صيدم يفتتح مدرسة صبحة الحرازين في بيت فوريك ويزور مغارة "أبو عمار"
افتتح وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، اليوم الأربعاء، مدرسة صبحة الحرازين الأساسية المختلطة في بلدة بيت فوريك بمديرية تربية نابلس، والتي شُيدت بتمويل كريم من رجل الأعمال الفلسطيني حماد الحرازين.
وشارك في الافتتاح، محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ونائب محافظ نابلس عنان الأتيرة، ورجل الأعمال الحرازين، وأمين سر إقليم فتح في محافظة نابلس جهاد رمضان، ورئيس بلدية نابلس م. عدلي يعيش، ومفتي المحافظة أحمد شوباش، ومدير عام الأبنية في "التربية" م. فخري الصفدي، ومدير تربية نابلس أحمد صوالحة، والقائم بأعمال مدير دائرة العلاقات الدولية والعامة في "التربية" نيفين مصلح، ورئيس بلدية بيت فوريك عوض حنني، وممثلون عن الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والأهلية والمجالس البلدية والمحلية وحشد من الأسرة التربوية.
وفي هذا السياق، أشاد صيدم بتبرع الحرازين السخي لقطاع التعليم ومواقفه الإنسانية، مؤكداً أن هذا الدعم يشكل نموذجاً أصيلاً يُفتخر به، ويجسد حالة نبيلة ينبغي تعميمها، لافتاً إلى أن هذا المال الفلسطيني "غير المشروط" يعكس أصالة وحرص الأوفياء والداعمين لمسيرة العلم والمعرفة.
وأردف الوزير قائلاً: "هنا في بيت فوريك، وفي كل مرة أكون فيها في هذا المكان يمر شريط التاريخ والذكريات، ويفرض حضوره؛ حين نستذكر جبال هذه البلدة التي احتضنت رفات الشهداء والفدائيين الذين جسدوا بتضحياتهم درب النضال والثورة الفلسطينية، مضيفاً: " كيف ننسى هذا التاريخ الأشم ونحن على مقربة من مغارة الشهيد أبو عمار التي شكلت قاعدة للثورة الفلسطينية المجيدة ....؟".
وجدد صيدم تأكيده على مواصلة تشييد المدارس، وتوفير التعليم النوعي لجميع الطلبة، وفي كافة المناطق؛ خاصة في تلك التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال، متطرقاً إلى مدارس التحدي التي تشكل رداً طبيعياً على المحتل وتقف في وجه ممارساته القمعية.
وثمن الوزير جهود ومساهمات كل الداعمين والمساندين للوزارة في جهودها التطويرية، معبراً عن شكره لمحافظ رام الله والبيرة ونائب محافظ نابلس والأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية والمدنية ولأهالي بلدة فوريك ومؤسساتها وأسرة التربية ولجميع الغيورين والمساندين لقطاع التعليم.
من جانبها، شكرت غنام الحرازين على جهوده ومساهماته الفاعلة في سبيل خدمة الوطن؛ عبر عديد المشاريع المميزة، لافتةً إلى الدور الكبير عبر تبرعه السخي للقطاع التربوي وغيرها من القطاعات التنموية، مشيدةً في الوقت ذاته بوزير التربية والأسرة التعليمية على كل الجهود المتواصلة والحثيثة لتطوير التعليم.
من جهتها، أكدت الأتيرة أهمية هذه الإنجازات التي تعد ركيزة صلبة؛ لإرساء دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة، مثمنةً تبرع رجل الأعمال الحرازين ودعمه لهذه المدرسة التي شُيدت في بلدة صامدة وقدمت التضحيات الجسام من أجل فلسطين، معبرةً عن تقديرها لوزارة التربية وقيادتها على كل الجهود المبذولة لخدمة المسيرة التعليمية.
بدوره، أكد الحرازين ضرورة المضي في دعم المسيرة التعليمية وخدمة طلبة فلسطين، معبراً عن اعتزازه بأبناء الشعب الفلسطيني، قائلاً: "ما رأيته في هذا الصباح وفي هذه المدرسة من حياة وشغف الطلبة بالتعلم والإقبال على العلم يبعث على السرور والتفاؤل".
وأشار إلى أن دعم هذا الصرح العلمي وغيره لا يعادل شيئاً أمام تضحيات ونضالات أبناء الشعب الفلسطيني وشهداء الثورة الفلسطيني ومؤسسيها، مؤكداً بذلك أن هذا التبرع هو الوفاء لهذا التاريخ المشرف من التضحيات، معلناً عن استعداده الدائم لمواصلة دعم القطاع التعليمي وتلبية الاحتياجات التربوية.
من جهته، عبر رئيس البلدية حنني عن شكره وتقديره للحرازين على تبرعه واهتمامه بالتعليم، مستذكراً في الوقت ذاته مسيرة الراحلين من الفدائيين والمناضلين الذين مروا على أرض بلدته خلال بدايات انطلاقة الثورة المعاصرة، معلناً في هذا السياق عن تسمية الشارع المؤدي إلى المدرسة باسم الشهيد ممدوح صيدم الذي ترك بصمة وتاريخاً في سفر الثورة الفلسطينية خلال تواجده في بيت فوريك.
وأشاد حنني بالجهود التي يبذلها الوزير صيدم والأسرة التربوية في سبيل تنشئة جيل متسلح بالعلم والمعرفة، ومواصلة تسجيل الإنجازات وتحقيق النجاحات في عديد الميادين والمحافل.
وفي كلمته الترحيبة، أشار صوالحة إلى أن الصرح العلمي الجديد سيسهم في توفير خدمات لطلبة بيت فوريك، معبراً عن تقديره وامتنانه لرجل الأعمال الحرازين ولوزارة التربية ممثلة بالوزير صيدم على العمل الدؤوب والمتواصل؛ للرقي بقطاع التعليم من خلال بناء المدارس النموذجية وتوفير كل المقومات التي تضمن النهوض بهذا القطاع الحيوي.
وتتكون هذه المدرسة من 12 غرفة صفية ووحدة إدارية بالإضافة إلى الغرف التخصصية من مختبر حاسوب ومكتبة وغرفة مصادر وقاعة متعددة الأغراض ومرافق أخرى وساحات، وذلك وفقاً لأفضل المعايير والمواصفات.
وفي سياق متصل، زار صيدم مغارة الشهيد أبو عمار الواقعة في إحدى جبال بلدة بيت فوريك، إذ جاءت هذه الزيارة تعبيراً عن الوفاء لمسيرة الراحل ولنضالات الفدائيين.
وأكد الوزير أن "التربية" ستكثف مطلع الفصل الدراسي الثاني تسيير الرحلات المدرسية التعليمية للمغارة؛ ترجمة لقرار سابق كان قد اتخذه صيدم بهذا الصدد؛ بما يعكس قيم الانتماء للرموز الوطنية الفلسطينية وحفظ إرثها وتاريخها.