إطلاق "منصّة الاستقلال الثقافية" بالتزامن مع ذكرى إعلان الاستقلال
بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لإعلان الاستقلال، تنطلق "منصة الاستقلال الثقافية"، لتكون أوّل موقعٍ إلكترونيٍّ يُعنى بالشأن الثقافي من فلسطين .
وتتبع "المنصّة"، التي تحمل شعار "منطقة حرّة للإبداع" دارة الاستقلال للثقافة والنشر، ومقرها في مدينة رام الله، وتنطلق بقرارٍ من رئيس مجلس الأُمناء لجامعة الاستقلال بعد التشاور مع عددٍ من المهتمّين والمبدعين والمشتغلين بالثقافة في فلسطين، وهي مؤسسة مستقلة لها نظامها الخاص بها مثلما لها مجلس إدارتها برئاسة رئيس الجامعة، بما يُمكّنُها من إنجاز الأهداف التي تتغياها بحرّيةٍ وانطلاق، ومن دون تداخُل أو سقوف .
وقال المتوكل طه، رئيس تحرير "منصّة الاستقلال الثقافية"، المشرف العام على "الدارة" : في ظلّ حالة الغياب الواضحة، وربما الجارحة، للإعلام المُتخصص في الشأن الثقافي في فلسطين، تتأتّى فكرة إنشاء منصةٍ إلكترونيةٍ ثقافية، ليس فقط لتسدّ فراغاً حاصلاً يُغيِّب فلسطين بثقافتها وحضارتها وهويتها محلياً وعربياً بل وعالمياً، ولكن لتكون مرجعاً، ليس عن فلسطين الداخل فحسب، وليس عن الحاضر فحسب، فهي منصّة من فلسطين، وبالتالي تكون مفتوحةً على كل الاحتمالات .
وأضاف : الجديد في رؤية هذه المنصّة يتمحور في ثلاثة اتجاهات، الأول: الابتعاد عن الطريقة التقليدية في رصد الأحداث والفعاليات الثقافية عبر مواد تمزج الانطباع بالنقد بالصحافة.
والثاني : الربط التقني بين الوسائط المرئية والمسموعة والنصوص المكتوبة.
والثالث: صناعة المادة الإعلامية الثقافية، بمعنى عدم الاكتفاء برصد ما يحدث في فلسطين من حراكٍ ثقافيٍّ واسعٍ، على أهميته، بل القيام بفتح ملفات، والنبش عن تقارير من دون مناسبةٍ أو مبررٍ بحدثٍ ما .
وأشار طه إلى أنّ إنشاء المنصّة الثقافية وفق الرؤية المرسومة لها، والتقنيات التي يتطلبها موقعٌ يعكس هذه الرؤية، دفعنا إلى تصميم (المنصّة) وإنجازها إلكترونياً، وربطها بمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، أنستغرام..).
وتشتمل "المنصّة" على عشرة أبواب: أدب، وسينما، وموسيقى وغناء، وتراث، وفنون بصرية، ومسرح، ومُقاربات، وكتب وإصدارات، ورُوّاد، ومختارات .
وجاء في البيان التأسيسي لدارة الاستقلال :
لقد قدّمت فلسطين لحركة الخَلْق والإبداع العربية منذ مطلع القرن العشرين، وتبلور مشروع النهضة، مساهمتها العظيمة المتمثلة في تجاربَ لأُدباء ومفكرين كبار، كاعترافٍ إنسانيٍّ بعظمة الروح الفلسطينية وتوهّجها.
إن هذه الدارة في فلسطينها، التي تعلن حضورها في الحياة الثقافية الفلسطينية والعربية، هي وعدٌ بالتواصل والحراسة عبر جمع تراثنا الإبداعي الشفوي والمكتوب وتوثيقه، وتطوير التجارب الجديدة ومنحها الفضاء اللازم لتقديم مشروعها وتعميقه، والعمل باتجاه إقرار القوانين والأنظمة التي تحمي حقوق الأديب وحريته في التعبير، وتصون كرامة الكاتب والنصّ، تحت شعار "لا شرط على الحريّة إلا المزيد منها"، وتنظيم البرامج والأنشطة والفعاليات مع المحيطَيْن العربي والعالمي لكسر العزل الثقافي الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي بحقّ ثقافتنا، ولمّا يزل، ولخلق حالةٍ من التثاقف والتخارج، والانفتاح على المشروع الثقافي العربي وكذا العالمي، وإيصال المُنتج الفلسطيني إلى كل المتلقّين، بكل وسائل الترجمة والتعميم، والعمل على توحيد الجهدَيْن الثقافي والفنيّ الفلسطينيَّيْن في الوطن والمنفى والمهجر بعيداً عن اقتراحات السياسة وتقسيماتها.
