هل يلجأ نتنياهو لحرب شاملة على غزة لحماية شعبيته؟

حذر محللون إسرائيليون من ان الحرب الشاملة على قطاع غزة، لن تكون بعيدة، وأن تراجع شعبية نتنياهو بعد التصعيد الأخير واتهامه بالاستسلام لحماس، سيجعله ضعيفاً امام ضغوط معارضيه، وسكان مستوطنات "غلاف غزة".

المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت أليكس فيشمان قال" إن أي احتكاك من قبل حماس سيؤدي إلى تدهور سريع للأوضاع في قطاع غزة، حيث يبدأ الجيش عملية عسكرية خلال ساعات وليس أيام".

وأضاف فيشمان:" لن تكون هناك ’استيضاحات’ مطولة لقضايا مثل من أطلق النار وأين: خطة الجيش الإسرائيلي أصبحت جاهزة واستعرضت أمام الكابينيت في الأسابيع الأخيرة – ستنفذ".

وتابع:"  على حماس "ألا تستمع إلى القيادة الإسرائيلية وإنما إلى مزاج الجمهور الإسرائيلي: القوانين تغيرت وليس بسبب مصالحنا، وإنما لأن إسرائيل ذاهبة إلى انتخابات. وفترة الانتخابات لا تستدعي مفرقعات كلامية فقط وإنما  مفرقعات عسكرية أيضا. وليس في جبهة غزة وحسب".

كذلك رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن تبكير موعد الانتخابات "يقلص حيز المناورة بأيدي نتنياهو. وفخ غزة، الذي يلاحق نتنياهو منذ فترة طويلة وتسبب الآن بتفكيك مبكر لائتلافه، من شأنه أن يزيد خطورة الوضع على خلفية الانتخابات".    

وأضاف هرئيل أن الفخ الذي وقع فيه نتنياهو "يزداد خطورة لأن ضبط النفس الذي كان يسمح به لنفسه، بصعوبة، عندما كانت حكومته مستقرة نسبيا، بات أصعب للتطبيق في فترة المنافسة في الانتخابات، بينما يطوقه منافسوه، من اليمين واليسار، ويوجهون إليه انتقادات. وتسوية كاملة مع حماس سيصفها معارضوه أنها استسلام آخر للإرهاب. واستمرار الوضع القائم يعني هجمات صاروخية، بحجج متنوعة، مرة كل بضعة أسابيع، وفيما صورة الهلع والغضب في بلدات غلاف غزة تلاحقه طوال المعركة الانتخابية. بينما نتنياهو يتحفظ من حرب مع حماس، خشية أن تطول، وتسبب خسائر بشرية ولن تحقق أهدافها المعلنة".