قصة انسانية
استغاثة أحلام.. وفاء وصبر أكبر من الألم والاهمال
غزة- راية: عامر أبو شباب
تعيش أحلام أبو مصطفى زوجة العامل المقعد بشكل كامل "جهاد عبد الرازق أبو مصطفى" (50 عاما)، حكاية خاصة تعبر عن الالم والوفاء في آن واحد عندما تتجاوز المرأة الصابرة قدرة البشر على الصبر.
وتعمل الزوجة "أحلام" بشكل بدائي ومجهد في مشروعها الصغير صناعة مواد النظافة المنزلية حتى تتمكن من توفير الممكن من مصاريف العلاج ونفقات الأسرة.
وقالت الزوجة الصابرة لمراسل "رايــــــــة" أنها تعلمت صناعة المنظفات المنزلية لتدبير علاج زوجها الذي يعاني من شلل كامل، و إعالة أسرتها التي تتكون من أحمد (19 عام) ايلين (19 عام) حمزة (15 عام) أليس (9 أعوام).
وتعود معاناة "أحلام" الى قبل سبع سنوات بعد تعرض زوجها "جهاد" لحادث عمل أدى الى كسر العنق وشلل كامل جراء سقوطه من الطابق الرابع أثناء البناء وبعدها حاول العلاج عدة مرات داخل المشافي الاسرائيلية لكن دون نتيجة.
وبصوت خافت أعياه القهر والألم يقول "جهاد"، وهو على فرشته الطبية المهترئة: أنه بحاجة الى علاج دائم ومسكنات خاصة حبوب "لاريكا" باهظة الثمن والنادرة في صيدليات محددة باستمرار، فضلا عن حفاظات وأكياس بول وحبوب معدة وغذاء خاص.
وأكدت "ام أحمد" أن ظروفها دفعتها الى تعلم صناعة مواد التنظيف في البيت، والعمل بكل اخلاص ونشاط حتى لا تحتاج أحد من اجل العلاج ومصاريف الأولاد الذين يذهبون احيانا الى الأسواق لمساعدتها في بيع منتجاتها، بالإضافة الى حضور بعض الزبائن الى بيتها.
ونوهت الزوجة المتعبة الى أن العمل في مواد التنظيف خطير بسبب اعتمادها على مواد كيميائية ومركزة، خاصة عند استنشاق الأبناء داخل البيت، لكنها تحاول قدر الامكان تقليل الخسائر من أجل توفير احتياجاتها البسيطة.
الزوجة الكادحة لا تريد مساعدات مالية بل تحتاج دعم مشروعها لصناعات المنظفات المنزلية لتوفير أدوية الزوج ونفقات أسرة تعيش في بناء يشبه بيت في عبسان الكبيرة، شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.
ووجهت "أم احمد" مناشدة انسانية الى فاعلي الخير لمساعدتها في التكفل بعلاج زوجها ولأن علبة "لاريكا" ثمنها 250 شيكل، فضلا عن مصاريف أبناءها عبر المساهمة في تمويلها بالمواد الخام لمشروعها الصغير حتى تتمكن من توفير الممكن من مصاريف العلاج واحتياجات أسرتها الأساسية.
فعلا.. بعيدا عن الأعين هناك قصص معاناة بالغة الألم، وكثير من حكايات الوفاء التي تتجاوز قدرات البشر، حكاية "أحلام" و"جهاد" تحتجب خلف جدار صلب من الصمت والاهمال بعيد عن المتشدقين بشعارات كرامة الناس وحقوق الانسان، وتبقى ارادة الصابرين أكبر من الكلام.