طارق البكري: ستبقى مبادرة التوثيق مستقلة ولن ترعاها أي مؤسسة أو حزب
كان السفر إلى العاصمة الأردنية عمان أولى رحلاته التي تمكن فيها من معايشة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، لفترات طويلة، ومعرفة شوقهم إلى أرضهم ووطنهم، وهذا الشوق هو ما دفع الشاب والمهندس المقدسي طارق البكري إلى العمل على جمع وتوثيق القرى الفلسطينية المهجرة في الداخل المحتل.
طارق خرج إلى الأردن عام 2003م، للدراسة والتخصص في مجال هندسة الحاسوب في جامعة عمان الأهلية، وذلك لصعوبة التنقل بين المدن الفلسطينية والوصول إلى جامعات الوطن في ذلك الوقت.
ويقول البكري لراية عبر برنامج ضيف الراية:" كشخص ساكن في مدينة القدس نحن محاصرين، فنحن لا نرى سوى أنفسنا، وحين سافرت للدراسة بدأت التواصل مع الفلسطينيين في الشتات، في الاردن وسوريا وكنت أرى لهفتهم لرؤية البلاد، وفي كل زيارة إلى عائلتي في القدس بدأت أصور لأصدقائي قراهم".
ويضيف:" بدأ الموضوع بشكل عفوي، حتى بدأ الزملاء وأقاربهم وأناس لا اعرفهم يطلبوا مني ذلك".
عام 1948 هجرت العصابات الصهيونية 500 قرية فلسطينية، دمرت معظمها، لكن طارق عاد إلى هذه الحجارة المدمرة واعتمد أسلوب مختلف في توثيقها.
وعن هذا الأسلوب يقول:" كنت أستخدم أسلوب الحكايا وما بقي في ذاكرة أهل البلاد عن هذه القرى، وبدأت أذهب كل يوم سبت على قرية مهجرة وأخذ قصص أهلها، ثم أصبح كل شخص يستطيع أن يزور البلاد عن طريق فيزا أو تصريح، يتواصل معي ونذهب سويةً إلى القرية، وأسمع الحكاية منه، لكن ليس الكل قادر على زيارة فلسطين، لذلك فانا أتفق مع الأهالي المهجرين من قرية معينة والموجودين في لبنان مثلاً، وأدخل لقريتهم وأبدأ بالتصوير المباشر، ويبدأون بإرشادي إلى منزلهم والأماكن العامة في البلدة والتي يتذكرونها".
طارق لديه الآن مشروع لتدريب الشباب على التوثيق، إضافة إلى مبادرة تعتمد على التوثيق البصري، للأملاك المنهوبة من الاحتلال من خلال جمع الصور القديمة والذهاب إلى موقع تصويرها وتصوير المنطقة مرة أخرى من نفس الزاوية، ليؤكد على أن فلسطين كانت بلد متحضرة وعمرانة قبل الاحتلال.
ويضيف طارق لراية:" أنا إطلاقا مش صحفي ولا أعمل في الهندسة حالياً، وما أقوم به هو مبادرة شخصية، على نفقتي الخاصة، وقد حاولت العديد من الجمعيات والمؤسسات والأحزاب أن تتبنى هذه المبادرة لكني رفضت كي لا أنساق إلى شروط أحد بأنه كيف يجب أن أرى وأعرف فلسطين، ففلسطين بالنسبة لي من البحر إلى النهر"