ودارتنا هي منطقةٌ حرّةٌ من دون سقوفٍ واشتراطات ، ووسيلةٌ للمثقفين لتعميق مشروعهم الإبداعي وتكريس دورهم في تأكيد الحرية وبنائها، ورغبتهم في الإضاءة على مضامين الإبداع الفلسطيني وجهده في إغناء الحياة وحراسة الحلم. لسنا خصوم السياسي، ولسنا خطابه، أيضاً، بقدر ما نسعى إلى تعميق مفهوم "التجاوز" والبحث عن كلّ ما يؤدّي إلى الكمال. ولسنا بديلاً لأي مؤسسة ثقافية أو فنية، بتعدُّد إطاراتها وتنوّع أهدافها، بل استكمالٌ لدورها، وإضافةٌ نوعيةٌ إلى جهدها المبذول.
إنّ تأسيس هذه الدارة في فلسطين لا يعني على الإطلاق اقتراحاً للنص أو الكتابة، ولا يحدد اتجاهاً بعينه، بقدر ما يؤسس لفضاء الاختلاف والجدل والاقتراح والتجريب والتجديد والبحث عما هو أعمق في تجاربنا، وهو محاولة من مبدعي فلسطين لتجاوز حاجز الجغرافيا والسياسة الذي فرض تقسيماته على واقعهم، نحو وحدة المشروع الثقافي الفلسطيني، الوحدة المبنية على الحوار والتواصل وتثبيت جسورهم مع عمقهم العربي والإنساني.
وإنّنا في الدارة نرى أنّ ارتباكاً مؤلماً قد أُضيف إلى صورة المثقف الفلسطيني، سواء عبر قصد الآخرين أو جهلهم، بكل ما حمله هذا الارتباك من تشويهٍ لصورة المبدع الفلسطيني ودوره في وطنه، وكلّ ما أدى إليه من محاولةٍ لإكمال طوق العزل الثقافي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا وثقافتنا بطوقٍ عربيّ، ومن خلال مصطلحاتٍ فقدت معناها وجدواها وحدودها، ونعلن أننا نرفض فكرة التطبيع بما هي رواية الآخر عنّا وعن نفسه، لكننا لا نخلط بين ضرورة المعرفة وضرورة تطوير أدواتها، هذه الضرورة القادمة من خصوصية المكان الفلسطيني ولحظة الاشتباك الشامل مع العدو المحتل في كل زاويةٍ من زوايا حياتنا، وهي معرفةٌ لا يمكن لنا أن نواصل دورنا من دونها.
إنّ الدارة تفتح ذراعيها وقلبها لكل مُنتَجٍ يتغيّا الجَمال وينحاز للقيم الإنسانية العليا والمُطلقة، في مواجهة كلّ المفردات السوداء المُعادية للحقّ والحرية والمساواة والعدالة والسلام الحقيقي.
وتضم الدارة دوائر عدة، هي: إدارة المنصّة الإلكترونية بدوائرها وأقسامها المتعددة، ودائرة المنشورات والدراسات والمسابقات والطفل، ودائرة المؤتمرات والمهرجانات والأيام الدراسية والمحاضرات العامة، ودائرة الإدارة والمالية.
دار نشرنا.. ناشر معرفة لا تاجر كتب
تسعى دار الاستقلال للنشر لتكون رافعةً لإنهاض البحث والدراسة، وتشجيع النُّقاد، علماً أنها ستقوم بطباعة كل دراسةٍ أو بحثٍ أو منتجٍ إبداعيٍّ ناضجٍ ومتميّز، لإغناء المكتبة الفلسطينية، وكذلك العربية، وإيصال النصّ الفلسطيني إلى كل المتلقّين بوسائلَ وآلياتٍ قادرةٍ على النفاذ والحضور. وهذه دعوةٌ من دار نشرنا إلى كلّ المهتمين لتقديم مخطوطاتهم لترى النور بأناقةٍ ومهنيةٍ مُعاصرةٍ تليق بالمبدعين ونتاجهم، وسيكون العقد المُبرم بين دار النشر والمبدع مُنصِفاً للطرفين، ومشجعاً لصاحب العمل الإبداعي.
