مصافحته لغريب، فعليه أن يطيل التماس بضع ثوانٍ إضافية حتى ينهي الغريب من تعريف وتقديم نفسه. كما يجب عليه احترام تقاليد الشعوب التي لا يتصافح فيها الجنسان.
*تجنُب الأفعال المحرجة أمام الآخرين، وهكذا فعلى الرجل عدم البصاق على الأرض، وتجنب التمخط بصوت عال، وتجنب السعال وخلال الأسنان بعد الطعام دون أن يخفي فمه، وعليه أن لا يلقي بمنديله الورقي على الأرض، ولا بقنينة الماء البلاستيكية الفارغة من نافذة سيارته، كما أنّ العطاس والتجشؤ بصوتٍ مرتفع يعتبر فعلا يستفز كثيرا من الشعوب، ويُفضّل تجنبه، فإذا حدث شيء خارج إرادة الإنسان فعل الفاعل أن يعتذر بسرعة.
*انشغال الرجل بهاتفه المحمول أثناء حديثه مع الآخرين، خالٍ من مظاهر الاحترام. في هذا العصر، لا يُنتظر من "الجنتلمان" أن يتحدث إلى امرأة وهو يقلب هاتفه المحمول أو حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي.
*الكلام بصوت هادئ، ودون صراخ من علامات التهذيب في أغلب المجتمعات في الأحوال العادية، كما يُنتظر من "الجنتلمان" أن لا يكون سريع الغضب.
*تجنُب اللغة البذيئة، وهذا يصدق في حالة الكلام مع النساء خاصة، لكنّ كثيراً من الرجال أيضاً ينظرون بازدراء إلى من يستعمل كلمات بذيئة بشكل متكرر في حديثه. وهناك كلمات لعن تشيع في كثير من المجتمعات، وبينها كلمات تجديف (كفر)، لا ينتظرها الناس من أي "جنتلمان".
*لا يتكلم "الجنتلمان" عن نفسه كثيراً، خاصة مع النساء، فالمرأة تريد أن تكشف الرجل من خلال أفعاله، لا من خلال أقواله. كما أنّ اختلاق الأكاذيب وقصص البطولة الوهمية لا يليق بالرجل المهذب قط.
*لا يثير الرجل المهذب مواضيع خلافية تمس العقيدة أو اللباس أو الطائفة أو القومية أو الذوق الشخصي أو لغة الجسد في حواره مع المرأة.
*يجب أن ينتبه الرجل بشدة إلى لغة الجسد الصادرة عنه، وأن يراقب لغة الجسد الصادرة عمن يحدثهم، فالإكثار من تحريك اليدين أثناء الحديث تعتبره أغلب النساء مظهر ضعف.
*تجنُب العنف، فالعنف أبعد ما يكون عن صفة "الجنتلمان"، ولا يلجأ إليه إلا الضعفاء من الجنسين. فالعنف غالبا ما يشكل مظهر عجز عن مواجهة الآخر بالحجة المقنعة.
وبالإمكان أن يسترسل المرء في كشف جوانب الشهامة في شخصية الرجل المهذب، لكنّ الحُكم في النهاية يبقى خاضعا للآخرين، وخاصة المختلفين عنه.