خاص
بداية التطبيع العربي مع الاحتلال: هل السر في "صفقة القرن"؟
أقدمت أنظمة عربية وإسلامية مؤخرًا على خطوات متقدمة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مما يثير مخاوف فلسطينية من احتمالات فتح علاقات مع الاحتلال دون حل للقضية الفلسطينية وإعطاءالفلسطينيين حقهم.
بدأت الدوامة، باستقبال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من قبل رئيس سلطنة عمان السلطان قابوس، وتبعها خطوات قطرية وإماراتية باستقبال فرق اسرائيلية ورفع العلم الإسرائيلي في بلادها. ثم أخيرا بزيارة رئيس تشاد إلى دولة الاحتلال بعد 36 عاما من القطيعة.
الوزير البحريني الأسبق الدكتور علي فخرو قال لـ"رايـة"، إن سبب تحول العلاقات العربية مع اسرائيل من السر الى العلن مرده الى ضغوط امريكية هائلة على العواصم العربية لإعلان هذه العلاقة وتطويرها.
ورغم الخطوات التي قامت بهذا الأنظمة المذكورة، إلا أن ذلك لا يعكس توجهات الشعوب العربية كما يبدو.
"الفرد العادي منا لا يستطيع ان يتصور مسؤولا في دولة عربية أو اسلامية يتكلم مع كيان اقيم على جزء من الوطن العربي الكبير وحل محل جزء من شعوب الأمة العربية ومع كيان يغتصب يوميا ما تبقى وما اعطي في الواقع للفلسطينيين ومع كيان يحاصر غزة ويدمر مبانيها ويجوع أهلها ويضع في السجون عشرات الفلسطينيين يوميا ومع كيان ايادي قادته تقطر ايادي قادته من دم الفلسطينيين"، قال الدكتور فخرو.
وحول سبب هذا التوجه العربي على فتح علاقات مع الاحتلال، قال فخرو: "باعتقادي ان هناك ضغوط هائلة وكبيرة جدا من امريكا على هذه الانظمة".
وربط فخرو ما يجري ضمن سياقات "صفقة القرن" التي اعدتها الادارة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
وتقول تقارير إن الصفقة باتت قريبة وقد تطرح بداية العام المقبل 2019.
وقال فخرو إن الصفقة لن تكون لفلسطين فقط انما للوطن العربي كله، "تقسيمه وتفتيته ووضعه تحت السيطرة الكاملة للاقتصاد العولمي وابتزازه بشكل تام لشراء الاسلحة باستمرار".
واعتبر أن أمريكا تسعى لإماتة القضية الفلسطينية وليس حلها من خلال الصفقة.
من جهته، قال سفير فلسطين الأسبق لدى القاهرة نبيل عمرو في حديث لـ"رايــة"، إن تطور العلاقات العربية والاسلامية مع اسرائيل يعني أننا انتقلنا لمرحلة جديدة ستؤثر على الفلسطينيين، مُبيناً أن هذه المرحلة لا يُمكن فصلها عن صفقة القرن التي لم تُعلن بعد.
وأشار عمرو إلى أن المرحلة الحالية من العلاقات مع الاحتلال هي الاستعاضة عن السفارات بالعلاقات ذات الطابع السري والعلني، "سريا على صعيد الاستخبارات، وعلنيا متعلق بالفعاليات الرياضية التي تأخذ طابعا عالميا".