تقرير خاص
عودة اللجوء الى مدارس الأونروا في غزة
غزة– راية: سامح أبو دية-
بعد أكثر من 4 سنوات على انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ورحلة إيواء خاضها أصحاب المنازل المدمرة استمرت عدة شهور، بقيت قضيتهم عالقة دون حل، بل وقررت وكالة "الاونروا" إيقاف بدل الايجار للعائلات المهدمة بيوتهم، وسط تهديدهم بخطوات تصعيدية وغير مسبوقة.
أصحاب تلك المنازل بكافة مناطق قطاع غزة والتي لم يُعاد إعمارها حتى الآن، لجأوا الى مدارس الأونروا بعد أن تقطعت بهم السبل، حيث تخلت عنهم الأونروا وترفض ايوائهم منذ 6 شهور، كما بقي مصير بناء تلك المنازل "مجهولا".
أكثر من 1400 عائلة باتت تهدد بالعودة الى مدارس وكالة الغوث، في غضون أيام وهي المهلة التي أعطتها تلك العائلات لإدارة الوكالة لدفع بدل الايجار، لاسيما وأن بعض تلك العائلات طُردت من بيوتها المستأجرة بسبب عدم دفعهم الايجار لأصحابها.
حمزة المصري أحد أصحاب البيوت المدمرة ومتحدث باسم العائلات، يقول: "الأونروا أخرجتنا من المدارس بعد نهاية الحرب بناء على اتفاق ينص على دفع بدل الايجار حتى يتم إعادة إعمار بيوتنا وعودتنا لها".
واتهم المصري في حديث لـ"رايــــة"، وكالة الغوث بتعمد إيقاف بدل الإيجار، مضيفا: "الوكالة أعلنت أنها تعاني من أزمة مالية حادة جدا وعلى أساسها تم قطع أموال بدل الايجار، الا أن أنها أعلنت لاحقا أنها تجاوزت الازمة المالية".
وطالب الأونروا بإعادة دفع بدل الايجار خاصة وأنها تخطت الأزمة المالية التي نجمت عن وقف الولايات المتحدة تقديم المساعدات التي تقدر بأكثر من 300 مليون دولار.
وهدد المصري بعودة تلك العائلات (أطفال ونساء) الى مدارس الأونروا بشكل رسمي خلال 10 أيام وهي المدة التي أمهلوها لها من أجل حل قضيتهم، بدفع بدل الايجار المتأخر منذ نص عام، خاصة مع دخول فصل الشتاء، ثم إعادة بناء منازلهم في أسرع وقت.
السيدة أميرة عليان، دمر الاحتلال منزلها خلال الحرب الأخيرة عام 2014، تقول: "بعد تدمير المنزل استأجرت شقة تأويني، الى أن توقفت وكالة الغوث عن دفع بدل الايجار منذ 60 شهور"، مؤكدة أن صاحب الشقة اضطر لطردها منها بسبب عدم الدفع.
واضطرت عليان للسكن في "كرفان" تعيش فيها ابنتها، مشيرة الى أن السكن في هذا الكرفان الصغير لا يتسع لعائلة ابنتها، وحملت الأونروا المسؤولية عن حياتهم في ظل تلك الظروف الصعبة التي يعيشونها، خاصة وأن فصل قد دخل فعلا وبدأ بالتأثير سلبا على حياتها وحياة باقي العائلات وأطفالها.
كما هددت السيدة عليان بالعودة الى مدارس وكالة الغوث واستخدامها كمراكز للإيواء، في ظل تنكر الوكالة لوعودها في دفع بدل الايجار من جهة، وتأخرها في بناء المنازل المدمرة من جهة أخرى.
مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بيير كرينبول، الذي وصل الثلاثاء، تزامنا مع اعتصام نفذه أصحاب البيوت المدمرة التي لم يعاد اعمارها داخل المدارس، أكد أن الأونروا نجحت في التغلب على أكبر عجز في تاريخها.
وتطرق كرينبول خلال مؤتمر صحفي له بغزة، لقضية أصحاب المنازل المدمرة، قائلا: "لدينا أولويات لإعادة بناء هذه المنازل ونتواصل مع المانحين ولا نعرف فيما إذا كنا سننجح في ذلك ولكن علينا عمل مهم يجب أن نبذله".
وأشار إلى احترام حق كل إنسان بالتظاهر سلميا. داعيا أصحاب تلك المنازل من العائلات لعدم إعاقة الخدمات المقدمة للاجئين. مضيفا "قمنا بالكثير من أجل بقاء هذه المدارس مفتوحة .. هل يعقل تعطيلها الآن".
ووعد أن يواصل العمل في 2019 من أجل الاستمرار في جمع التبرعات وضخ كل الطاقات وعدم الاستسلام من أجل تحقيق الأهداف إلى أن المانحين حول العالم أبدوا خلال زياراته لهم اهتماما بقضية اللاجئين للاستمرار في التعليم وكافة الخدمات للاجئين. مشيرا لفلسطينيين، ولكن رغم ذلك لا يوجد ضمانات لنجاح حشد الأموال.