وستحرص الدار على التميُّز بطرقٍ غير تقليدية، كما أنه لا بدّ من التواصل مع دُور نشرٍ أُجنبيةٍ للحصول على حقوق الترجمة لكُتّاب غير معروفين في المحيط العربي، بما في ذلك الترجمة بالشراكة مع دور نشرٍ غربيةٍ معروفة، وهنا الهدف هو الجمهور العربي غير الناطق بالعربية في الغرب من أبناء المهاجرين، خصوصاً الوسط الفلسطيني، ويمكن البحث عن تواصلٍ مع غير مؤتمرٍ فلسطينيٍّ في دول اللجوء والشتات ومؤسساتٍ فاعلةٍ هناك للحصول على دعمٍ حقيقيٍّ في هذا المجال من حيث التشبيك والتمويل.
ويُهمنا مثلاً اللغات المنتشرة كالأوروبية، فهي قوية جداً، وتشمل بلداناً عدةً ناطقةً بها بشكلٍ كليٍّ أو جزئيّ. هذا بحد ذاته مشروعٌ ثقافيٌّ مهمٌّ لإعادة بناء الروابط مع الأدب العربي، والفلسطيني بشكلٍ خاص، مع أبناء الجالية العربية.
وإننا معنيون بطرح شراكةٍ مع وزارة الثقافة لدعم إصدارات المكتبة المنزلية كمشروعٍ مُشابهٍ لبعض المشاريع العربية؛ وهو إصدار الكتاب 5000 نسخة وبيعها بسعر التكلفة وتوزيعها على المنازل والنوادي والجامعات، وكذلك مشروع مشابه للطلبة في المدارس بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم.
كما سنعمل على خلق شراكاتٍ ورعايةٍ مع جهاتٍ محليةٍ فلسطينيةٍ لتدعيم عمل الدار من خلال رعاية الإصدارات بشكلٍ جزئيٍّ أو كليّ، وتأسيس صندوق دعم الإبداع الفلسطيني من تلك المؤسسات، بالتنسيق مع وزارة الثقافة والاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين وروابط ومؤسسات المسرح والفن التشكيلي والتراث والسينما والموسيقى.
منصّة الاستقلال الثقافية
وتضمّ الدارة منصّة "جريدة إلكترونية" ثقافية، هي منصّة الاستقلال الثقافية.
ففي ظل حالة الغياب الواضحة، وربما الجارحة، للإعلام المتخصص في الشأن الثقافي في فلسطين، تتأتى فكرة إنشاء منصةٍ إلكترونيةٍ ثقافية، ليس فقط لتسد فراغاً حاصلاً يغيّب فلسطين بثقافتها وحضارتها وهويتها محلياً وعربياً بل وعالمياً، ولكن لتكون مرجعاً ، ليس عن فلسطين الداخل فحسب، وليس عن الحاضر فحسب، فهي منصّة من فلسطين، وبالتالي تكون مفتوحةً على كل الاحتمالات.
الجديد في رؤية هذه المنصة يتمحور في ثلاثة اتجاهات، الأول: الابتعاد عن الطريقة التقليدية في رصد الأحداث والفعاليات الثقافية عبر مواد تمزج الانطباع بالنقد بالصحافة، والثاني: الربط التقني بين الوسائط المرئية والمسموعة والنصوص المكتوبة، والثالث: صناعة المادة الإعلامية الثقافية، بمعنى عدم الاكتفاء برصد ما يحدث في فلسطين من حراكٍ ثقافيٍّ واسعٍ، على أهميته، بل القيام بفتح ملفات، والنبش عن تقارير من دون مناسبةٍ أو مبررٍ بحدثٍ ما.
إنّ إنشاء المنصّة الثقافية وفق الرؤية المرسومة للمنصة والتقنيات التي يتطلبها موقعٌ يعكس هذه الرؤية.. دفعنا إلى تصميم (المنصة) وإنجازها إلكترونياً، وربطها بمواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، أنستغرام..).