صدور كتاب المجالس البلدية خلال الانتداب البريطاني للباحث ناصر الصوير
صدر مؤخراً كتاب/ المجـالس البلديــة في غـزة خلال الانتداب البريطاني(1918-1948م)، الذي يتناول تسليط الضوء على المجالس البلدية التي قادت بلدية غزة خلال الفترة الممتدة من 1918 ولغاية 1948مـ، وهي الفترة التي احتلت فيها بريطانيا فلسطين ثم اُنتدبت عليها.
وذكر مؤلف الكتاب د. ناصر الصوير الباحث في تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر أن الذي حدا به لاختيار موضوع الكتاب هو أن بلدية غزة تعتبر منذ إنشائها إبان العهد العثماني لفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحاضر المؤسسة الوطنية الأكبر في قطاع غزة وفي فلسطين والأكثر أهمية بالنسبة لسكان مدينة غزة؛ نظراً للدور المهم والمحوري الملقى على عاتقها والمهام الجسام التي تطلع بها تجاه جميع سكان المدينة.
وأضاف د. الصوير أنه منذ إنشاء البلدية عام 1893مـ، حرصت الشخصيات الأكثر بروزاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً والعائلات الأكبر في المدينة حرصاً شديداً ومتواصلاً على المشاركة في إدارة وقيادة البلدية سواء من خلال رئاسة البلدية أو من خلال المشاركة بمجالسها البلدية حتى تحولت هذه المشاركة إلى رمز دامغ من رموز السيادة والرياسة للعائلات الغزية العريقة، وتجسيداً دامغاً لسطوة وقوة وعراقة هذه العائلات. وبناءً على ذلك أصبح منصب رئاسة البلدية والفوز بعضوية المجلس البلدي حلبة واسعة للتنافس المحموم بين الأقطاب العائلية والفئوية الغزية على قيادة المدينة، وباتت هذه المجالس "رؤساءً وأعضاء" على طول تاريخها تستقطب جميع ألوان الطيف السياسي والعائلي والوطني في غزة وتشكل نسيجاً متكاملاً يمكن من خلاله التعرف عن قرب وبوضوح على تاريخ المدينة وتطورها اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.
والمتتبع لمسيرة البلدية منذ إنشائها قبل أكثر من قرن وحتى يومنا هذا يرى أنها قادت المدينة في شتى المجالات وعلى كافة الصعد فلقد كانت بمثابة الحكومة المحلية الحقيقية والمسيّر الفعلي لشئون المدينة على ضوء المهام والأعمال المتنوعة التي قامت بها في مجالات شتى مما أضفى عليها قوة وتأثيراً كبيراً في واحدة من كبريات المدن الفلسطينية سكاناً.
وأوضح د. الصوير أن أهمية هذا المؤلف تنبع من أهمية التعرف على الدور المحوري لرجالات بلدية غزة من (رؤساء وأعضاء) والتعرف على إسهاماتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في هذه الحقبة الزمنية المهمة من تاريخ فلسطين الحديث.
وذكر د. الصوير أن الذي شجعه لانجاز هذا المؤلف الذي هو بمثابة بحث تأريخي علمي متكامل وجود مجموعة كبيرة من الوثائق والمستندات الأصلية خاصة بالبلدية مدونة بخط اليد، وهذه تشكل دليلاً تاريخياً لا لبس فيه ومصدراً رئيسياً للحصول على المعلومات، تمكن الكاتب من تحقيقها ودراستها، كما أن ندرة الدراسات العلمية والأكاديمية التي تناولت هذا الموضوع بشكل مباشر ومعمق على الرغم من أهميته البالغة كان له الأثر البالغ في تأليف هذا الكتاب، بالإضافة إلى رغبة الكاتب في استثمار فرصة وجود بعض الشخصيات ذات الصلة المباشرة بموضوع الكاتب على قيد الحياة للاستفادة من شهاداتها التاريخية في إعداد وانجاز هذا الكتاب.
وأكد المؤلف أنه وضع نصب عينيه قبل البدء في كتابة وانجاز هذا الكتاب هدف التعرف على السيرة الذاتية للشخصيات التي ضمتها هذه المجالس، والإسهام في تقديم صورة واضحة عن هذه النخبة من الشخصيات الغزية الفلسطينية البارزة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من خلال إلقاء الضوء على المجالس البلدية التي قادت دفة سفينة البلدية. وأوضح مؤلف الكتاب مجموعة من المشكلات واجهته جاء في مقدمتها الحاجة الملحة لمراجعة ودراسة عشرات السجلات الأصلية الموجودة في أرشيف البلدية، وتحقيق آلاف القرارات المدونة في هذه السجلات؛ وهو ما تطلب جهداً كبيراً ومضنياً وطويلاً بسبب قِدم السجلات ورداءة الخط وصعوبة قراءته.
وكذلك مشكلة العثور على الأقارب الأقربين "الأبناء والأحفاد" لرؤساء وأعضاء المجالس البلدية المتعاقبة خلال الانتداب البريطاني؛ فلم تكن هذه المهمة بالسهلة حيث إنّ هناك رؤساء وأعضاء لم يتبق أحداً من أبنائهم أو أحفادهم أو أقاربهم في غزة ،مثل: رئيس مجلس بلدية غزة الأول محمود أبو خضرا، والأعضاء فؤاد فرح وغالب النشاشيبي وسعد الدين الحسيني ويوسف العلمي؛ مما تطلب القيام بجهد شاق للوصول إلى جميعهم، سواء في فلسطين أو في الدول العربية أو في بعض الدول الغربية. وقال د. الصوير أن الكتاب يلقي الضوء على سبعة مجالس بلدية قادت البلدية فترة 30 سنة من 1918- 1948م، وأن هذه المجالس ضمت 35 شخصية قيادية كانت لها أدوار سياسية واجتماعية واقتصادية على الصعيد الفلسطيني بصورة عامة وعلى الصعيد الغزي بشكل خاص. واختتم مؤلف الكتاب بأن مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر والتوزيع هي التي تولت طباعة الكتاب وسيعرض في المكتبات عقب حفل توقيع الكتاب الي سيقام قريباً.